بعدا لـ”علماء بنافه” / سيدي علي بلعمش

الزمان انفو ـ
مرغم أخاك لا بطل و جبنا لا جسارة و لا تصوفا، يعيش ولد الغزواني حالة ذل سرمدية ، لا تناسب فحولته التي تجاوزت حدود الشبق في قصص العامة ؛ فهو ميكانيكي دبابات يقوده سمكري (Tolier) منذ أكثر من عقد من الزمن و هو القائد العام للجيوش و يقوده ولد احريطاني و يعصي أمره قائد بازيب و هو من يُعد الآن لتولي رئاسة الجمهورية ليقوده وزيرها الأول ولد عبد العزيز . الحكمة الوحيدة التي عرفها ولد الغزواني من الحياة و يرددها باستمرار هي “موسنا واحد” (سكيننا واحدة) ..

“سكيننا واحدة” هي اعتراف لا أقول ضمنيا بل صريحا بأنهم أجرموا بما فيه الكفاية في حق هذا المجتمع و على كل واحد منهم أن لا يخون البقية لأنهم سيذبحون بنفس السكين إذا خرجوا من الحكم..

لا شيء يخجل الممثل الحصري للدجاج في موريتانيا و قائد جيوشها الباسلة ما دام يجد ظلا لولد عبد العزيز ينهب تحته و يحتمي به.

ولد الغزواني لن يكون رئيس البلاد (بلا صلاحيات) و ولد عبد العزيز لن يكون وزيرها الأول (في نظام برلماني) و لي عنق الدستور لتصميمه على مقاس إجرامهم، لن يتم.

لا شك أن هذا هو السيناريو الذي تعمل العصابة اليوم على تنفيذه ، بعدما فهم ولد عبد العزيز أن بقاءه من عاشر المستحيلات. و هذا بالضبط هو ما عناه الحقير ولد محم خيره بقوله أن “لا رئيس بعد ولد عبد العزيز” .

هذا السيناريو يعني عدة أمور:
ـ ترشح ولد عبد العزيز مرفوض من الداخل و من الخارج، و يستحيل فرضه بأي طريقة أخرى..
ـ كان من السهل أن يرشحوا ولد الغزواني بعد تقاعده، من دون فبركة القضية بهذه الطريقة المرفوضة؛ لكن ولد عبد العزيز لا يثق في ولد الغزواني “حتى لو كانت “سكينهم واحدة”. .
ـ جرائم ولد عبد العزيز ضد الوطن و ضد الشعب و جرائمه في الخارج المسكوت عنها حتى الحين، أكبر و أخطر من أن يتم تجاوزها في اتفاق مع المعارضة و بقية الشركاء السياسيين.

و سيفهم ولد عبد العزيز و عصابته بعد حين، أن ترشحه كان أسهل من هذا السيناريو الهوليوودي :
اعتقاد هذه العصابة المجرمة أن كل شيء ممكن في هذا البلد هو اليوم مربط فرس الصراع الأهم من كل نتيجة :

ـ أي مساس بالدستور في ظرف مضطرب كهذا ، هو إعلان حرب على الشعب الموريتاني..
ـ أي محاولة تجاوز للدستور هو احتقار متكرر لهذا الشعب ، لن نقبل أن يتم بأي طريقة..
و على من لا يستطيع أن يخضع لهذين الأمرين أن يستل أسلحته من الآن و يطلق النيران على شعبنا.
الانتخابات النيابية و البلدية ، لم يتم تزويرها بل تم توزيع نتائجها مسبقا و تكليف الاتحاد من أجل نهب الجمهورية بإخضاع نتائج التصويت لها ؛ فلا لجنة تزوير الانتخابات كانت معنية بإدارة الانتخابات و لا وزارة الداخلية و لم يسمح بأي رقابة من الخارج و لم يسمح للمجتمع المدني بأي مستوى من المشاركة..
كانت هذه الانتخابات نهاية فاصلة، جاءت في وقتها، لقيام أي انتخابات في موريتانيا من دون مراجعة كاملة لمسطرة شروط إعداد انتخابات نزيهة و شفافة . و من المؤكد اليوم أنه لا يمكن و لن يمكن أن يتم الاتفاق مع هذه العصابة على إدارة عملية الانتخابات المقبلة.

أما الانتخابات الجهوية فهي غير شرعية أصلا و زادها نفاس الفوضى و التزوير..

يتجه البلد إذن، إلى مواجهات عنيفة لا فكاك منها إلا بانقلاب عسكري ، لا يريد أصحابه الحكم و لا يريدون غير مصلحة بلدهم . و مخطئ من يعتقد أن ليس في جيشنا رجالا من هذا الطراز الرفيع.

و يعد ولد عبد العزيز زوبعة أخرى من خلال ملف التطرف و الاسلاميين و يعد مغامرة أكبر و أخطر في أزواد ، ستمس كل بلدان المنطقة و لا خطورة أي شيء من هذا كله و لا انعكاساته المدمرة على الشعب الموريتاني يهم ولد عبد العزيز إذا كان سيبقيه في الحكم ..

ـ لقد تهت حقا يا حمدن ولد التاه في بيان رابطتك المأجورة و تصريحاتك المشينة ، غير المتناسبة مع عمرك و مكانتك العلمية و أمانتك الربانية..

ـ ما كفاك يا ولد لمرابط أنك لم ترابط يوما في جبهة حق .. أما كفاك أنك تعيش براتب حرام لم تستحقه يوما بنطق كلمة حق في وجه سلطان جائر؟

ها أنتم ترغموننا اليوم على مواجهتكم و لأننا لسنا عبدة أوثان ، تخطئون كثيرا إذا كنتم تعتقدون أن مناصبكم و مكانتكم التي كنتم أكثر من فرط فيها، ستجعلنا “نتيه” بين الحق و الباطل أو “نرابط” في صفوف تدمير بلدنا و أمتنا و رسالتنا الربانية. “أقول إني أعيذ ذا العقل والفهم السليم الذي يرى ويسمع تعليمي و إرشادي أن يظن أو يتوهم أني أسلم أو أرضى بما هو مخالف لشريعة الإسلام من القدح في شخص ولي أمر المسلمين والطعن في ولايته، بل الذي أراه هو الدعاء الصالح له وتأييده في ميدان درء المفاسد وجلب المصالح وفق تعاليم شريعة الإسلام، وفق الله الجميع لما فيه رضاه”
و نحن نعيذك يا ولد لمرابط من المرابطة في حلف الشيطان و التمادي في استخدام الدين لمصالحك الشخصية و تركيب البلهاء الحقراء على المسلمين بلا بيعة و لا عرف و لا انتخابات و لا أي وجه حق آخر: أنتم اليوم دعاة فتن .. أنتم اليوم محرضون على الفتن.. أنتم اليوم صناع الفتن .. أنتم اليوم تمارسون الإفتاء السياسي باسم دين بريء منكم و من أهواء أنفسكم و من مشروع تحكم عصابة الحرابة التي تدافعون عنها باسم أولياء أمور المسلمين؛ كبرت كلمة تخرج من أفواهكم.. نحن من يعيذك يا ولد لمرابط من التحريض على قهر المسلمين و إذلالهم و تشريدهم و قتلهم من أجل بقاء عصابة حرابة خارجة على القانون و الشرع و رافضة لأي احتكام إلى العدل و الإنصاف و ليس فيكم من لا يعرفها و يدركها ؛ إذا خالف الدستور (و هو عقد اجتماعي وثيق) هواه غيره و إذا دخل انتخابات زورها و إذا سدت عليه الأبواب ركب دبابته و انقلب على الجميع : ما هو الفرق عندكم بين ولي أمر المسلمين و المحتل لهم؟ بأي حق تصفون ولد عبد العزيز بولي أمور المسلمين. .

لقد أهين الدين و هانت حقوق المسلمين ليهنأ حمدن و ولد لمرابط و سماسرة الدين ؛ فليكن الله للشعب الموريتاني البريء و هو نعم المولى و يتولى ولد التاه و ولد لمرابط و شلتهم ولد عبد العزيز و ليحشرهم الله معه يوم القيام بما اقترفت أياديهم من إثم في حق هذا البلد الطيب و الشعب البريء.

لقد تجاوزتم حدودكم في التملق و النفاق و التخلص من أمانتكم و لن نزيدكم على ما اخترتم لأنفسكم ، نجانا الله مما ابلاكم ة و ألهمنا الحق و القدرة على الدفاع عنه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى