غيثي ولد اعل الشيخ ولد امم/” التصوف وقاية من التطرف “

alt

اختتمت الإثنين الماضي فى مدينة أطار عاصمة ولاية آدرار شمال ، الأيام الثقافية التى نظمتها دائرة “أعل الشيخ ولد أمم”” تحت عنوان ” التصوف وقاية من التطرف “.

“”الأيام “”التى انطلقت الحمعة 22 فبراير الجاري واستمرت على مدار أربعة أيام ، شكلت مناسبة وفرصة للعديد من الشخصيات الوطنية والمحلية لمتابعة عروض ومحاضرات وسباقات للخيل والهجن أثارت كلها حماس الجماهير وشدت الإنتباه .

ولعل نوعية الحضور التي شملت رؤساء ووزراء وقادة أركان سابقين، ومنتخبين وسلطات إدارية مركزية ومحلية وشخصيات سامية من صفوة العلماء والفقهاء وأصحاب النفوذ وتجار ومثقفين ومفكرين … لعل كل ذلك لم يشكل نقطة استقطاب المراقبين والجمهور الكبير الذي واكب مختلف الفعاليات ، إذا ماقورن بمستوى الإهتمام الذي فرضه تميز نسخة 2013 من الأيام الإرشادية الثقافية الرياضية للرابطة ، هذا التميز الذي تمثل فى عرض وثائقي نادر بل هو العمل الإعلامي الوحيد حتى الآن الذي يلقى الضوء على معالم طريق حضرة الشيخ العارف بالله رمز الفضائل والمكارم والأخلاق اعل الشيخ ولد أمم ، هذا الوثائقي الذي بين معالم ظهور هذه الحضرة المباركة والتي يأمها الناس اليوم من مختلف بقاع العالم ، معالم تبلورت عبر أربع محطات رئيسية

محطة مولد العبد الصالح فى شنقيط وقد تحدث عنها أعيان هذه المدينة التاريخية أمثال عبد الرحيم ولد الحنشي ومحمدو ولد أبنو ـ كلاهما وجيه ونائب برلماني وعمدة سابق ـ فى مقاربة رائعة لكرامة الولي قبل وأثناء المولد .

أما المحطة الثانية فقد تمثلت فى نشأة الشيخ وصحبته لوالده الشيخ محمد المامون ولد الشيخ محمد تقي الله الملقب أمم دفين انتيد ، وهنا خيم تعاطف الجمهور مع “الإبن المريد ” الذي لم يشفع له تفرغه لحفظ القرآن الكريم والمتون المتداولة فى حضرة شيخه وأبيه دون أن يكلف بمختلف المهام الشاقة بل وينتدب لكل معضلة عزت على الرجال ، ولكن اهتمام شيخه به واعطائه إياه وقتا خاصا ينهل فيه من مكنون أسرار الفيض الرباني وخوارق العلم الوهبي الصمداني ، شكل وقودا قاد المريد إلى مناجاة ربه قائلا : رب اجعلني واصلا متصلا إليك قابلا عليك مقبلا

وقد أوتي سؤله ففى المحطة الثالثة التى وصفها القائمون على اعداد الوثائقي النادر بمرحلة التميز ، وعلى هضبة وادي آمديرـ وبعد أن انتقل أمم إلى رحمة الله ـ واصل الولي الكامل والعبد المنيب اعل الشيخ ولد أمم تفرغه لعبادة الواحد الأحد منعزلا عن الأضواء انعزالا لايزال يشده إليه حب التفرغ للعبادة لولا أن أفئدة الناس قد آوت إليه وعلى يديه جرت الأقدار بمصالح العباد والبلاد ،

ولعل هذا ما يفتح الباب أمام المحطة الرابعة ، حيث الصورة الكاملة ـ فى ظاهر الأمر ـ لحضرة هدا القطب الذي حارت عقول الناس فى مايتداوله القاصي والداني من حكايات لكراماته الإلاهية ، فصح فيه قول الشاعر فى القوم ـ آل الشيخ محمد فاضل ـ

متى تر من بني مامين شخصا سمحت له بممحوض الوداد

ترى نور الهداية شع منـــــه فتنبثق المحبة فى الــــــــفؤاد

قوم سلكوا بالفقه المالكي تعاليم شريعة الإسلام ، واطمأنت فى العقيدة الأشعرية قلوبهم للإيمان ، وارتقوا بالتصوف أعلى مراتب الإحسان ، تصوفا سبروه من تاء التقى ، وصاد الصفاء ، وواو الوفاء ، وفاء الفناء فى الله .

فشكلت هذه الصورة الناصعة للتصوف مجالا خصبا لمحاضرات الفقهاء وتدارس العلماء خلال الأيام المنظمة من طرف الرابطة ، ومنها انتحل الشعراء والأدباء أحسن الكلام المقفى فى أماسي الليالي البيض من شهر جمادي الأولى ، وعلى رسل الصورة الناصعة لهذا الحضن الصوفي الناصع جرت الإبل والعاديات فى سباق الإمتثال ” علموا أبناءكم الرماية والسباحة وركوب الخيل .

وكان للشباب القادم من العاصمة انواكشوط النصيب الأوفر من الجوائز حيث حصدوا فى سباق الخيل

الأولى مليون أوقية (1.000.000)

الثانية خمس مائة ألف أوقية (.500.000)

الثالثة ثلاث مائة ألف أوقية (300.000)

الأولى فى سباق الإبل مليون أوقية (1.000.000)

ورغم ذلك حاز المشاركين المحليين مجمل جوائز القرآن الكريم وهي تفوق سابقاتها من حيث القيمة والأهمية ، بالإضافة إلى الجوائز المتبقية خاصة فى سباق الإبل ,

وتنتظر الجماهير الغفيرة من حين لآخر أن تطالعها القنوات الوطنية و الدولية بمزيد من تغطية هذه التظاهرة المتميزة عرضا وشكلا ومضمونا .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى