زيارات خاصة بعيون الساقية الحمراء

الزمان أنفو _ يوميات مسافر – الجمعة 30 مايو_ عبدالله محمدبون

صباح اليوم لم يكن عادياً. رافقته نكهة الترقب ونشوة الاكتشاف. بدأنا جولتنا ؛أنا والزميل الاخ الشيخ أحمد أمين، بلقاء مع رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة العيون الساقية الحمراء، السيد توفيق البرديجي حيث فتح لنا مكتبه بترحاب ليتحدث بإسهاب وهدوء الواثق عن نشاطات اللجنة، وكيف تنسج خيوطها بين الدفاع عن الحقوق والتوعية بها، بين التوثيق والمواكبة. كان حديثه غنياً بالتفاصيل، نابعاً من قناعة راسخة بدور اللجنة في تعزيز ثقافة الحقوق في الجهة.



ومن هناك، انتقلنا إلى قلب المدينة، إلى مقر جماعة العيون، حيث استقبلنا أحد نواب السيد مولاي حمدي ولد الرشيد، الذي يتواجد حالياً بمكة المكرمة؛ وهو رجل عصامي بذل جهودا مضنية لتصل مدينة العيون إلى ماوصلت إليه من رقي وازدهار؛ ونال ثقة جلالة الملك محمدالسادس حفظه الله؛ وقد كتبت عنه بإسهاب في زيارة سابقة. .وفي غيابه تم استقبالنا بحفاوة كما لو كان موجودا؛ وتولى أحد المهندسين الشباب من فريق الجماعة تقديم عرض مصور، كان بمثابة رحلة داخل ورشات الإنجاز. فيلم دقيق، موثق، يروي قصة مدينة تنهض بسرعة، شوارع تُعبد، ساحات تتجدد، ومرافق تُشيّد بحرفية عالية. لا شيء يترك للصدفة، فكل زاوية من زوايا المدينة تُدار برؤية واضحة وأهداف مرسومة.

ولأن العيون ليست فقط مدينة مشاريع، بل مدينة طاقات بشرية فريدة، كان لنا موعد في فضاء آخر، مع نخبة من الكفاءات الشابة والمواهب المحلية،بمدبنة المهن والكفاءات …

لقاء سأعود إليه بإسهاب في تدوينة لاحقة، لأنه يستحق التوقف عند كل وجه وكل قصة فيه..إنها مدينة داخل المدينة إنجاز رائع ضخم ينضاف للإنجازات المضيئة في حاضرة الأقاليم الجنوبية.

واختتمنا هذا اليوم بزيارة ميدانية نوعية، للمكتبة الكبرى (مكتبة محمد السادس الوسائطية)وهي ثاني اكبر مكتبة بالمملكة! ضمن برنامج يروم الوقوف عن قرب على واقع التنمية بالأقاليم الجنوبية، ومعاينة حجم التحولات الجارية. وقد استُقبلنا من طرف أطر مصلحة الشؤون الثقافية والاجتماعية والرياضية بجماعة العيون، الذين قدموا شروحات وافية عن رؤية الجماعة في تحديث وتطوير المرافق العمومية. وقمنا بجولة ميدانية شملت منشآت حيوية؛ حيث جلنا في أرجاء مكتبة محمد السادس الوسائطية، وزرنا ملاعب القرب، المسبح الأولمبي، والمرافق الرياضية بمنطقة الوليگون، وكلها مرافق تشهد بجودة التجهيز وحسن التدبير.


لم يكن الانبهار فقط بالبناء، بل بالأفق التنموي الذي يتحقق على الأرض. تحولٌ ملموس ينسجم مع التوجهات الكبرى للنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، ويعكس دينامية محلية تضع الإنسان في قلب التنمية. زيارة اليوم لم تكن مجرد محطة في رحلة، بل نافذة على مستقبل يبنى بحكمة وطموح.

#يوميات_مسافر #العيون_الساقية_الحمراء #تنمية_جنوبية #المغرب_موريتانيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى