إلى من يهمهم الأمر ..موريتانيا تتفسخ..!!/

نعنى بهؤلاء رئيس الدولة والمؤسسة العسكرية ، ثم المؤسسة الدينية إن صح هذا التعبير عندنا ، وصولا للمؤسسات الحزبية والنقابية ، والمجتمع المدنى والشخصيات ذات التأثير .فموريتانيا ، هذه الأيام ، تشهد حالة من التفسخ الاجتماعي وغياب كل ما يعنيه وجود الدولة من هيبة وقوانين ودستور بلغت درجة اللون الأحمر ، أي الخطر ..!!

فالفئات الاجتماعية ، ومن المجتمع العربي بخاصة ، تتدابر بسرعة مشبوهة ، والاعتقاد السائد فى الألفاظ المعبر بها عن المظالم التاريخية وفى الخروج من هذه المظالم هو فى إشاحة الوجه عن المجتمع وعن كل ما فيه من قيم مشتركة ، بما فيها قيم الاسلام نفسه . والزمرة العنصرية –إفلام – من الأقليات الزنجية تجاهر بدعوتها القديمة لتفكيك البلاد فى انتهاك صارخ للدستور وقوانين الجمهورية ، دون خشية من حساب ،  ولا خوف من عقاب . وتأتى القنوات والاذاعات الحرة المحلية لجهل القائمين عليها بالتمييز بين حرية الاعلام و الفوضى لتذكى صنوف النعرات الاجتماعية والفئوية والعنصرية ، ، عبر ” برامج حوارية ” متعاقبة مليئة بالبذاءات اللفظية والكراهية المقيتة ، المتجاوزة لكل حد ومنطق . وكأن هذه الوسائل توفر أسباب الحريق ، عندما ترسخ فكرة التدمير المتبادل بين فئات المجتمع .فالأصوات العنصرية ، من كل فئة ، هي الضيوف الدائمة فى هذه المحطات ، كأنها تهدف إلى إقناع كل فئة على حده أن خلاصها مما هي فيه من متاعب الحياة يكمن فى نفي المجتمع والزج به فى أتون الفتن الأهلية؛  وإلى إختزال خزي المجتمع وجرائمه ونقائضه وعيوبه فى الفئة المقابلة ؛ وبالتالي لا أمل فى استرجاع الحقوق المشروعة والمزعومة إلا بإلغاء فئة معينة من الوجود . ولا يخفى ما فى هذا الخطاب المتطرف من خطر على جملة المجتمع ، وما يؤديه من استقطاب فئوي ، تتسع دائرة التدابر فيه باطراد قياسي ، فهل يتدارك من يهمهم الأمر جميعا انحدار المجتمع نحو الهاوية ؟..وهل يفعل البعثيون خطابهم الشامل والمتحرر من الانتماء الضيق ،  الذي يذود عن كل الفئات ويدافع عن حقوقها المشروعة ، ولا يطالب بحق خاص به ؟..تلافيا لخطر منطق : أنا لست شيئا وينبغى أن أكون كل شيئ !!.

 

التعليم رسالة إنسانية

 

من المعروف أن التعليم يعتبر ركيزة أساسية ، وضرورة فى عالمنا اليوم ، فلا يمكن تحقيق الأهداف التنموية الكبرى إلا بمصادر بشرية مؤهلة ومكونة تكوينا عاليا ، وهو إضافة إلى هذا كله يؤثر على حياة الفرد الاجتماعية ، واستقرار أسرته ، ومستقبل أبنائه ، كما يجعل الإنسان عنصرا مفيدا فى عملية التحول الاقتصادي والاجتماعي ،إلا أن هذا القطاع المهم يعيش وضعية مزرية فى بلادنا حتى باعتراف السلطات العليا فى البلد ، ويتخبط فى أوحال عديدة . مما جعله يراوح مكانه ، وعاما بعد عام تزداد المخرجات سوءا وضعفا ، ولعل من أهم المشاكل التى يجب تداركها بأسرع وقت ضرورة مراجعة السياسات التعليمية ، وإعادة تقييمها بما يتلاءم ومتطلبات الواقع ، والرفع من مستوى المعلم والأستاذ المادي والمعنوي والمعرفي   ، من خلال زيادة المحفزات والعلاوات. الأمر الذى سيجعله يحتل مع الوقت المكانة الاجتماعية اللائقة ، هذا إضافة إلى ضرورة التكوين المستمر والتحسين من خبرات المفتشين والمؤطرين التربويين ، والاهتمام بالفضاء التعليمي كبنايات المدارس والتجهيزات والمختبرات ، وإعادة مراجعة شروط ترخيص المدرسة الخاصة وإلزام الراغبين فى ذلك بتوفير الشروط المناسبة ، كالبناية النموذجية للمدرسة والمعدات التربوية ، والمكونين ووضع نظام صارم للمتابعة والتقييم ،  وتكوين خلية تسهر على مراقبة الجودة ، وإعطاء العناية الخاصة للتعليم الحكومى بوصفه الحاضنة الأساسية لأبناء الفقراء والمعدمين من الشعب الموريتانى .

إن الوضعية الحالية التى يعيشها التعليم من تفاقم تكاليف المدارس الخاصة ، وتراجع التعليم النظامى والحكومى ، جعل إمكانية مواكبة العملية التعليمة محصورة فى الأسر القادرة على توفير التعليم لأبنائها ، أما الغالبية من أبناء الشعب فهي تعيش حالة من الضياع وضبابية المستقبل بسبب تخلى الدولة عن دورها فى توفير التعليم النموذجى ،  وترك القطاع للسماسرة والتجار فى حين أن التعليم حين يتحول إلى خدمة تباع وتشترى يفقد قيمته كمهمة انسانية ورسالة عظيمة تنقل البشرية من ظلمات الجهل إلى أنوار العلم .

 

 

مشكل الاسكان .. هل له من حل ؟!

 

مشكل السكن أو الاسكان يتسم بحيوية بالغة جدا . والدول تهتم به على أكثر من صعيد ، ضمن ما يسمى بسياسات الاسكان : على صعيد البناء الاجتماعي ؛ إذ لا يمكن تصميم سياسة اجتماعية أو توجيه اهتمام المواطنين دون الأخذ بعين الاعتبار البعد العمرانى والفضاء المجالى ، ونسبة الكثافة الديموغرافية فى تناسبها المطلوب . وعلى صعيد البناء الاقتصادي ، يستدعى الأمر اهتماما كبيرا بوضعية السكان وحالة استقرارهم ، وقوتهم الشرائية فى علاقتها بنوعية البنى التحتية الاقتصادية محليا ؛ وهو ما تتمايز على أساسه المناطق السكنية ، وأشكال العمران ، ومستويات الايجار ، وسواه مما يدخل تحت عنوان الاسكان . ولذا ، فأول ما يوضع فى ميزان الحكومات ، يوم الاقتراع ، من حسنات أو سيئات هو حجم انجازاتها فى مجال الخدمات العمومية ، وفى المقدمة منها مشكل الاسكان. وبخلاف ما يأخذه هذا القطاع من اهتمام مستحق فى العالم ، لا تعير الحكومات الموريتانية المتعاقبة أي اهتمام بقطاع الاسكان ، بل يغلب على “التدابير” فى هذا الصدد طابع الارتجالية والعشوائية ، والتوظيف الدعائي الفارغ من كل مضمون  . فالمواطنون فى العاصمة ، وعما قريب فى داخل البلاد ،يواجهون معاناة فعلية وحية ،  تنتج عنها ، باستمرار، أشكال متعددة من المعاناة فى مجالات أخرى. يتعلق الأمر بالايجار السكنى المتروك لمزاج المؤجر يرفعه كيف يشاء ، ويفسخه متى شاء ، فضلا عن تزايد الطلب جراء النزوح من الريف إلى المدن ، أو من مدن الداخل إلى العاصمة هروبا من لفح الصيف . الأمر الذى ينجر عنه مضاربات مرعبة فى سعر الايجارات واضطراب فظيع فى متابعة الأطفال لدراستهم باستقرار فى مدارسهم . كما يعرف هذا القطاع مشاكل أخرى تتعلق بهروب المستأجرين خلسة من المنازل تاركين تارة متأخرات من الايجار أو من فواتير الماء والكهرباء . إن السلطات العمومية مطالبة على نحو مستعجل وجدي – ولدواعى متعددة ، فى أولها ما يتعرض له الوطن من اهتزاز فى بنيته الأمنية والاجتماعية – إلى وضع خطة لتنظيم وتقنين قطاع السكن ووضع حد للمضاربات فيه التى ترهق المواطنين ، كما يتوجب عليها بناء وحدات سكنية عمومية لسد الفراغ السكنى تلبية لحاجات الناس العميقة ..

 

 

لماذا نحرص على الحرية ؟

 

الحرية لا تتجزأ فلا يمكن أن نثور على الاستعمار الأجنبي ، ثم نسكت عن الاستبداد الوطنى لأن الدافع الذي يحركنا ضد الاستعمار هو نفسه الذى يمنعنا الآن من الرضى بالاستبداد ، وهي التى تسمح للشعب أن يعرف أين يذهب خبزه اليومي وكيف تبذر ثروته ، وثمار عمله وإنتاجه ، وتتيح له أن يعرف المدى الذى بلغه فى تحقيق استقلاله والنواقص التى تشوب هذا الاستقلال.

والحرية ليست موادا فى الدستور ونصوصا فى القوانين ، ولا مجرد موضوع للخطابة والكتابة ، لكنها عمل قبل كل شيئ ، إنها لن تدخل حياتنا مالم ترخص الحياة فى سبيلها ، ولن نفرض على الحاكمين احترامها ونشعر الشعب بقيمتها وقدسيتها ، إذا لم يكن إيماننا بها جهادا ، ودفاعنا عنها استشهادا.

 

رسالة إلى أخ من الفلان (3)

 

… والبعث – يا أخي – ليس عرقا سلاليا نقيا ، مثلما يفتري المبطلون .فالقومية فى البعث ، مثل العروبة ، مفهوم حضاري ، ثقافي تاريخي قائم على الامتزاج والاختمار الناتج عن آلاف السنين لعوامل الثقافة واللغة والاختلاط السلالي والجيرة والدين …والمعاناة والانجازات المشتركة عبر التاريخ . وفضلا عن هذا المعنى الحضاري الانساني للقومية فى حزب البعث ، فإن الاتجاه الأصيل فيه هو تميزه بتقدير الأقليات القومية في الوطن العربي و احلالها موضع القلب منه ، واعتباره لأي انتقاص بحقها هو انحراف عن خط الحزب القويم وذوقه السليم. إذ لم تعرف الساحة العربية حركة سياسية أو فكرية أعطت للأقليات القومية داخل حدود الأمة العربية ما أعطاه حزب البعث من اهتمام وقيمة لهذه الأقليات ، بخلاف ما تنشره الأقلام المأجورة من الامبريالية الغربية ، وما يسكبه المنافقون للأنظمة الاستبدادية والرجعية من افتراءات، وباستمرار، ليثبتوا فى أذهان أبناء هذه الأقليات وفى العامة من الشعب العربى أن حزب البعث يعادي الأقليات ويعمل علي تذويب هويتها وتصفية خصوصياتها الثقافية والقومية .إن الشواهد الفكرية للحزب والممارسة العملية تفند هذا الكذب المفضوح . فهاهو العراق ، في ظل البعث ، أعطى للأكراد حقوقهم الثقافية وأقر تميزهم القومي ، وجسد هذا عمليا فى منطقة الحكم الذاتي ، حيث توجد عوامل موضوعية فى منطقة كردستان ،..وهذه هي ايديولوجية جزبنا منذ تأسيسه 1947 تصدح باحترام أقليات الأمة ، وتبرهن على أن الحزب كان دوما فى أعلى مستويات الادراك بوجود هذه الأقليات ، وبإلزامية احترامها وتقديرها .غير أن هذه الافتراءات الظالمة – التى شاركت فيها وبأسف شديد نخب عربية مأجورة ، ونخب أيضا من هذه الأقليات – عملت ، كما هو مخطط لها ، على بث الأحقاد وتشييد الحواجز النفسية بين الحزب وهذه الأقليات خدمة للعدو المشترك ، ألا وهو الاستعمار الغربي عموما ، ونحن لا ننكر أن يكون بعض ممن انتسبوا للحزب قد وقعوا، دون وعي أو بفهم منحرف ، فى ردود أفعال على نخب الأقليات المعادية لخط الحزب …فوقعوا بالتالى فى لعبة السياسة الحقيرة ، وسهلوا، دون إدراك كاف  ، مهمة ودور وأغراض أعداء الحزب والأمة ، بإعطاء ذريعة لتشويه حقيقة الحزب وإلتباس رسالته الانسانية والتاريخية ..(يتواصل)

 

 

الإشتراكية

 

لو سئلت عن أسباب ميلي للاشتراكية لأجبت: ان ما أطمع به منها ليس زيادة في ثروة المعامل بل في ثروة الحياة، وليس همي ان يتساوى الناس في توزيع الطعام بقدر ما يهمني ان يتاح لكل فرد اطلاق مواهبه وقواه. وقد لا يرى العامل الرازح تحت بؤسه في الاشتراكية الا وعدا بأن يأخذ ما هو محروم منه، ولكني لا انظر أليها أنا الا كعطاء دائم سخي، بأن نعطي الحياة اضعاف مابذلته لنا.(…) إذا سئلت عن تعريف للإشتراكية فلن أنشده في كتب ماركس ولينين وإنما أجيب: “إنها دين الحياة، وظفر الحياة على الموت”.    الرفيق المؤسس

 

ضيف العدد

 

تستضيف لكم ” الدرب العربى ” فى هذا العدد شخصية وطنية مهمة وهي البطالة

الدرب العربي : اهلا بكم فى بداية هذا اللقاء ونتمنى لواعطيتم للقارئ الكريم لمحة تعريفية عنكم ؟

البطالة : أنا سيدة موريتانية عادية، ولدت فى هذه الربوع منذ ميلاد الدولة الحديثة ، تربطنى والشباب المتعلم وخريجي الجامعات علاقات وطيدة ومتميزة ، أختلف الكثيرون حول إعطاء نسبة حقيقية عن انتشاري فى المجتمع لذلك أقول لهم :البطالة “ أكثر مما تتخيلون ”.

الدرب العربى : دائما نسمع عن علاقتك بالحكومات المتعاقبة فهل من تقييم لهذه العلاقة ؟

البطالة : حقيقة علاقاتى بالحكومات كلها ظلت علاقات ممتازة ، لأن كل سياسات التشغيل كانت تساعدنى لأنها والحمد الله لا تلامس جمهوري الحقيقى ، وكذلك سياسات التعليم جزاهم الله خيرا كنت حاضرة فى وضعها ونجحت فى إقناعهم بالابتعاد عن اللغة العربية وعدم تفعيلها كلغة عمل وإدارة مما حافظ على وجود آلاف الشباب خريجى النظام التربوى الوطنى داخل مقراتى المنتشرة فى البلاد ولا علاقة لهم بالتشغيل وذلك من نعم الله  ،

الدرب العربى : سمعنا أن علاقاتكم متوترة مع النظام الحالى حتى بعض المسؤولين تحدثوا عن هذا التوتر ما حقيقة الأمر؟

البطالة : فعلا حصلت أمور عادية كان لها دور فى توتر طفيف ، منها الاكتتاب الدورى للمدرسة الوطنية للادارة والصحافة والقضاء أزعجنى كثيرا ، لكنه رغم ما سببه لى من القلق إلا أنه ليس عميقا ولا يؤثر تأثيرا استراتيجيا على درجة انتشاري ، وسأكون صريحة معكم مادامت اللغة العربية غير مفعلة كلغة عمل وإدارة ، ومادام التوجه نحو الخوصصة والليبرالية هو الاطار العام السائد ، وما دامت السياسات التعليمية غير متلائمة مع احتياجات السوق ، ومادامت البيروقراطية الادارية والوساطة والمحسوبية منتشرة فانا سأظل بخير وكل هذه الأمور والحمد الله تراوح مكانها وبالتالى التعايش السلمى مع الحكومة هو شعارنا 

الدرب العربى : فى ختام هذا اللقاء هل من كلمة أخيرة ؟

البطالة : أشكركم وأقول للشباب أطمئنوا المستقبل لنا .

 

 

شخصية العدد

 

رحيل قديس ..  محمدن النحوي

 

قبل ثلاث عشرة سنة ، رحل عنا رفيقنا ، القديس المناضل محمدن ا لنحوى..هذا الرفيق المتواضع فى هندامه ، البسيط فى حديثه ، العملاق فى مبدئيته وعطائه . رحل الرجل الرفيق ، العطوف الودود ، الملاطف للأطفال ، الذى أجرى الله على يده شفاءهم ..رحل الرجل الذى غالب المرض سنين طوالا ، ولم يعي بأداء واجبه الدينى والقومى والانسانى الرسالي ، حتى أسلم الروح لبارئها .فكان محمدن النحوي جديرا بحمل رسالته الخالدة ، فوهب نفسه وخبرته وعلمه لخدمة الشعب الموريتاني ، وشريحة الأطفال بخاصة ، فأجمع الكل على احترامه ، وشهد الجميع بإخلاصه وأخلاقه الكريمة ، وبحكمته وشجاعته .. وبكلمة واحدة كان محمدن النحوي محبة مجسدة ، والمحبة هي أعلى قيمة انسانية .فإلى رحمة الله يا من كنت رحيما بالناس .

 الناس ، والسعي فى خدمتهم ، والتواضع أمام ضعيفهم ، وإغاثة الملهوف ..فإلي رحمة الله ..فأنت بأعيننا ، لن ننساك ..

 

عن عدد مايو من جريدة الدرب العربي الصادرة عن مكتب الثقافة و الإعلام لحزب البعث العربي الاشتراكي -موريتانيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى