من مياه اللجوء في اليونان إلى ألق الأولمبياد في ريو

الزمان ـ تقف السباحة السورية يسرى مارديني(18عاما) لاعبة فريق اللاجئين في أولمبياد ريو دي جانيرو على منبر الرياضيين في منطقة الصحافيين المختلطة، وتتحدث بثقة عالية على غرار رجال السياسة المخضرمين برغم صغر سنها.

وبعد إنهائها مهمتها الأولى في الحوض المائي لألعاب ريو ضمن تصفيات سباق 100 م فراشة، وقفت الفراشة السورية يتحلق حولها نحو 20 صحافياً راغبين بالتقاط كلمات منها.

ولم تخذلهم كالعادة، فأجابت يسرى بصوت واثق حتى أنها رفضت الإجابة على سؤال مكرر لأحد الصحافيين الغربيين: “لقد أجبت على هذا السؤال!”. 

كل ذلك لأن مارديني ضمن فريق اللاجئين وغزت قصتها الدرامية زوايا العالم الأربع.

وغطست مارديني في مجموعة أولى من التصفيات تضم سباحات متواضعات المستوى فتصدرتها مسجلة 1.09.21 دقيقة لتحتل المركز 41 من أصل 45 في تصفيات احتلت حاملة الذهبية الأولمبية السويدية سارة سيوستروم (56.26) المركز الأول فيها.

وقالت مارديني لفرانس برس “لم يكن وقتي جيداً ربما لأني أسبح لأول مرة في مسبح أولمبي. أريد العودة مجدداً إلى الألعاب وبعد الانتهاء من الأولمبياد سأركز على التمارين من دون ضغوط وأحاول احتراف رياضة السباحة أكثر”.

ووصفت شعورها عندما ارتمت في المياه قائلة “فكرت في المياه، سباقاتي الأخيرة، والمكان الذي وصلت إليه اليوم”.

وشكلت اللجنة الأولمبية أول فريق للاجئين في تاريخ الألعاب الأولمبية بوجود السباحين السوريين مارديني ورامي انيس (25 عاما) اللاجىء إلى بلجيكا والذي سيشارك في سباق 100 م فراشة.

وهربت مارديني من الحرب السورية الى المانيا، ولم تخسر أياً من أفراد اسرتها لكنها فقدت سباحين أو ثلاثة كانوا أصدقاء لها ولأنيس. تشتاق الى دمشق وتعد بالعودة الى هناك.

ولم تتمكن مارديني من تنفيذ التدريبات لمدة عامين بعد تدمير منزلها، فهي أحرزت لقب بطولة سوريا في مسابقات 200 و400 م حرة و100 و200 م فراشة، وقالت “عدت إلى التمارين بعد انقطاع سنتين، لذا بدأت الآن استعيد مستوياتي السابقة”.

وفي آب/أُغسطس الماضي، صارعت مع شقيقتها سارة (20 عاما) الأمواج عندما كاد قاربهما المطاطي يغرق في طريقهما إلى اليونان هرباً من الصراع الدائم في بلدهما وذلك بعد محطتين في لبنان وتركيا حيث دفعتا المال لمهربين من أجل إيصالهما إلى اليونان.

وبعد وصولهما إلى برلين بفترة وجيزة، انضمت الشقيقتان مارديني إلى أحد أندية السباحة القريبة من مخيم اللاجئين بفضل المترجم المصري في المخيم والذي عرفهما على المدرب زفن سبانيكربس.

وتحدثت مارديني عن تجربتها الأولمبية: “كل شيء كان رائعاً. كنت أحلم كل حياتي بالمنافسة في هذه الألعاب. كان شعوري جيداً في المياه، وأنا سعيدة لذلك. لقد استمتعت الجمعة بحفل الافتتاح، لكني لم أبقَ هناك لوقت طويل، نظراً لخوضي سباق اليوم”.              

 

المحطة المقبلة لمارديني ستكون في تصفيات سباق 100 م حرة الأربعاء المقبل، وهي تضيف عن العيش بالقرب من بطلات العالم: “هذا شعور رائع. أنا سعيدة لرؤية بطلات السباحة هنا. المنافسة مع كل تلك الرياضيات أمر مثير”.

وخصص رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ رسالة خاصة لفريق اللاجئين خلال حفل افتتاح الالعاب الجمعة في ملعب ماراكانا “أنتم تبعثون برسالة أمل لملايين اللاجئين حول العالم. اضطررتم للسفر من بلادكم بسبب العنف، الجوع، أو لأنكم فقط مختلفون. الآن ومع موهبتكم الرائعة وروحكم الإنسانية تساهمون بشكل كبير في المجتمع”.

وتابع “في هذا المجتمع الأولمبي لا نتسامح فقط مع التنوع. في هذا العالم الأولمبي نرحب بكم كإثراء لوحدتنا في التنوع.. هناك الملايين حول العالم يساهمون بطرق مختلفة لتحسين عالمنا من خلال الرياضة. لتكريم هذه الشخصيات البارزة الذين يضعون الرياضة في خدمة الإنسانية، أطلقت اللجنة الأولمبية الدولية تكريماً فريداً من نوعه سيمنح لأول مرة”.

 

الزمان ـ بين سبور    

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى