رئيس الجمهورية من البيت الأبيض: موريتانيا شريك استراتيجي.. وندعو لوقف الحرب في غزة

متابعة: محمدعبدالله محمدالفتح

الزمان أنفو _ عبّر فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، خلال لقائه اليوم الأربعاء في البيت الأبيض بنظيره الأمريكي دونالد ترامب، عن امتنانه للدعوة التي وُجّهت له ولرؤساء كل من السنغال، والغابون، وليبيريا، وغينيا بيساو، معتبرًا إياها رسالة إيجابية تعكس الاهتمام المتزايد من الولايات المتحدة تجاه القارة الأفريقية.

وأشاد الرئيس الغزواني بجهود نظيره الأمريكي في تعزيز السلم الإقليمي والدولي، مثمنًا ما وصفه بدور محوري لإدارة ترامب في إنهاء نزاعات مزمنة، من ضمنها التوتر بين باكستان والهند، والحرب بين إيران وإسرائيل، وتوقيع اتفاق سلام بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وأكد رئيس الجمهورية أن الصراع في الشرق الأوسط، وخصوصًا في قطاع غزة، ما يزال يُمثّل أحد أطول الأزمات في التاريخ الحديث، محذرًا من استمرار دوامة العنف التي حصدت أرواح آلاف المدنيين خلال العامين الماضيين. ودعا إلى تحرك عاجل نحو وقف شامل للحرب في القطاع، وفتح أفق سياسي يعيد الأمل لشعوب المنطقة.

وفي الشق الاقتصادي، استعرض الرئيس الغزواني الفرص الكبيرة التي تزخر بها موريتانيا، سواء من حيث موقعها الاستراتيجي على الساحل الأطلسي، أو دورها كممر طبيعي يربط شمال إفريقيا بجنوب الصحراء. كما أشار إلى أن موريتانيا تُعد ثاني أكبر منتج لخام الحديد في إفريقيا، وتتوفر على ثروة بحرية هائلة.

واختتم الرئيس الغزواني كلمته بالتأكيد على التزام موريتانيا بدعم السلم والاستقرار، وتطلعها إلى بناء شراكة اقتصادية واستراتيجية متينة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

كلمة الرئيس الغزواني في البيت الأبيض تحمل رسائل سياسية متعددة الاتجاهات:

1. رسالة انفتاح دبلوماسي: مشاركته في قمة تضم دولًا أفريقية مختارة تعبّر عن محاولة موريتانيا تعزيز موقعها كشريك إقليمي استراتيجي، والاستفادة من التحولات الأمريكية الجديدة تجاه القارة.

2. تأكيد على الدور الوسيط: بالحديث عن أزمات دولية كبرى مثل إيران وإسرائيل أو باكستان والهند، يسعى الرئيس الموريتاني إلى تقديم بلاده كدولة مساندة للسلام العالمي، على الرغم من بعدها الجغرافي، في إطار دبلوماسية التوازن.

3. دعوة غير مباشرة لإعادة تموضع: دعوته لوقف الحرب في غزة تُعد موقفًا صريحًا ينسجم مع المزاج العام في العالم العربي والإسلامي، لكنه في ذات الوقت مرر بخطاب غير تصادمي يراعي الحضور الأمريكي.

4. عرض الفرص الاستثمارية: الخطاب ركّز بذكاء على البُعد الاقتصادي، مستغلًا اللحظة لجذب اهتمام واشنطن بموارد موريتانيا وموقعها البحري، كرافعة للتعاون الاستراتيجي.

باختصار، يظهر الخطاب كتحرك دبلوماسي محسوب يعكس حرص نواكشوط على تعزيز مكانتها دوليًا، بالتوازن بين دعم القضايا العادلة، وتقديم نفسها كشريك موثوق اقتصاديًا وسياسيًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى