كيف استدرجتي البحرَ ؟ /ثامر سعيد آل غريب

altفي السابعةِ صباحاً

 

أحلقُ ذقني …

 

يهبُّ عليّ عطرُكِ من مرآتي

فتخضرُّ غصونُكِ في قلبي ،

 

الرّغوةُ غاقاتٌ على وجهي

 

وأشرعةٌ

 

فيضجُّ بالزّعيقِ الأبيضِ ،

 

بيتي :

 

هل حلمتِ فيَّ ؟

 

أحلقُ ذقني …

 

في أصبوحةٍ أخرى

 

فتباغتني ،

 

بدروبِ أشجارٍ مظلمةٍ مرآتي

وتحطّ على رغوتي الغربانُ

أغسلُ رأسي

فيشتجرُ النعيقُ .

هل نمتِ البارحةَ

قبل أن تحلمي فيَّ ؟

أيّتها الموجةُ …

كيف استدرجتِ إلى دفاتري

البحرَ ؟

لا أكتبُ سطراً ،

إلا عنّفني عاشقٌ غريق !

أيّتها النسمةُ …

كيف استدرجتِ الريحَ

إلى رأسي ؟

فشاهتْ عن عشبهِ

الغزلانُ والحروفُ !

تنتظرينَ القصيدةَ ، أنتِ

وأهدهدُ جمرَكِ بالوجيبِ

تنتظرينَ القصيدةَ ، أنتِ

وأنا أفتحُ بابَ الغابةِ

بقلبٍ راجفٍ ، قشرتهُ الحروبُ

وتكالبتِ الفصولُ عليه

فلا أرى غير زهرَتَكِ

في أقاصي الحفيف .

هل يكفي هذا

كي أقولُ : أحبُكِ ؟

 

 

2 –  قصيدة : غرّدَ جرحٌ في القلب

 

 

حين داهمهُ الطوفان

 

وسفينتهُ أفاعٍ وقرود ،

 

قالَ لي ، وفي رأسهِ

 

عشبةٌ ضائعة :

 

لا فسحةٌ في الجمر

 

ولا أحلامُ في العاصفة ،

 

احزمْ قصائدَكَ

 

وخذْ من ذهبِ الشمسِ

 

حفنةً ،

 

ثم آوي إلى كوكبٍ

 

يُعصمُكَ من الضِباع .

 

قاتلٌ ، سروُ الغابةِ ، وقتيل

 

والنبيُ لم يُعصمَ قبتَهُ .

 

الصنوبرُ يتربصُ بالدردار ،

 

على حطبِ الفقراءِ …

 

الآتون من الرّملِ ،

 

رقصتْ نيرانهم .

 

ثم قالَ لي :

 

حين برطمَ الأفقُ بالدّخان

 

لا تنتظر سنابلَ عليها تكالبتْ

 

 

الشاعر: ثامر سعيد آل غريب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى