من زين لمنت بحام التلاعب بأفكار صاحب الفخامة بشأن العطل والسياحة الداخلية؟
بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن

الزمان إنفو _ يوم السادس من أغسطس 2025، في الساعة 9:15 صباحاً، نشرت الوكالة الموريتانية للأنباء خبرًا عن افتتاح معالم السياحة البيئية في حظيرة آوليكات، بمشاركة الوزيرة مسعودة بنت محمد لقطف. الحظيرة تقع على طريق الأمل، عند موقع “أدينى”، حيث تتعرج الطريق يمينًا أثناء الرحلة من العاصمة. إن الطريق في حد ذاته يتسم بالخطورة، من صعود وهبوط، مع وجود العديد من السيارات التي تسعى لتجاوز بعضها البعض، في مشهد يعكس صعوبة الوصول إلى الموقع. ومع ذلك، وصلنا بحمد الله سالمين.
لكن المفاجأة كانت في دقة الخبر الذي تم نشره عن افتتاح الحظيرة. فبينما تم الإعلان عن الافتتاح رسميًا، تبين لنا في الواقع أن الحظيرة كانت مغلقة أمام الزوار، ما يثير تساؤلات مشروعة عن دقة ما يُعلن في الأخبار الحكومية. من المستفيد من هذه الأخبار المغلوطة؟ ومن المتضرر من هذا التلاعب الذي يضر بالثقة في التوجهات الرسمية؟
هل من مصلحة الوزيرة الزج بتوجهات الرئيس في تكريس العطل الداخلية؟
تسعى الحكومة، وخاصة في ظل توجهات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى تحفيز السياحة الداخلية التي تساهم في تنمية البلاد. هذا التوجه مفيد بلا شك، لولا الحوادث المتكررة المصاحبة نتيجة وضعية الطرق السيئة والسرعة المفرطة. إلا أن هذه الأسباب قابلة للتصحيح إن شاء الله على المدى المتوسط.
لكن ما يثير الاستغراب هو غياب التنسيق في نشر الخبر بين ديوان الوزيرة، وقطاع الإعلام في وزارة البيئة، ومن ثم مع الجهة الإعلامية الرسمية. رغم أن الوزيرة معروفة بمهنيتها وصرامتها في العمل، فإن عدم التنسيق يضع تساؤلات حول الجهود المبذولة لتحسين السياحة البيئية في موريتانيا.
تعليق الصحفي أحمد مصطفى الندى على الحدث:
كتب الصحفي أحمد مصطفى الندى، مدير تحرير وكالة الأخبار المستقلة، تعليقًا يسلط الضوء على التناقض بين الإعلان الرسمي عن الافتتاح، والواقع الذي كشف عنه الصحفيون عند زيارة الحظيرة. حيث تم نشر الخبر في السادس من أغسطس 2025 عن افتتاح الحظيرة أمام الزوار، لكن في اليوم التالي، تم منع الصحفيين من الدخول، ليُقال لهم أن الافتتاح قد يكون في تاريخ لاحق.
تفاصيل الخبر:
في تصريحاتها للوكالة الموريتانية للأنباء، قالت وزيرة البيئة السيدة مسعودة بنت بحام ولد محمد لغظف إن افتتاح الحظيرة يأتي تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، بهدف تعزيز السياحة البيئية وتعزيز التنمية المستدامة. الوزيرة أكدت أن المشروع يتضمن توفير مرافق راحة واستجمام متكاملة تشمل فندقًا بيئيًا، مخيمًا سياحيًا، وقاعات تعمل بالطاقة الشمسية. كما تضمن المشروع تشجيع الأطفال على المشاركة في هذا النوع من السياحة البيئية، التي تعزز من معرفتهم بالأنواع الحيوانية المحلية.
ومع ذلك، فإنه من غير المفهوم كيف يمكن الإعلان عن افتتاح الحظيرة ثم تُغلق أبوابها أمام الزوار، مما يعكس خللاً واضحًا في التنسيق بين الجهات المعنية.
ختامًا، فإن السؤال يبقى: إلى متى ستظل هذه التناقضات تؤثر في جهود الحكومة لتطوير السياحة الداخلية وتعزيز الوعي البيئي في موريتانيا؟