إقالة الوزير الذي قضى 40 سنة على رأس خارجية بلاده

altقالت وكالة “رويترز” الإخبارية، إن سعود الفيصل، الذى قضى أطول فترة فى العالم فى منصبه كوزير للخارجية، قد تم إعفاؤه من المنصب أمس، الثلاثاء، بعد 40 عاما قضاها ممثلا للملكة فى ظل مواجهة الرياض لفترة أزمة إقليمية غير مسبوقة.

الأمير لعب دورا هاما فى مواجهة الأزمات وأضافت الوكالة، أن تركه للمنصب يأتى مع محاولة السعودية، أكبر مصدر للنفط فى العالم، اجتياز مرحلة من الاضطراب الإقليميى الذى تسبب فيه الربيع العربى عام 2011، على خلفية من التنافس مع إيران وعثرات فى تحالفها مع واشنطن. وعلى الرغم من أن السياسة الخارجية فى السعودية يحددها الملك فى النهاية، إلا أن الأمير سعود لعب دورا هاما فى تشكيل استجابة البلاد لعدد من الأزمات التى تؤثر على الشرق الأوسط. وسيرث خلفه، عادل الجبير، سفير الرياض السابق لدى واشنطن، عبئا ثقيلا مثّل وضعا طبيعيا لوزير الخارجية السعودى منذ أن تولى سعود الفيصل المنصب فى أكتوبر 1975. وخلال توليه المنصب، حدث الاجتياح الإسرائيلى للبنان فى أعوام 1978 و1982 و2006، واندلعت انتفاضتان فلسطينيتان عامى 1987 و2000، وغزو العراق لإيران عام 1980 وللكويت عام 1990، والاحتلال الأمريكى للعراق عام 2003. الفيصل يترك العالم العربى فى وضع خطير وعلى الرغم من الاضطرابات فى تلك الفترة، فإن سعود الفيصل يترك العالم العربى فى وضع محفوف بالمخاطر أكثر من أى مرحلة فى العقود الأخيرة، مع وجود حرب أهلية فى سوريا والعراق، وفوضى فى اليمن وليبيا. وأضافت رويترز أن الأمير سعود الذى يتمتع بالطلاقة فى اللغتين العربية والإنجليزية أثبت براعة فى تجنب المجاملات الدبلوماسية المنمقة لتقديم رسالة بلاده بخفة وبشكل جوهرى. فخلال لحظة من التوتر فى العلاقات السعودية مع حليفتها الرئيسية الولايات المتحدة عام 2004، وصف الفيصل العلاقة بين البلدين بالزواج الإسلامى الذى يمكن أن تكون فيه للمملكة زوجات مختلفات لو تعاملت مع كل منهن بإنصاف. احتفظ بالبراعة العقلية رغم المرض وحتى فى السنوات الأخيرة، عندما عانى الأمير من شكوى مزمنة بالظهر وأمراض أخرى جعلت يديه تبدوان مهتزتين، ولم يتضح خطابه فى ظهوره العام، احتفظ الفيصل بموهبة البراعة العقلية. فردا على سؤال فى عام 2012 عما إذا كان تسليح المعارضة السورية فكرة جيدة، رد بخفة قائلا إنها فكرة رائعة. وولد الأمير سعود، نجل الملك فيصل عام 1940 فى الطائف، التى شهدت عام 1989 توقيع اتفاق أنهى الحرب الأهلية اللبنانية التى استمرت 15 عاما. وحصل على درجة جامعية من جامعة برينكتون فى الستينيات، وأمضى سنوات فى وزارة النفط حيث عمل مع وزير النفط الحكيم أحمد زكى يمانى. بدأ حياته الدبلوماسية بصدمة بدأ حياته الدبلوماسية بصدمة، فالملك الجديد خالد عينه وزيرا للخارجية بسبب اغتيال والده الأمير فيصل الذى احتفظ بحقيبة الشئون الخارجية لنفسه بعد أن أصبح ملكا عام 1962. ورغم كل مواهبه الدبلوماسية، إلا أنه فشل فى بناء وزارة خارجية للمملكة داخل كيان له عمق مؤسسى كبير. ويقول الدبلوماسيون فى الرياض إن السياسة الخارجية السعودية مثل الكشاف، قادرة على تسليط تركيز مكثف فقط على المجال الذى يحظى بالاهتمام الأكبر من الملك والأمير سعود. وتناولت الوكالة أبرز مواقف الأمير ومنها رفض غزو العراق، وقوله إنه لو كان تغيير النظام سيأتى بتدمير العراق، فإنهم يحلون مشكلة ويخلقون خمس مشكلات أخرى. من أقرب حلفاء الملك الراحل عبد الله وداخل المملكة، كان سعود الفيصل واحدا من أقرب حلفاء الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز. وعندما كان الأخير وليا للعهد بدأ فى مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية العقد الماضى، كان سعود الفيصل، بناء على خبرته فى وزارة البترول من عمل معه ليوفر لشركات الطاقة الأجنبية دخولا لحقول الغاز السعودى. وفى عام 2002، دفع بأكبر مبادرة للملك عبد الله فى السياسة الخارجية، وهى المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل مقابل الانسحاب من كافة الأراضى المحتلة وحل مشكلة اللاجئين.

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى