ترامب يدعي أنه لم يحتسِ الكحول قط

دخل الملياردير دونالد ترامب عامه الـ71، الأربعاء 14 يونيو/حزيران 2017، كأكبر رؤساء أميركا سنّاً حين تولى المنصب، إلا أنه يتمتع بصحة أفضل مما يتوقع كثيرون.

ويحيط بإدارة الرجل السبعيني على الرغم من حداثتها أزمات وفضائح، حتى وصل الأمر لخصومه بالحديث عن قرب إقالته أاو استقالته، لكن موقع فوكاتيف السياسي الأميركي رأى أن ثمة عاملاً آخر قلّ تناوله والخوض فيه رغم أنه قد يؤثر في طول ولايته أو قصرها، ألا وهو صحة ترامب؛ فيوم الأربعاء سيبلغ عامه الـ71.

فعلى الرغم من أن ترامب لم يحتسِ الخمر قط، وحتى بلوغه سن 27 عاماً كان يملك 14 ألف شقة، وفق ما أورده موقع “المصدر” الإسرائيلي، إلا أن طعام ترامب المليء بالدهون، وبُعده عن الرياضة، التي يرى فيها أنها تستهلك مخزون طاقة الإنسان “الناضبة”، فضلاً عن نوبات الإرهاق التي انتابته وتحدث عنها فريق مرافقيه في أثناء أولى رحلاته خارج البلاد، جميع هذه أثارت عاصفة تساؤلات حول صحة الرئيس ولياقته.

وقال موقع فوكاتيف الأميركي إن زعيمة الأقلية في مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، عبرت عن قلقها حيال صحة ترامب وأشارت على عائلته بضرورة أن ينال قسطاً أكبر من النوم.

فقد اعتاد الرئيس الأميركي السهر حتى ساعات متأخرة وميله إلى التغريد على تويتر في كل ساعة من ساعات النهار أو الليل.

وأضاف الموقع الأميركي: “أما آخرون، فقد تساءلوا إن كانت الخطابات والعبارات المفككة والتخاريف التي يتفوه بها الرئيس من آن لآخر تنمّ عن خطب أدهى وأمَرّ”.

 

هل يشيخ الرئيس أسرع؟

 

قام العلماء بدراسة الاعتقاد الشعبي السائد بأن مسؤولية وثقل كاهل الرئاسة يشيب له رأس شاغل المنصب ويشيخ أسرع، فوجدوا أن الرؤساء عادة ما يُعمَّرون أكثر منا جميعاً لو سلموا من الاغتيالات.

يقول أنوبام جينا الطبيب في كلية الطب بجامعة هارفارد وخبير اقتصادات الصحة Health economics، في حديثه إلى موقع فوكاتيف: “ينبغي ألا يفاجئنا هذا؛ لأن الرؤساء عادة ما ينحدرون من الطبقات الاقتصادية الاجتماعية العليا في المجتمع، فهم أثرياء ومتعلمون، ولهذا عادة يعيشون أطول”. وترامب بالطبع ملياردير وُلد وفي فمه ملعقة ذهب وترعرع في كنف الترف والعز.

وقد نشر جينا وفريقه أبحاثهم بشكل مستقل عام 2015؛ أملاً منهم في تعيين وتحديد التأثيرات المحتملة لمنصب الرئاسة على الصحة بدقة عالية أكثر. وفي دراستهم، عقد فريق الباحثين مقارنة بين أكثر من 200 زعيم ورئيس من قادة العالم من 15 بلداً تولوا مناصب القيادة على مدى قرنين من الزمن، وقارنوهم بأكثر مجموعة توازيهم وتناظرهم، ألا وهي مجموعة منافسيهم الخاسرين الذين هزموهم في السباقات الرئاسية.

يقول جينا: “ما وجدناه هو أن من فازوا بالانتخاب لمنصب قائد عالمي، عاشوا ما متوسطه 2.5 عام أقل من نظرائهم الذين خسروا السباق الانتخابي”، وفقاً للموقع الأميركي.

وأشار الموقع الأميركي إلى أن آخرين حاولوا التكهن بحالة ترامب الإدراكية، ففي مايو/أيار الماضي جيّشت مؤسسة STAT لأخبار الطب والصحة جيشاً من الخبراء النفسيين واللغويين لدراسة وتفحص خطابات ومقابلات ترامب التي أجراها في حياته، فاتفقوا جميعهم في الرأي –بمن فيهم مؤيدو ترامب بينهم- على أن أسلوب ترامب في الكلام بات أقل فصاحة وأكثر زيفاً وتبسُّطاً؛ ما قاد معظمهم إلى التكهن بأن في هذه التغيرات نذيراً باضمحلال وتدهور إدراكي.

ويبدو أن المسح الذي أجرته STAT قد جاء بوحي من دراسة نُشرت عام 2015 أشارت إلى أن التغيرات في أسلوب الكلام يمكن استخدامها في تعقب وتتبع تدهور الرئيس رونالد ريغان المعرفي على مدى ولايته التي دامت 8 سنوات قبل التشخيص الرسمي بإصابته بألزهايمر عام 1994.

ولكن أياً من الخبراء رفض المغامرة بالتكهن بأن ثرثرة ترامب وكثرة هذره هما من الأعراض المبكرة للخرف أو أنها بداية التباطؤ الذي نمر به جميعاً مع تقدمنا في السن؟

 

صفات جيدة بترامب

 

وفي مقابل ذلك كله، فإن ترامب يتمتع بصفتين جيدتين؛ هما عدم التدخين وعدم شرب الكحول، فهاتان من أكبر المخاطر الصحية، كما أن أباه عاش حتى عمر 93 عاماً، وبالنسبة لكل اتهامات النفاق التي حصدها من الليبراليين على لعبه الغولف كل نهاية أسبوع (فهذا شيء كان ترامب نفسه يعيبه على سابقه)، فقد أشار جينا إلى أن لعب الغولف طريقة لا بأس بها في تلبية احتياجات البدن من التمارين الرياضية.

وختم جينا بالقول: “أتصور أن ترامب ذا نشاط أكبر من الرجال السبعينيين الاعتياديين، أعني أن الرئاسة مهنة صعبة، تنطوي على الكثير من النشاط”.

ووُلد ترامب في 14 يونيو/حزيران 1946 بنيويورك، وعند بلوغه سن الثالثة عشرة من عمره، التحق بالأكاديمية العسكرية بادعاء أنه كان بحاجة إلى بعض الانضباط.

تزوج ترامب 3 مرات؛ الأولى هي زوجته إيفانا، وهي بطلة تزلج تشيكية، والثانية ممثلة، والثالثة هي ميلانيا عارضة الأزياء.

ويدّعي ترامب أنه لم يحتسِ الكحول قط، رغم أنه سوّق مشروب فودكا كان يحمل اسمه، كما زعم أنه لم يستخدم صرّافاً آلياً قط رغم أنه يعتبر من أباطرة العقارات، ومليونيراً، في حين أعلنت دور الكازينو الأربع التي كان ترامب يملكها إفلاسها، وحتى سن 27 امتلك ترامب 14 ألف شقة.

وترأس ترامب قبل وصوله إلى عرش الرئاسة الأميركية أكثر من 100 شركة، واليوم يدير ابناه الاثنان؛ جونيور وإيريك، هذه الشركات، وما زالا يستعينان بمشورة والدهما المثير للجدل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى