“موريتانيا الآن” بين الجرأة والمهادنة

 ظاهرة غريبة…استغلال المواقع جميعا دون إذن مسبق من طرف أصحابها، ثم الاكتفاء غالبا بجني الثمرة الإعلانية، على نطاق واسع بعد أن لفت أنظار الجهات المعنية بنشر الإعلانات وهي كثيرة ومتنوعة.alt

دخل مريح مشوب باستغلال الزمالة دون حساب للعواقب.

 

 

أولا هذا غير شرعي، لأنه دخل، ودخل معتبر على حساب مغفلين، أو متسامحين على الأقل، ونعني طبعا أصحاب المواقع الالكترونية جميعا دون استثناء.

ما يكسب موقع “موريتانيا الآن” الالكتروني الجامع من دعايات مدفوعة الثمن غير أخلاقي أو غير نظيف على الأقل.

فهو الانتهازية بذاتها وفي أعلى صورها أحيانا، مقابل تسجيل بعض الإيجابيات الرمزية للتغطية، وهي معروفة، مثل سهولة الوصول إلى أي موقع الكتروني موريتاني تقريبا، ومع تسجيل بعض إنتاج بعض الكتاب الصحفيين، على ترتيب هجائي، حسب الحرف الأول من اسم الكاتب، في ركن “موريتانيا الآن” من نفس الموقع الالكتروني الذي يحمل نفس إسم الركن المتنوع الجذاب، لكن موقع “موريتانيا الآن”، ضمن سياسة التطبيع مع الواقع النفعي الضيق، ولا أقول مع النظام، بدأ يتجه لتحاشي فلفل أو “ملح” المقالات في موريتانيا، وتفضيل المقالات الباردة والأقل شحنا، مبالغة في التعمية وتضليل القارئ بجدية التوجه، الذي لا يخرج في الواقع الملموس غالبا على الأقل، عن سياق المنفعة والاستغلال المكشوف، رغم بعض المنافع العامة المهمة، لذر الرماد في العيون فحسب، حسب سياق النشر المتاح، في هذا الموقع الالكتروني، الذي حمل وتحمل بعض الكتاب الجادين فترة ليتخلى عنهم لاحقا، عندما إستوت سفينته التجارية “الطالبة للراحة والكسب بالدرجة الأولى” حسب السياق.

أقول بعد أن استوت هذه السفينة التجارية على “جوديها” الخاص.

فقالوا وداعا للمشاغبين، فنحن فنيون وحسب نريد العافية والمنفعة على ظهوركم، فأصبروا أو لا تصبروا، فلنا وسائلنا الخاصة للإضرار بكم عند الإقتضاء، وعلى نطاق واسع، إن لم يكن هذا مجرد وهم في أذهان جميع الظالمين والظلم تحت كل جناح.

لا أريد للأقصى الموقع الالكتروني أن يظهر على الموقع الالكتروني المضلل، الذي باع خدمة “فيسبوك” الدافع لمستوى التصفح، لبعض المواقع الالكترونية، فأضحت في واجهته المغشوشة ولو جزئيا، وواجهة “آلاكسا” التي لا يمكن أن تمتنع عن السياق التجاري والأمني، الصرف وراء إنشاء “الفيسبوك” و”تويتر” عموما، في بعض جوانب المهمة الكبرى المتقنة فنيا، والمكشوفة عن “أولي النهى” وإن قلوا.

إلى جانب نقص التغذية وعدم القدرة على دفع الرواتب للمعنيين، من القائمين على المواقع الالكترونية، فإن موقع “موريتانيا الآن” ساهم عن قصد، إيجابا وسلبا في الإعلام المحلي المستقل، لكن بدأ يغلب شره على خيره على رأي البعض، عبر خدعة المتلقي، بأن الموقع “كذا أو كذا هو الأكثر أهمية بحكم الإقبال والتصفح، والأمر قد لا يزيد أو يكلف إلا شراء خدمة محددة ومعروفة تقليديا.

ومع حجب مقالات الرأي، والتحليل الجاد، لصالح تطعيم محدود، يغلب مقالات المهادنة والتطبيع مع الواقع الفاسد، على حساب الأقلام القلة من العارفين بالشأن العام،وبمذهب من أين تؤكل وتتناول كتف هذا الشأن الحساس، دون إفراط ولا تفريط.

اجتمعت لجنة التحرير وقررت التحفظ، واجتمعت مع نفسي وقررت مقاطعة الموقع، ولو تطلب الأمر ما تطلب من أضرار مؤقتة، ستنتهي بإذن الله يوما، بزوال هذا الموقع الانتهازي ومن على شاكلته، أو إنكشافه على الأقل لتصحيح الوضع والرجوع إلى الحق، والحق أحق أن يتبع فلا رغبة لدي ولا لدى غيري من المشفقين على الحقل لخروج أي كان من هذا الحقل مهما كانت صيغ تلاعبه المكشوفة وانتهازيته البالغة.

والمراجعة أفضل لتغليب خدمة القطاع مهما كانت مستوى الاستفادة الشخصية الضيقة، التي لا تتناقض مع الثبات على الحق، فمع إتمام العمل وتوازنه قد لا تفسد سعة الأجرة سعة الأجر بإذن الله والتقدير والمصداقية في الدنيا، وأشهد الله على دماثة أخلاق الزميل محمد ولد بديوه وطيبوبته، لكن ساحة الإعلام اختبار صعب وقد طبعت وجلبت على قول الحق وخصوصا عندما يصل استغلال البعض مهما تكن أخلاقه الظاهرة إلى مستوى لا يحتمل، ولو مردود سيئ على مهنة مهمة مثل الصحافة التي هي في الواقع ملتقى المهن وأهم المنابر والفرص لإشاعة الحق أو الباطل.

وما دام حرصنا على بقاء هذا الموقع مع ابتعاده عن بيع الخدمات المشبوهة وتحاشي نشر المقالات الجادة، فإن الجميع قد لا يمانع في التفاهم والتعايش مع هذا الموقع، وإلا فإنني أتوقع أن يتحدث غيري على غرار هذا التصريح عن ما كتم في نفسه استحياء من الحق، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “الساكت عن الحق شيطان أخرس”، أي أبكم منعقد اللسان عن الكلام.

الصحافة الألكترونية والصحافة المستقلة عموما في بعض جوانبها أو ساحاتها بدأت تتجه للتطبيع مرغمة ربما، طبعا التطبيع مع الواقع الفاسد، فصاحب “زهرة شنقيط” الألمعي الجريئ، خرج من تحت عباءة وكالة الأخبار المستقلة، وهو الآن يتجه لصنع تجربة من نمط آخر، متمسكا بجدية الخط التحريري، لكن وسط علاقات لا تخلو من التطبيع ذي الكعب العالي الخفي المعروف، رغم محاولات إخفائه، ما بين “الرياضة” و”التلفزة”، و”الحزب الحاكم”، في سياق محاولة “تواصلية” لـ”إختراق النظام من الداخل”.

وقد لا يعدو هذا الأسلوب عند الزميل وغيره، مجرد لعب من أجل البقاء في ساحة “عزيزية” صعبة، ضمن ربما سياق “إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان”.

ووكالة الأخبار المستقلة، التي خرج منها “هاربا” ربما من الضغط “ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك”.

لقد أصبحت هذه الوكالة الناجحة المتميزة في وقت قريب، تتجه للتطبيع بحكم ما حصل من مكاسب، وما يترتب من مصروف شهري ملح ومرتفع، حتى أن أعلى مسؤول في الوكالة، حسب بعض المعلومات يفكر في هجر مقالات الرأي نهائيا.

فهل بقي للصحافة المستقلة الحقيقية، إن أجدت، من خليل ناصح أمين مضح، مهما كانت الكلفة المعنوية أو المادية.

أما “أقلام حرة” رحمها الله، فكبر عليها سبعا، وأطلب لها البعث أو الحياة، بعد أن إقتربت من أجواء الإستسلام والخنوع للواقع، لعل الله من فضله ومنه، يعيد لها الحياة، وألقها الإعلامي الباهر، في وقت سابق، بعد ما أصابها نشر المقال المسيئ، بصاعقة ذهاب النور والألمعية.

وباب التوبة عند الله مفتوح، فلتكن بصراحة وبخط مكتوب من نشر ذلك المقال المسيئ، فإن الله سريع العفو والغفران والتجاوز، ولا أحسب أن نشر “أقلام حرة” لغسيل وصديد التفكير المريض، المسكون بالوساوس الهابطة الدنيئة، والذي دونه يوما الجاهل الأحمق المتهور ولد امخيطير.

أقول لا أحسب أن هذا النشر من الزميلة “أقلام حرة” كان عن قصد، وإنما زلة نشر، إن لم تكن دعاية عن قصد للضلالة والعهر الفكري الجنوني.

والأرجح الغلط وكل ابن آدم خطاء وغير الخطائين التوابين.

في هذا الجو تبقى بإذن الله بقية المواقع تقريبا والصحف الورقية وغيرها من وسائل الإعلام بإذن الله، لله الحمد والمنة بعيدة حتى الآن عن الاستسلام للواقع، منافحة مصابرة، ملتزمة بأخلاقيات المهنة ودون تفريط في حق هذا الشعب المظلوم.

أجل المظلوم دينا وقيما وحقوقا بمختلف المستويات، حتى من قبل بعض الأقلام الانتهازية، التي حولت الحرية الصحفية بذكاء ودهاء وانتهازية واستسلام إلى مجرد ترفيه.

أستغفر الله العظيم، ما من صواب ولا من خطأ فمني.

قال لي يوما عزيز ولد الصوفي، الذي يميل إلى الطموح والجرأة أحيانا، رغم كل ما يمكن أن يقول عنه خصومه، والعصمة للأنبياء والمرسلين فحسب. أقول قال عزيز الصوفي: “عبد الفتاح الطبقة السياسية فاشلة في مجملها تقريبا ولم يبقى في الساحة إلا بعض الأقلام الجريئة الجادة المتميزة. كان هذا التهامس قبل تصريح لي ضمن سؤال طرحته على زعماء المنسقية وقتها تحت سقف مؤتمر صحفي بإحدى قاعات مقر حزب “تواصل” بنواكشوط.

أقول لك يا عزيز ولد الصوفي لا تنسى نشر مقالات هذه الأقلام بوجه خاص، ما دمت تميز.

فموقعك الألكتروني يرتاده عدد معتبر من القراء، فلا تضيع الأمانة، حتى لا تكون مثل إبليس يعلم ولا يطبق.

أعاذك الله من ذلك المذهب.

فالصمود صعب والتضحية من أجل الحق أصعب وأعتى.

وأراك تتجه في هذا المنعطف أحيانا، إلى جرأة ما، فلتكن جادة وشاملة ومتوازنة وعادلة.

بارك الله في جهدك وتقبل الله منك، وبارك في جهد الجميع، وتجاوز عن المقصرين، اللهم آمين يا رب العرش العظيم.

وأعتقد أن المقصرين ربما قصروا غالب عن غير قصد.

هدانا الله جميعا إلى الطريق الأقوم، إلى طريق الحق وحده.

قال الله تعالى: إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا”.

أشكرك يا زميلي عزيز على نشر مقال “التغيير المرتقب”، كما أشكر الزميل إمام الدين من الزميلة “وكالة نواكشوط للأنباء” الذي يزيدني إعتزازا بأصهاري “زمبتي”.

فـ”زيلوفه” و”زمبتي” صنوان لا يفترقان ولا يختلفان، الجرأة هي الخيار الأول عندهم، رغم التثبت قبل الإقدام.

وقد قيل قدما، الشجاعة: العزم على التقدم والتثبت قبل التندم.

ثم إنه من وجه آخر، ينبغي أن يعلم الصحفي، انه شخص عمومي، فلا يجيز الرقابة لنفسه بحكم مهنته، على الواقع العمومي، وفي المقابل يحسب أن بعده العمومي محصن في هذا الصدد الرقابي.

فالصحفي كذلك قد يراقب نشاطه أو أداءه زميله أو غيره من الجهات المعنية.

وإن كان الزملاء في أغلبهم ملتزمين بأخلاقيات المهنة، كما نرجو ونتمنى ونحتسب، من باب إحسان النية، إلا أن قيد المهنية في حيز الشعار والتداول المغرض، محاولة شبه ناجحة مع وسائل الترغيب “لجنة الدعم” السنوية، لحجز الصحفي عن مهنته المهنية فعلا، وفي المحصلة ستكون هذه المحاولة للتضليل بإسم المهنية يائسة ومكشوفة ليظهر أنها خدعة هزيلة وسهلة الإنكشاف ضد الصحفيين جميعا سواء كانوا مهنيين أو غير ذلك.

فكل ما تحرك القلم المهني بحق حاول “بشمركة” القطاع، ضحية التجاذب بين ضرورات المهنة ومنافعها ومخاطرها، إستعمال سلاح المهنية المكشوف، والذي أصبح فتاكا وفعالا، لمنع بعض الزملاء عن الوصول لمقاصدهم المهنية.

 وحتى تتضح الصورة أكثر، ودون تخلي عن أهمية الموضوعية والحياد الإيجابي وأخلاقيات المهنة وأهمية كذلك تجسيد المهنية الإعلامية المتوازنة دون إفراط أو تفريط.

أقول أين الرئيس المهني، وأين الوزير المهني وأين العسكري المهني، البعيد عن العقلية الإنقلابية والملتزم بحدود مهنته المهنية، دون تجاوز للمفهوم المهني الجمهوري للجيش، وأين التاجر المهني، الذي لا يرابي ولا يرشي، ولا….ولا…..وأين الأم والزوجة التي لو أمرها زوجها بأي فعل، لا يخالف الشرع لنفذت فوريا ودون تبرم، والرسول صلى الله عليه وسلم: “لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها”، وأين الزوج الملتزم بضوابط الأبوة وشروط الزوجية الصالحة الناجحة، الذي لا يفرط في أي حق من حقوق عياله، لا إمرأة ولا طفلا ولا عاملا ولا عاملة، دون ضعف ولا تجن في المقابل. وأين الولد البار، وأين البنت البارة المدركة لحدودها وحقها والديها في البرور، فتأخذ حقها ولا تتجاوز وذلك بمسؤولية وخلق جم.

لقد ضاعت المهنية في كل درب ومجال تقريبا، ومع ذلك تكلفون الصحفي وحده بأن يكون مهنيا وأخلاقيا ومثاليا، ضمن سياق تحامل وتكبر على الحق الذي يحرص عليه الصحفي المهني إن وجد.

فلدى “البيظان” خصوصا في هذا التحامل والتعالي وكره هذه المهنة منبر قول الحق، مما يؤكد أن هذا الشعب أو بعض شرائحه، رغم المسالمة، من أكثر الشعوب تكبرا في العالم أجمع تقريبا.

وربما من أكثر الشعوب خبرة في الخدعة، وفي هذا السياق يقول وزير داخليتنا ووزير عدلنا ضمن تدخل في قضية معروضة أمام القضاء، ولد هيداله نجل الرئيس السابق المتهم في هذه الشبكة وأحكموا عليهم بالإعدام أو المؤبد على الأقل، فأين المهنية في هذا؟.

وبعيدا عن القضاء والقوانين، ألا تتذكرون مثال العرب المعبر:

 إذا كان رب البيت للدف ضاربا

فلا تلومن الصبيان على الرقص

فاين حظ المسؤولين الكبار من عهد معاوية وإلى اليوم، من المتابعة الجادة، لجرهم لساحة المحاسبة الشفافة، ثم العقاب العادل إن وجد، قبل أن تركزوا على الصفوف المتأخرة من المسؤولية والجرم الواسع النطاق المستحيل الحصر والمكاشفة لأسباب عدة داخلية وخارجية، فلولا حماية فلان وعلان وغيرهم لمسرح العمليات، لما دخل الصبيان لساحة الرقص القاتل الخطير في المحصلة والخاتمة للقيم والإستقرار في هذا البلد الضعيف الهش أصلا.

فأين المهنية أيضا والعدالة الحقيقية في هذا التعامل مع ملف المخدرات في كولومبيا إفريقيا: الجمهورية الإسلامية الموريتانية.

المؤتمر الصحفي الأخير لوزير العدل والداخلية معا، مجرد جزء من اللعبة، واللعبة القذرة بإمتياز.

وللمخدرات نصيب من القطاع الصحفي، فمن هم صحافة المخدرات: “أصدقاء بوعماتو واعل وعزيز أكرا وولد آده وولد بابه الحسن وغيرهم، والذين يساهم بعضهم في برنامج “صحافة كافيه” في التلفزيون الرسمي هذه الأيام، في الدفاع الفاشل عن نظام المخدرات وتبييض الأموال القائم منذ التسعينات وإلى اليوم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ولاشك أن هؤلاء الصحفيين ساهم بعضهم بشكل أو بآخر في التغطية على تبييض الأموال عموما الأموال المشبوهة والمحرمة بما فيها أموال المخدرات وغيرها.

فقبل أن نتهم غيرنا، أين نحن كأقلام وكتاب وصحفيين عاديين من ملف المخدرات وما مدى جديتنا وإخلاصنا في  التصدي لهذا المنكر العظيم والخطير وبالضوابط واللوازم الشرعية والمهنية والأخلاقية لكبح جماح تيار كولومبيا ولحسره جزئيا وكليا عن شواطئ عاصمتنا الهشة سواء الإقتصادية أو السياسية أو غيرها من بقاع هذا البلد الجميل الغالي قبل أن يتحول نهائيا إلى نموذج إفريقي مفحم لا علاج له لكولومبيا آسيا، لتصبح فعلا وواقعا لا قدر الله، موريتانيا كولومبيا إفريقيا.

قال الله تعالى: ” وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”.

ولعل المسؤولين من الصف الأول رؤساء وغيرهم وسوء التسيير وسوء أداء الأمانة وخلافة الأرض هم المتهم الأول قبل بقية المتهمين ولو كان المتهم بريئ حتى تثبت إدانته، فما يجري حتى الآن من تجويع حول المخدرات إلى “جيفة”، يلجأ إليها الجياع ولو كان آباؤهم رؤساء سابقا أو حاليا، فعزيز أغلق الحنفية إلى حد الإنفجار ولا نبيح لأحد “جيفة” المخدرات، لكننا نثير التساؤل عن مدى مسؤولية النظام القائم ودفعه للآخرين بسبب التجويع والحصار إلى خيارات خطرة، وأمران أحلاهم مر، وكما يقال في المثل: “قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق” وتعلمون حكم الله في “الجيفة”، فأهل موريتانيا قد يتحولون قريبا إلى مستوى من سوء الأخلاق والإنطلاق نحو المجهول إذا لم يتخلصوا من هذا النظام البائس الأرعن، الذي أغلق عليهم تقريبا وعلى أغلب السكان كل منافذ الحياة الكريمة، فأصبحت موريتانيا شبيهة في بعض ساحاتها بمضايا “سوريا أو كولومبيا آسيا”

إننا نأسف لهذه الأجواء المافيوية التي دخلت ساحة الحكم والصحافة والإعلام والقضاء والأمن وليحذر القضاة والصحافة وأهل الأمن، فالمسؤولية خطيرة دنيا وآخرة.

قال الله تعالى:”  إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا”.

 

 بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن المدير الناشر لصحيفة “الأقصى”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى