وفاة الجنرال «شوارزكوف».. ثعلب الصحراء

 

altلأنه لم يكن رجلاً عاديًا لم يكن رحيله عاديًا، إنه الجنرال الأمريكي الراحل نورمان شوارزكوف، قائد العمليات العسكرية في حرب الخليج الأولى، والذي قاد التحالف الدولي في عملية عاصفة الصحراء في الكويت التي غيرت اللعبة السياسية في الشرق الأوسط في تسعينيات القرن الماضي، والتي نال منها شهرته على نطاق واسع، فقد اهتمت وسائل الإعلام العالمية، الجمعة، برحيله، كواحد من أبرز العسكريين حول العالم واعتبرته شخصية تاريخية لا تنسى.

وقد اعتبره الساسة الأمريكيون أنه زعيم ملهم وخبير، تركت الـ35 عامًا التي قضاها في عمله كواحد من أبناء الجيش الأمريكي بصمة لا تُمحَى في الجيش الأمريكي وفي البلاد، بل اعتبر وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، ناعيًا إياه، أن قيادته الماهرة في حرب الخليج حررت شعب الكويت وحققت فوزًا حاسمًا لقوات التحالف.

فيما اعتبره جورج بوش الأب أنه «واحد من عظماء القادة العسكريين في جيله، وأنه لم يكن مميزًا من الناحية العسكرية فقط، بل علاوة على ذلك كان رجلاً طيبًا ومهذبًا».

وبحكم منصبه كان يراقب الأنشطة العسكرية في 19 دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا، وتبنى أيضًا استراتيجية للدفاع عن حقول النفط في الخليج ضد الغزو الافتراضي للعراق.

وفي أغسطس 1990، عندما غزا الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الكويت أصبحت تلك الخطط الأساس لعملية «عاصفة الصحراء»، وأيد شوارزكوف، في وقت لاحق، الغزو على العراق في عام 2003 والذي أطاح بصدام.

ولد هيربرت نورمان شوارزكوف في 22 أغسطس 1934، وتخرج في كلية «ويست بوينت» العسكرية، وأُرسل مرتين إلى فيتنام (1965 و1970)، وتقاعد في أغسطس 1991 بعد أشهر من انتهاء حرب الخليج.

وحين احتل صدام حسين الكويت كان «شوارزكوف» قائدًا للقيادة الأمريكية الوسطى التي تغطي المنطقة «الوسطى» في الكرة الأرضية، أي الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا. وبصفته قائدًا لهذه المنطقة قاد الجنرال «شوارزكوف» نصف مليون جندي أمريكي احتشدوا في السعودية وحوالي 200 ألف جندي من قوات التحالف الدولي، وذلك في عمليتي «درع الصحراء» و«عاصفة الصحراء».

وأدى الانتصار العسكري الذي حققه على القوات العراقية، بتمكنه من طرد القوات العراقية من الكويت والسيطرة عليها في غضون أربعة أيام فقط بعد شهرين من الغارات الجوية، إلى تكريسه بطل حرب، وكذلك أيضًا إلى رفع معنويات الجيش الأمريكي الذي كانت أذهان جنوده لا تزال مثقلة بذكريات المستنقع الفيتنامي، لكن بعض المؤرخين العسكريين يأخذون عليه السماح للعراقيين باستخدام مروحياتهم عند نهاية الأعمال الحربية، ما أتاح للنظام العراقي آنئذٍ قمع التمرد الشيعي في الجنوب والكردي في الشمال.

http://www.almasryalyoum.com/node/1343766

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى