عزيز: : الحكامة من أجل أجيالنا القادمة هي مكمن كل الرهانات وحاضن التحديات مما يتطلب أن نترك لهذه الأجيال إفريقيا قوية ومزدهرة ومتنوعة ومندمجة.

دعا رئيس الجمهورية رئيس الاتحاد الإفريقي السيد محمد ولد عبد العزيز إلى توسيع حجم التبادل الإفريقي الأمريكي واستغلال الفرص الواعدة التي توفرها القارة من أجل تقدمها ورفاهها .وركز سيادته في خطاب ألقاه في افتتاح القمة الإفريقية الأمريكية أمس الأول في واشنطن ضرورة تعزيز دور القارة على المستوى الإقليمي والدولي.

وقال إن “الهدف من هذه القمة هو تعزيز وتوسيع التعاون على المستويات الثنائية والإقليمية والقارية بين إفريقيا والولايات المتحدة الأميرية من أجل إسعاد أجيالنا الحالية والمستقبلية والحفاظ المصالح لشعوبنا التي ارتبطت بعلاقات وطيدة على مر التاريخ”. وفيما يلي نص الخطاب: صاحب الفخامة السيد باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السادة رؤساء الدول والحكومات  سيداتي سادتي  اسمحوا لي في البداية أن أتوجه بخالص شكري لفخامة السيد الرئيس باراك أوباما ولشعب وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية على الاستقبال الحار والضيافة الكريمة التي كنا موضعا لها أنا ونظرائي والوفود المرافقة لنا منذ أن حللنا بالعاصمة واشنطن الجميلة. كما أود أن أشكر أشقائي رؤساء الدول والحكومات الإفريقية الذين شرفوا بحضورهم هذا اللقاء الهام مساهمين في نجاحه، كما أحيي انعقاد هذه القمة الأولى من نوعها بين إفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية. أصحاب الفخامة،  سيداتي، سادتي،  إن الهدف من هذه القمة هو تعزيز وتوسيع التعاون على المستويات الثنائية والإقليمية والقارية بين إفريقيا والولايات المتحدة الأميرية من أجل إسعاد أجيالنا الحالية والمستقبلية والحفاظ على مصالح شعوبنا التي ارتبطت بعلاقات وطيدة على مر التاريخ. وفي هذا الإطار لابد أن يسهم منتدى الأعمال الذي جمع مسؤولي الولايات المتحدة الأمريكية والقادة الأفارقة في توسيع حجم التبادل الإفريقي الأمريكي بفضل الفرص الواعدة وحضوره من الآن فصاعدا في عالم الأعمال على المستوى الدولي بوصفه شريكا فاعلا ومؤثرا.  فإفريقيا التي تعتبر قارة غنية تشهد نموا سريعا في حاجة إلى الخبرة والتكنولوجيا الأمريكية لتحقيق تطورها.  أصحاب الفخامة، سيداتي، سادتي،  نتناول اليوم مواضيع مهمة مثل الاستثمار في الأجيال القادمة (النمو وتمكين الشباب والتنمية المستدامة والطاقة والأمن الغذائي والصحة والحفاظ على الموارد ) وموضوع الأمن الإقليمي و الحكامة من أجل الأجيال القادمة. إن التحول المنشود في إفريقيا وفق ما نريده وما تعكسه بوضوح رؤيتنا ل 2063 للخمسين سنة القادمة وما تضمنته خارطة طريق ما بعد 2015 يستدعي استثمارات ضخمة وتوجيه جيد لثمار النمو من أجل الحد من الفقر. كما أن التوسع في النفاذ إلى الطاقة الذي يتصدر أولوياتنا يجعل من استخدام الطاقات المتجددة أهمية متزايدة نظرا لانخفاض تكلفتها وملاءمتها مع البيئة. إن الاستثمار في القطاع الزراعي الرعوي سيمكن بدوره ليس فقط من ضمان الاكتفاء الذاتي في المجال الغذائي ولكن أيضا في خلق فرص للعمل دائمة وزيادة القيمة المضافة لمنتوجاتنا وجعل نسبة النمو أكثر شمولا لصالح الشباب والنساء في الوسط الريفي. إلا أن الزراعة والرعي يواجهان مخاطر من أشدها التغيرات المناخية وعلى سكان القارة أن يتحلوا بمرونة أكبر وأن يتأقلموا مع المحيط الجديد. وحتى إن كان حجم التجارة البينية الإفريقية ومساهمتها في التجارة الدولية مازال ضعيفا فإن القارة تتوفر على سوق كبير يزيد على مليار مستهلك. وإذ نقدر مبادرة النمو وفرص العمل في إفريقيا “ءادء” فإننا نأمل أن تمكن هذه المبادرة من تنمية صناعية وزراعية وتجارية أكثر تطورا من خلال توسعها لتشمل المزيد من البلدان وتوفر المزيد من المنتوجات للتصدير بتعزيز القدرات وتقديم المساعدة الفنية في مجال ضمان الجودة والمعايير.  أصحاب الفخامة، سيداتي، سادتي، إن سكان القارة الإفريقية الذين سيتضاعف عددهم مع حلول سنة 2050 تمثل نسبة الشباب دون الخامسة والثلاثين الثلثين منهم يعتبر ميزة إيجابية وتحديا كبيرا في نفس الوقت. فهو رأسمال بشري ولكنه أيضا يتطلب توسعا كبيرا في البنى التحتية وتوسيعا في التغطية الصحية والتهذيب وتوفير المزيد من فرص العمل والسكن والغذاء لينعم كل إفريقي بحياة كريمة. فرغم الجهود التي تم بذلها والتي مكنت من تحقيق تقدم ملحوظ خلال السنوات الأخيرة في مجالات الوقاية الصحية وتعزيز النظم الصحية والاستثمار في الموارد البشرية ، رغم هذا فإن المؤشرات مازالت مقلقة وتبقى أمراض نقص المناعة  والملا ريا والسل أكثر الأمراض التي تحصد أرواح الأفارقة مما يتطلب تعزيز محاربة هذه الأمراض بدعم من شركاء القارة. وفي هذا المجال نهنئ الولايات المتحدة الأمريكية على مساهمتها في هذا الموضوع. أصحاب الفخامة،  سيداتي، سادتي  إن إفريقيا تواجه تحديات كبيرة في مجال السلم والأمن : النزاعات المسلحة والحروب المدنية والإرهاب والتهريب غير المشروع الذي يغذي هذه الظواهر  مثل الجريمة المنظمة والاتجار بالأنواع البرية وتهريب السلاح والمخدرات . ولمواجهة هذه التحديات هناك بعض التقدم الذي تم تسجيله في تجهيز الهيئة الإفريقية للسلم والأمن ولكن هناك تحديات كثيرة أخرى لابد من رفعها مما يتطلب بالضرورة تعبئة الجهود على مستوى المنظومة الدولية. وفي هذا الصدد لابد من التذكير باتفاق التعاون القائم في هذا الإطار بين الاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة الأمريكية منذ يناير 2013 والتأكيد على الأمل في وضع بنية تسهيلية افريقية أمريكية للسلم تكمل البنية التسهيلية للسلم من أجل إفريقيا التي وضعها الاتحاد الإفريقي. أصحاب الفخامة،  سيداتي، سادتي إن الحكامة من أجل أجيالنا القادمة هي مكمن كل الرهانات وحيث تتركز كل التحديات وعليه فيجب أن نترك لأجيالنا القادمة إفريقيا قوية ومزدهرة ومتنوعة ومندمجة. إن تمكين النساء اللاتي يمثلن المحرك الأساسي لنهضة لإفريقيا سيمكنهن من استرجاع وممارسة حرياتهن الأساسية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. إن الحكامة من أجل أجيالنا القادمة يجب أن تكرس استدامة السلم والتنمية وتعزز الالتزام الجماعي الإفريقي لتطوير ثقافة السياسة القائمة على القيم الديمقراطية وترقية واحترام حقوق الإنسان وتعزيز دولة القانون. وأتمنى كل النجاح لأعمالنا  يحيى التعاون بين إفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية وأشكركم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى