لماذا تقوم جماعة بندوة عن موضوعٍ لا تعرِف عنه شيئاً، ثمّ رفع تلك الفذلكة للعموم؟ هل يريدون أن يدلّوا على أنفسِهم؟ هل يريدون أن يرِسِلوا أنّهم مجموعة من الهرّفة والهبّادين؟ هل يعلم الهبّادة أن شطحَهم يُحرِج أهل العِلم؟ ولماذا ينتشِر الهبد؟ ولماذا يكون أكثر النقاش في المواضيع هو من أقلّ الناس معرفة ً بها؟ ولماذ أكثَر نقاشٍ عن التاريخ هو من غير المتخصّصين؟ هل يعلم هؤلاء أنّ هنالك تخصّصات أصلاً؟ وهل يعلمون أنّ كلّ جملةٍ لهم فضيحة فكرية؟ وهل يعلمون أن العِلم الذي يهبِدون فيه له قواعِد وفيه نقاشات ومناهِج وطرائق للكلام وتقاليد تليدة ومؤسّسية؟ هل يعلمون أنّ كلّ تلفُظِ لهم فيما لا يعلمونه هو مسخَرة وإذلال لهم؟ وهل يظنّون أن إعلانهم أنّهم ليسوا متخصّصين يتيح لهم الفتك في التخصّص؟ هل يصِل إبراء الذمّة، بل والجهل، إلى درجة السماح بالهبد؟ هل يعلَمون أنّهم يجعلون المتخصّصين يضعون أياديهم على أعينُهم وجباهِهم انحراجاً من المرج والموق الذي أقاموه؟ هل يعلمون أنّ المواضيع التي يهبِدون فيها هي مواضيع يقضي الناس سنواتٍ في التدرّب على الكلام فيها؟ هل يعلَمون بوجود مناهِج ونقد وطرائق الكلام؟ جاء في الحديث أنّه “لا ينبغي للمرء أن يُذل نفسه”. فهل يعلَم الهبّادة أنَهم يُذلّون أنفسِهم؟ أم أنهم لا ينتبِهون؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى