مجد الجيش في أن يظل جيشا

الزمان انفو –
سيدي علي بلعمش
****************************************

لست ممن يتقربون إلى الجيش الوطني بالبطولات المزيفة و الأمجاد المكذوبة و لست ممن يحملونه أخطاء العصابات التي حكمت البلد باسمه و دمرته باسمه و استعبدت أهله باسمه ..
و بين هذا و ذاك ، أعترف بأن في الجيش اليوم نخبة حقيقية من خيرة أبناء البلد تكوينا و وفاء (لا سيما ما بين رتبة النقيب و المقدم) .
و لم يعد سرا يمكن إخفاؤه أن جيشنا تم إذلاله و احتقاره منذ إنشاء مليشيات العصابة (بازيب و ما يسمونه قوة أمن المطارات بقيادة ولد احريطاني و مليشيات صوغو فارا) حيث تم الإنفاق على هذه المليشيات بسخاء استثنائي و تزويدها بآخر أجيال السلاح و أصبحت خارج الإلزام بالتبعية للقيادة العامة للجيوش و تم العبث بسبب تدليلها ، بهرم الرتب و الأوامر : لقد عانى جيشنا لفترة طويلة من إذلال حقيقي لم تكن تخفيه وجوه الغيورين عليه من أبنائه المنبوذين داخل المؤسسة و المهمشين فيها ..
لقد أصبح الولاء لولد عبد العزيز أهم من الولاء للوطن و قاد جنرالات باكوتي هذا التوجه و نفخوا فيه و حولوه إلى واقع ، يختار طريق المآسي كل من لا يخضع له..
مثل هؤلاء الجنرالات (و ليس من بينهم من يستحق رتبه) يمثلون أكبر إحراج للجيش و أكبر إهانة لضباطه السامين خريجي أكبر الكليات العسكرية و حاملي أكبر الشهادات باستحقاق و امتياز ..
إذا كانت مهمة الجيش هي حماية الحوزة الترابية من كل ما يهددها ، فمتى يتحرك في موريتانيا بعدما أصبحت على حافة منزلق ، لن يجدي تدخله إذا انهارت مشارفه المتآكلة؟
ستكون الأشهر القادمة مرحلة مواجهات ساخنة بين الشعب و عصابة الحرابة التي دمرت و نهبت كل شيء و تحاول اليوم البقاء لتفادي ملاحقتها القانونية ؛ و ليس من بيننا من يختلفون على هذه الحقيقة..
فهل سيكون من حقنا أن نطلب من جيشنا تحمل مسؤولياته الوطنية ؟
و إذا لم يتحمل الجيش مسؤولياته هل سيظل من واجبنا احترام خصوصيته و قدسية مهمته؟
لم يعد تنازل الجيش عن مسؤولياته و احتفاظه بقدسيته ممكنا ، فليختر أو نختار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى