بريجيت باردو تفضح نجوم الفن في كتاب

نتيجة بحث الصور عن بريجيت باردو تفضح نجوم الفن في كتاب عن حياتهافي الأول من شهر تشرين الأول اكتوبر 1996، يظهر في المكتبات الفرنسية ومن بعدها الأوروبية والأميركية، الكتاب الذي ألّفته بريجيت باردو تحت عنوان Initiales B.B. “اينيسيال ب.ب” الحروف الأولى ب.ب والخاص بحياتها الفنية والشخصية، حيث تفضح أكثر من اسم معروف في الأوساط الفنية والاجتماعية والسياسية، وتروي حقيقة ما عاشته طوال سنوات اشتغالها بالفن من نهاية الخمسينات وحتى منتصف السبعينات حيث قررت الاعتزال.

ويثير الكتاب ضجة في فرنسا بسبب بعض فقراته التي يعتبرها البعض مهينة تجاه شخصيات لها وزنها وكيانها في المجتمع، وأيضاً لأن “ب.ب” كما يسمونها ترسم صورة غير مشرفة للمهنة السينمائية التي صنعت شهرتها وجعلتها تتربع فوق عرش النجومية اسوة بمارلين مونرو. وحققت “الوسط” في تفاصيل الكتاب من أجل حسن ادراك الحملة الاعلامية التي تحيط بصدوره.

ردت بريجيت باردو على صحافي سألها عن سبب تصريحاتها الجريئة تجاه أشخاص محددين، بأنها لم ترحم نفسها في الكتاب وتعترف بكافة اخطائها تجاه الغير، وبالتالي لم تعثر على أي مبرر للتستر على تصرفات الغير تجاهها. فهي حسب قولها كتبت الحقيقة عارية وعن دراية تامة بأنها قد تجرح البعض. “فالحقيقة كثيراً ما تجرح الناس، ولذلك أحب الحيوانات وأهتم برعايتها والدفاع عنها”.

كانت بريجيت باردو في الخامسة عشرة من عمرها حينما وقفت أمام عدسة مجلة “ايل” النسائية في تحقيق كان موضوعه راقصات الباليه المراهقات التي كانت بريجيت منهن، اذ انها كانت تنتمي الى فرقة الأوبرا الكلاسيكية للباليه. ولاحظها في الصورة المخرج السينمائي مارك أليغريه فطلب لقاءها من أجل اختبار أمام الكاميرا لدور في فيلمه الجديد. وعبرت المراهقة مرحلة الاختبار بنجاح ولكن شاء القدر ألا يتحقق المشروع أبداً. ولم يمنع الأمر بريجيت من العثور على فرص أخرى ومن تحويل بدايتها فوق الشاشة من مجرد اختبار الى واقع ملموس.

كان الفيلم الأول الذي شهد بطولة الآنسة باردو من النوع الخفيف السطحي، الا أنه سمح للصحافة والجمهور باكتشاف فتاة رقيقة ناعمة وجذابة ذات صوت يأخذ العقل وملامح تطيح بالعدد الأكبر من ممثلات السينما الفرنسية في ذلك الوقت. والشيء الوحيد الذي كان ينقص باردو، حسب ما تكتبه، هو الموهبة. وتضيف بأنها لم تكن مستعدة لبذل أي مجهود بهدف تعلم أصول التمثيل معتبرة أن السينما جاءت اليها من دون أن تطلب هي أساساً أي شيء، فعلى السينما أن تتقبلها كما هي أو تستغني عن خدماتها. وتعترف بريجيت بكونها لم تحب التمثيل أو جو التصوير السينمائي أو العاملين في هذا الميدان، لكنها لعبت اللعبة بدافع الفضول ولترى الى أي مدى سوف تحملها أجهزة الاعلام، متأكدة من كون الحكاية سوف تتوقف بين يوم وآخر.

وكان من المحتمل أن تتوقف الأمور بالفعل لولا وقوع بريجيت في غرام مساعد المخرج وهي تعمل في أحد أفلامها التافهة. والمساعد هذا اسمه روجيه فاديم، وأحبها مثلما أحبته. وفي الوقت الذي شق طريقه في عالم الاخراج ومنح حبيبته بطولة فيلمه الجريء Et Dieu Crea La Femme “وخلق الله المرأة”. وبطبيعة الحال لا علاقة بين ما كان يسمى بالجرأة في نهاية الخمسينات وما نراه الآن فوق الشاشة. وتقارن بريجيت باردو ما فعلته هي أمام الكاميرا وبما يحدث في أيامنا الحالية في الأفلام المخصصة للصغار. والمهم أنها أحبت فاديم بشكل جنوني وأعطته قلبها وجسدها علماً أنه كان أول رجل تحبه في حياتها.

وثارت ثائرة والد بريجيت اذ أن المراهقة كانت تنتمي الى عائلة بورجوازية لا تقبل الهامشيين خصوصاً اذا كانوا مفلسين، مثلما كان حال روجيه فاديم. وكانت العائلة تنظر الى حكاية بريجيت مع الفن على أساس كونها مزحة سوف تنتهي مثلما ابتدأت أي بسرعة فائقة.

وحوّل الفيلم المذكور بريجيت باردو الى نجمة عالمية بين يوم وليلة وصنع فاديم من باردو اسطورة من دون أدنى شك.

وانتظرت النجمة الصاعدة مولوداً من فاديم لكنها تخلصت من الجنين لأنها لم تكن مستعدة لتحمل مسؤولية الأمومة، اضافة الى عملها السينمائي. ولكنها من ناحية ثانية وافقت على الزواج وعاشت سعيدة معه، الا أن علاقتهما تحولت مع الأيام من حب جنوني الى ود أخوي حميم، فراحت بريجيت تبحث بين أحضان أخرى عن الاحساسات القوية وكلمات العشق. وهكذا عاشت حكاية غرام مع الممثل جان لوي ترانتينيان المتزوج من النجمة ستيفان أودران. وتسببت علاقتهما في فضيحة نشرتها الصحف فوق صفحاتها الأولى، فحاولت باردو نسيان مغامرتها الصعبة بين ذراعي امرأة شابة اسمها أوديل عرفت كيف تغريها في لحظة ضعف.

وتعترف باردو بأن هذه التجربة لم تعجبها أو ترضي ميولها وبأنها نادمة عليها.

وفي الوقت ذاته كانت نجوميتها تبلورت وتعدت كافة الحدود مما لم يمنعها من الاستمرار في رفض تعلم أصول مهنتها والاكتفاء بما كان العالم كله يسميه “جاذبية ب.ب”. ألم يكن الجمهور مكتفياً بذلك؟ وتكرر بريجيت ان جو السينما وتصوير الأفلام لم يعجبها ولم يلهمها أبداً. فكل ما فعلته في حياتها هو انتهاز الفرص وعدم رفض النعمة.

وبعدما أبعدتها الفضيحة عن جان لوي ترانتينيان، أحبت باردو المغني المعروف جيلبير بيكو الذي تصفه في كتابها بالجبن المطلق وبفراره بعيداً فور اكتشافه مدى اهتمام الصحافة بعشيقته، خوفاً من أن يصل الأمر الى أذني زوجته.

أما المغني ساشا ديستيل الذي شارك أيضاً قلب بريجيت وفراشها، فكل ما فعله هو انتهاز علاقاته مع نجمة عالمية لبناء شهرته الشخصية ثم هجرها وتزوج من أخرى. وتكتب عنه بريجيت انه جبان يعرف كيف يشق طريقه في الحياة.

وغرقت باردو بين كل حكاية عاطفية وأخرى في دهاليز الانهيارات العصبية ومحاولات الانتحار الفاشلة. ذلك أن الحب كان يحتل المكانة الأساسية في حياتها بما أن السينما لم تجذبها أو تسعدها بأي شكل.

وحينما تعرفت باردو الى الممثل الوسيم جاك شارييه تزوجت منه وأنجبت ابنها نيكولا البالغ من العمر الآن 36 سنة والمقيم في النروج مع زوجته وأطفاله، مما يجعل من بريجيت جدة. ولكنها تكره هذه التسمية ونادراً ما تلتقي بعائلة ابنها أو به شخصياً. فهو يعرف أنها لم ترغب في انجابه أساساً وأنها قبلت الوضع على الرغم منها لأن عملية الاجهاض التي حاولت اقناع الأطباء بممارستها لم تكن ممكنة. وتكتب بريجيت “أنا أم فاشلة ومع ذلك لست نادمة على شيء وأحاول الآن اسعاد الحيوانات ومنع البشر من اصطيادها وقتلها”. ولكن بريجيت تتبرع بمبالغ كبيرة لبعض ملاجئ اليتامى والمتقدمين في العمر، فهذا شيء معروف عنها وان كانت لا تركز عليه في كتابها.

وتدهورت العلاقة بين باردو ووالد طفلها جاك شارييه عندما بدأت أجهزة الاعلام تلقبه هو بزوج باردو أو بالسيد باردو اشارة الى نجوميتها بالنسبة الى مكانته الفنية المغمورة. وتم الطلاق بين الطرفين وراحت بريجيت تعرف قصة حب قوية مع النجم سامي فريه تصفها بأنها من أجمل ما عاشته في حياتها. وهنا أيضاً ساءت العلاقة عندما كتبت الجرائد عن بريجيت أنها سوف تغادره عندما يفقد “طزاجته”. وفي هذه العبارة لعبة بالألفاظ لأن كلمة “فريه” ترمز الى “الطزاجة” باللغة الفرنسية.

وتكتب باردو أنها كانت تتعمد الوصول متأخرة في استوديوهات التصوير لمجرد التمتع بمشاهدة خبث المنتجين تجاهها واضطرارهم الى قبول نزواتها الغالية الكلفة، فقد كانت أفلامهم مبنية حول اسمها وشهرتها. لقد كانت ملكة تكره بلاطها وتستغله الى أبعد الدرجات.

وتكتب ايضاً كيف تكره ألان ديلون وكبرياءه، فهو في رأيها يعتبر حاله الرجل الأكثر وسامة في العالم، وتضيف أنها كادت أن تخضع لسحره ولكنها امتنعت في آخر لحظة.

أما كاترين دونوف فهي عدوتها منذ أن اهتم بها روجيه فاديم وحوّلها ايضاً الى نجمة مرموقة. فالمسألة عبارة عن غيرة نسائية في غير محلها، لا أكثر ولا أقل، وتقوله بريجيت بمنتهى الصراحة.

وتزوجت النجمة من جديد، وكان العريس في هذه المرة الثالثة هو وريث شركة اوبيل للسيارات الألمانية غونتر ساخس فون أوبيل. وفعلت بريجيت ذلك لتمتلك سيارة فاخرة اسوة بغريمتها النجمة جان مورو التي كانت تمتلك سيارة رولز رويس، مما كان يثير غيرة بريجيت بشكل دفع بها الى التفكير في الانتحار اذا لم تحصل بدورها على سيارة مماثلة. ثم تكتب أنها وجدت في المليونير الألماني أكثر من مجرد حافظة نقود وانها أحبته حقاً، الا انه كان من النوع الخائن فغادرته بسرعة. فهي لا تقبل أن يفعل الغير بها ما تفعله هي في أكثر الأحيان.

وتكتب باردو عن حبها الكبير والذي لم يتبلور أبداً عن طريق الزواج، وهو المغني والفنان الموسيقي الراحل آلان سيرج غانسبور. فتحكي كيف قضت معه أجمل أيام حياتها، وكيف عرفت البريطانية جين بيركين أن تخطفه منها في مناسبة قيام سيرج بتصوير فيلم في الخارج برفقة جين في الدور الأول.

وتوالت حالات الانهيار ومحاولات الانتحار، ثم جاءت فترة عبورها سن الأربعين وشعورها برغبة في الاطمئنان على كيانها كإمرأة جذابة، فراحت تدمن الخمر والرجال الأصغر منها سناً بمراحل كبيرة. ووصل بها الأمر الى دفع قيمة قضائها ليلة مع شاب ما، أو مع شابين في وقت واحد. كما ترددت كثيراً الى سهرات خاصة جداً التقت فيها بعض السياسيين، وكادت أن تقع بين ذراعي فاليري جيسكار ديستان الرئيس الفرنسي السابق ما بين 1974 و1981. الا ان الأمر دار قبل توليه منصب الرئاسة. ودبرت بريجيت له مكيدة ساخنة لا يزال يتذكرها ويرفض أي علاقة أو حديث مع النجمة بسببها، وهي تتلخص في كونها طلبت من أحد اصدقائها التنكر في زي امرأة ومحاولة اغراء جيسكار ديستان في سهرة محددة. وتولت بنفسها تقديم “صديقتها” اليه، وبعد حوالي نصف ساعة من المغازلة اكتشف السياسي حقيقة الموقف فغادر المكان ولم يعد اليه أبداً.

وفي منتصف السبعينات قررت النجمة الاعتزال النهائي وابتعدت كلياً عن الأضواء، ثم تزوجت مرة رابعة من برنار دومال وهو رجل اعمال قريب الى الحزب السياسي اليميني المتطرف في فرنسا، وهي تعيش حياة هادئة معه مهتمة أساساً بمنظمتها المتخصصة في الدفاع عن الحيوانات ومقتنعة حسب ما تكتبه بأن الحضارة الغربية الآن في حال من الانحدار الرهيب. وتضيف أنها سعيدة بكونها لا تعمل في السينما الفرنسية الحالية وتشعر بالأسى تجاه الممثلات الناشئات لما يضطررن الى فعله أمام الكاميرا من أجل النجاح.

وتختتم بريجيت باردو كتابها قائلة انها تستعد لتأليف الجزء الثاني الذي سوف يخصص للحيوانات وحسب. وذلك علماً أن الجزء الأول تطلب منها 21 سنة من التفكير والتدوين قبل أن ينشر.

 

دار الحياة اللندنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى