الرئيس غزواني: دبلوماسية بين البراغماتية وتأكيد الهوية بقلم: الولي سيدي هيبه
موريتانيا بين الفرصة الغازية والتحدي الهجري

الزمان أنفو _ دبلوماسية النتائج، ما وراء الرموز، فليست السيادة تقاس باللغة، بل بالقدرة على الدفاع عن المصالح.
شارك الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إلى جانب رؤساء ليبيريا، السنغال، غينيا بيساو والغابون، في قمة استراتيجية بدعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تركزت على القضايا الاقتصادية والأمنية والسياسية.
وتبدو هذه القمة جزءاً من رغبة الولايات المتحدة في تعزيز شراكتها مع القارة الإفريقية، مما يشكل تحولًا في مقاربتها الدبلوماسية.
خلال حفل الافتتاح، ألقى الرئيس غزواني كلمته باللغة الفرنسية، وهو خيار أثار تفاعلات متباينة فورًا.
فبعد شكره للرئيس ترامب على هذه المبادرة، قدم عرضًا لصورة موريتانيا كفاعل محوري في استقرار المنطقة، مشدداً على دورها كجسر بين شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، وعلى التزامها بمحاربة انعدام الأمن.
ثلاث ركائز لدبلوماسية متوازنة
ارتكز خطاب الرئيس على ثلاثة محاور استراتيجية:
1. التعاون الدولي:
نوّه بدور الولايات المتحدة كضامن للاستقرار العالمي، مشيدًا بتدخلات إدارة ترامب في أوكرانيا، والشرق الأوسط، وإفريقيا كنماذج لدبلوماسية نشطة وفعالة.
2. التحديات الإقليمية:
أعرب عن قلق بالغ إزاء التصعيد بين إسرائيل وإيران، وكذلك الأزمة الإنسانية في فلسطين، داعياً إلى حلول قائمة على الحوار.
3. تموقع موريتانيا:
قدّم بلاده كشريك موثوق ومنفتح، وسلط الضوء على دبلوماسية توازن تجمع بين الانتماء الإفريقي والارتباط بالعالم العربي.
الفرنسية: خيار براغماتي أم تنازل هوياتي؟
أعاد النقاش اللغوي الذي تلا الخطاب تسليط الضوء على توتر هوياتي مزمن في موريتانيا:
– حيث اعتبره المؤيدون خياراً عملياً مناسباً لقمة تضم وفوداً إفريقية تتحدث الفرنسية.
– فيما رآه المنتقدون مساساً بالهوية الوطنية، باعتبار أن العربية هي اللغة الرسمية للبلاد.
ومع ذلك، فإن اختزال الخطاب في مسألة لغوية فقط سيكون خطأً.
فالرئيس غزواني أثبت قبل كل شيء:
– القدرة على التكيف مع الواقع متعدد الأطراف.
– أولوية الجوهر على الشكل.
– أهمية الرسالة السياسية بغض النظر عن لغة إيصالها.
– رؤية تؤكد أن السيادة لا تُقاس باللغة، بل بالقدرة على حماية المصالح الوطنية.
إضغط هنا لقراء النصوالأصلي بالفرنسية