ولد آدب يكتب: قطر الأخلاق شعر

قال الشاعر الموريتاني الشهير أدي ولد أدب إنه يكبر – في قطر- هذا البُعْد الأخلاقي الرائعَ.. وإليه أهْدِي هذه القصيدَة، التي أسُوقُها حوْل قصيدةِ التنْمِية البشرية، والأخلاقية، التي كتبَها القطريُّون، فوْقَ رقْعة أرْضهم الصغيرةِ حَيِّزًا، الكبيرةِ مُنْجَزًا، بجُمَل الأفْعال، أكثرَ منْ حُروفِ الأقْوالِ.. على بحْرِ “الخليج”، بإيقاع أروع من إيقاعات بحور “الخليل”.. مُلْتَزِمينَ مع ذلك، بأجمل شعارٍ للبناء الوَطني: “قطر تَسْتَحِقُّ الأفضل” …. 

 وقال ولد أدب إنها قصيدة شعرية.. حوْلَ قصيدة عمْرانية، بمفْهوم ابن خلدون للعمْران، الذي يتجاوزُ البُعْدَ الطيني، إلى المَعْنى الحضاري الإنساني الأشمل، كنت قد كتبتها2013، مشاركة في مسابقة شعرية، نظَّمَتْها “جريدة الوطن القطرية”، بمناسبة اليوم الوطني، ولم ألقها خلال هذه السنوات في أي مناسبة هنا، ولا في أي أمسية، لكنها تعيدُ نفْسَها الآن.. مُواساةً.. لقطر.. منْ شاعرٍ.. من الذين “يَكْثُرُونَ عنْدَ الفزَع، ويَقِلُّونَ عنْدَ الطَّمَعِ”، أقامَ فوق أرْضِها الطيبة، آمنا، حُرَّا. غيرَ مُرْتَزِقٍ، ولَا مُتَسَوِّلٍ، ولا مُسْتغَلِّ شِعْرَه للحُصولِ على المنافع، ولا المَوَاقِع… فرَّجَ اللهُ أزمةَ بَلَدكم المِضْيافِ، وحَوَّلَ عُسْرَهُ يُسْرًا!

يَا زَارِعِـيــنَ.. سِبَــــاخَ الرَّمْــلِ.. مُعْجِـزَةً  تَدْعُـــونَهَا.. قَطَـــرًا..؟! لاَ.. إنَّـهَا مَطَــــرُ ! يَا كَــــاتِـبِيـنَ.. عَلَى بَحْرِ الخَلِــيجِ.. قَصِيـ  دَةً.. تَـفَـاعِـيلُــهَا.. فِي الأرْضِ.. تُبْـتَـكَــــرُ! مَرْحَـــى.. فَقَدْ أخَذَتْ ذِي الأرْضُ زِينَـتَـهَا   فَجَنَّةُ الأرْضِ.. والدُّنْــــيَا.. هُــــــنَا.. قَـطَرُ!

فَقَـطْرَةً.. قَطْرَةً.. فَــاضَ الخَلِــيجُ.. عَــــلَى أيْدِيـــكُمُ.. اخْتَــرَقَتْ أصْــــدَافَـــهَا الـــدُّرَرُ! فَكَـــانَتِ الدَّوْحَةُ.. الغَــــــــــرَّاءُ.. لُــؤْلُـؤَةً  أعْيَتْ ذَوِي الغَـوْصِ.. حَــتَّى سَاقَـهَا القَـدَرُ! قامَتْ.. تُـبَاهِي السَّمَا.. ذَاتَ البُرُوجِ.. سَنـا  فَتَمْتَمَتْ.. أنْـجُـمٌ- قَدْ هَــالَــــــها النَّظَــــــرُ-: لَعَلَّ “ذَاتَ العِـمَادِ”.. البِـدْع.. مَا احْتَجَـبَـتْ   إلاَّ.. وَعَـنْ قَـطَـرٍ.. قَدْ جَــاءَهَـا خَـبَـــــــرُ!

مَا شَــأنُ ذَاتِ العِـمَـادِ.. اليَوْمَ.. لَوْ وَقَـفَـتْ  فِي وَجْهِ.. ذَاتِ البُـــــرُوجِ.. الشُّمِّ.. تَفْتَخِرُ؟! ولَوْ رَأَى قَطَـرِيُّ بْنُ الفُجَـــــاءَةِ.. ذِي الــ   صَّحْــرَاءَ.. فَاجَــأهُ الفِــــرْدَوْسُ.. يَـزْدَهِرُ!

باللهِ.. يَــا شَظَفَ المَــــاضِي.. أعِدْ نَظَــراً  فَغَــــامِـرُ الخَيْرِ.. عَـنْـكَ.. الآنَ.. يَعْـتَــذِرُ! لا يَحْبِس.. النَّفَسَ.. الغَــــوَّاصُ.. مُرْتَهِـنًا حَيَـاتَـــهُ.. لِحَيــــــاةٍ.. دُونَــــها الخَطَـــــرُ! إلَيْهِ.. تُجْـــبَى ثِمَــــارُ الأرْضِ.. يَـــانِعَـةً  وسِدْرَةُ العِلْمِ.. فِـيــــهَا.. يزْدَهــــــي الثَّمَرُ! حَضَارَةُ القُطْرِ.. لَمْ تَطْمِسْ لَـــــــدَى قَطَرٍ أصَـالَةَ الْبَـدْوِ.. نِعْمَ البَـدْوُ.. والحَضَــــــرُ! لَمْ يَسْلُب الفَقْـرُ.. مِنْهُ.. عِـزَّةً.. ونَـــــــدًى  ومُذْ أتَـاهُ الغِــــــــنَى.. لمْ يَأتِـهِ البَـطَــــــرُ! قَدْ كانَ.. كَعْبَةَ مَلْهُــــوفٍ.. ومَا فَتِـئَـــتْ إلَـــيْهِ..  أفْـئِــــــدَةُ الـلاَّجِــــيـنَ.. تَــبْتَـدِرُ!

قُطْرٌ.. صَغِـــيرٌ.. بِحَجْمِ الأرْضِ.. مُتَّسِعٌ  لِلْكَـوْنِ صَدْراً.. إلَـيْهِ.. يُحْـشَـرُ البَشَــــرُ! هَاتِـيكَ.. مُعْجِزَةُ العَصْرِ.. التِي جَعَلَـــتْ  ألْبَابَ أهْلِ النُّهَى.. سَكْرَى.. ومَا سَكِــرُوا! دُومِي.. عَلَى دَرَجِ العَلْــيَـــاءِ.. صَـاعِدَةً   فَسِدَرَةُ المُنْــتَهَى.. فِي المَجَدِ.. تَنْـتَظِـــرُ!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى