دعوة لإنصاف الزعيم أحمدو ولد حرمة: سيرة نضال وتجاهل رسمي

الزمان أنفو _ في مقال تحليلي عميق، دعا الكاتب الصحفي محمد الحافظ ولد محم إلى إنصاف الزعيم الوطني أحمدو ولد حرمة ولد ببانا، الذي لا يزال يعاني ـ بعد 36 سنة من وفاته وقرابة سبعة عقود على انتخابه كأول نائب موريتاني في البرلمان الفرنسي ـ من التجاهل الرسمي والإقصاء من الذاكرة الوطنية.

يستعرض المقال سيرة الزعيم أحمدو، المولود عام 1907 في الجنوب الموريتاني، الذي تلقى تعليمه في “مدرسة الأعيان” ببتلميت، ثم اشتغل معلماً ومترجماً في عدة مدن داخل البلاد، قبل أن يصطدم بالإدارة الاستعمارية بسبب مواقفه الأخلاقية والوطنية.

فاز في أول انتخابات تشريعية سنة 1946، ونجح خلال ولايته في إلغاء بعض السياسات الاستعمارية المجحفة، كما دافع بقوة عن القضايا العربية والإسلامية، خاصة قضية فلسطين، مهدداً فرنسا بإعلان الجهاد من موريتانيا إن استمرت في دعمها للصهاينة.

أسس حزب “التفاهم الموريتاني” بعد أن تكتلت القوى التقليدية ضده، وخسر انتخابات 1951 و1956، وسط اتهامات بالتزوير، ما اضطره للهجرة ومواصلة الكفاح المسلح من القاهرة والمغرب ضمن جيش تحرير موريتاني، ناصرته فيه شخصيات عربية أبرزها الرئيس جمال عبد الناصر والملك محمد الخامس.

حُكم عليه بالإعدام مرتين، واعتزل السياسة بعد تأكد رحيل آخر جندي فرنسي من البلاد عام 1965، وانتقل إلى السعودية مستشاراً لرابطة العالم الإسلامي، قبل أن يعود إلى نواكشوط سنة 1974 ويستقر بها حتى وفاته في يوليو 1979، دون أن يُنصف أو يُكرَّم.

يندد المقال باستمرار التعتيم الرسمي على هذا الرمز الوطني، إذ لم يُطلق اسمه على أي شارع أو مؤسسة تعليمية، ولم يُذكر في الكتب المدرسية، بل مُنعت الإذاعة من إعلان وفاته، ومُنع برنامج تلفزيوني عنه مؤخراً.

ويختم الكاتب بدعوة صريحة إلى إعادة الاعتبار للزعيم ولد حرمة، مشدداً على أن نضاله لم يكن ضد استقلال البلاد بل ضد الاستعمار، ومؤكداً أن دعوته لاتحاد مع المغرب نابعة من إدراكه العميق لهشاشة الكيان الوطني الناشئ، وللروابط التاريخية والحضارية بين البلدين.

رابط المقال الأصلي: azzaman.info
النشر ضمن سلسلة “وثائق تاريخية”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى