الرابطة الوطنية لتخليد بطولات المقاولة/سيدعلي بلعمش

انهيار الدولة و “تواصل” جرائم النظام؟/ سيدي علي بلعمشالجماعة التي تطلق على نفسها “الرابطة الوطنية لتخليد بطولات المقاومة” تعتبر موضوع المقاومة ملكا لها رغم متاجرتها الواضحة بالموضوع من خلال المبالغة المفضوحة لتسويق “العناية الخاصة” و “اللفتة الكريمة” لفخامة رئيس الدولة التي تفضح “أدبياتهم” الأقرب إلى الإساءة و قلة الأدب مع المجاهدين.

إن من يقولون “فلأول مرة مع قيادتنا الحالية تمت مصالحة المواطن الموريتاني مع ذاته حين أدرك أن له تاريخا ناصعا فريدا في شبه المنطقة…” لا يؤتمنون على التاريخ .. هذا إعلان إفلاس ثقافي لا يتحرج أصحابه من أي شيء. ما هؤلاء إلا نموذج موريتاني أصيل للمتثاقف المرتهن .. نموذج “المتثاقف” الموريتاني الذي يجب التحذير من الاستماع إليه. سرد الوقائع و المواقع و لوائح الأسماء ليست تاريخا و لا قراءة له من أي وجه و ليس فيها ما يأتي من عندكم سوى ما تشوهونها به من أباطيل مخجلة كقولكم إنه لولا ما أولاها ولد عبد العزيز من اهتمام لكانت صفحتها طويت إلى الأبد. لا شيء في الوجود يمكن أن يقزم أو يسيء إلى المقاومة أكثر من هذه المتاجرة الرخيصة بموضوعها. ـ صحيح ان آراء ولد أبيبكر صادمة و جريئة لكن الرد عليها بالتخوين و التسفيه هو رد من لا رد له، لا سيما أن ما يقوله الرجل كان موقفا تبناه الكثيرون ممن لا تتجرؤون على مواجهتهم و برروه بالآيات و لأحاديث و الخطب في المساجد و أكدته نتائج استفتاء (نعم و لا) و هذا مكان ضعفكم و هشاشة ثقافتكم و دليل قاطع على عدم أمانتكم و عدم أهليتكم . سيحاول البعض هنا أن يصمم لي موقفا من الموضوع ليحدد من خلاله أفضل زاوية للتهجم علي لأنهم لا يستطيعون الرد على أي حقيقة إلا من خلال القفز على أخرى، تماما كما يفعلون مع الرجل الآن. حين يقول الرجل إن قتل كابولاني كان بمثابة 11 سبتمر، لا أجد شخصيا في كلامه أي تنقيص بالجهاد و لا تسفيه له و إنما هي وجهة نظر موضوعية لتناول المقاومة كعمل مشروع ليس غاية في حد ذاته و نتائجها المفروض أن تكون حصيلة معيارية لتثمين و تقييم أي عمل إنساني جدير بالاحترام. فلماذا تتركون الرد على ما يقوله و تهاجمون شخصه؟ حين أطلق ولد عبد العزيز اسم المقاومة على شارع قصي بنواكشوط حوله إلى وكر للدعارة، فلم تستاؤوا و لم تنبسوا بكلمة .. حين أطلق “أم التونسي” على أكبر جريمة ترتكبها الدولة في تاريخها، كان ينبغي أن تحتجوا لأن المقاومة كان يجب أن تكون أطهر عندكم من أن يطلق اسمها على جريمة نهب خيرات البلد، فقابلتم الموقف بالرقص و التباهي بإنجازات القائد المفدى. إن نصيحتي لكم أن تبادروا بتصحيح هذ الخطأ المطبعي، فما تفعلونه هو ما يسمى في المصطلحات التجارية العصرية بـ”المقاولة”.

 

تدوينة من صفحة الكاتب الشخصية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى