أين الإطناب في مطالب شعبنا اليوم؟ / سيدي علي بلعمش

الزمان انفو ـ

كأننا سلعة رخيصة في السوق السوداء لآخر معاقل النخاسة، يتساوم و يتخاصم في مصيرنا اليوم عزيز و غزواني في صفقة تراضي ، ليس من حقنا الاضطلاع على تفاصيلها و لا العلم بملحقاتها:
بكلماته المشبعة جهلا و عباراته المتقاطرة حقدا، يصفنا عزيز بـ”اشعيبي مخزي من المنافقين”، متناسيا أن حقارته هي التي جمعت أمثاله من حوله لتملأ عينيه عن رؤية نبلاء المجتمع و أوفيائه و كرمائه و مثقفيه و شعرائه و علمائه و خبرائه و أفذاذه..
و بعباراته الممجوجة ما زال ولد الغزواني يلوك علكة تردده ليقرر ما يراه هو مناسبا ، لا ما يريده الشعب و لا ما يستحقه و لا ما يحق له.
تجاوزا للشرع و القانون و الملل و الأعراف ، يبطش ولد عبد العزيز في ثروة بلدنا بأقل وخز من إحساس أو مسؤولية..
و تجاوزا للشرع و القوانين و الملل و الأعراف و الواجبات و التعهدات و الالتزامات المنطوقة و الضمنية و الإيحائية ، يتلاعب ولد الغزواني بمصير شعبنا و بلدنا ، بلا شريك في الرأي و لا خوف من حساب و لا عقاب..
و لأن أغبياء البلد و متزلفيه و جهلته هم أصبحوا من يديرون دفة الحياة على أرضنا ، أصبح من واجبنا (في فتاواهم و مواعظهم و حكمهم و إنصافهم و منطقهم الإنساني الراقي ) أن ننتظر ما سيفعله فخامة الرئيس لنحكم عليه و أن علينا ما دام لم يفعل شيئا أن لا نحكم عليه بالفشل أو الانحراف أو التقصير..!!
من المفارقات اليوم أن ما تعانيه موريتانيا هو الفساد : الفساد المالي ، الفساد الإداري، الفساد الأخلاقي، فساد التعليم، فساد الصحة ، فساد الأدوية ، فساد المواد الاستهلاكية، فساد التجار، فساد الموظفين، فساد العقليات (…) و رئيس إجماعها المصلح ، المنزه ، المتربي في روضة من رياض الجنة ، يمنع مرور كلمة فساد على لسانه..!!!
إلى متى نسير في هذه الدوامة المذلة؟
إلى متى يفهم رؤساء موريتانيا أن هذه الأنماط من الحكم لم تعد موجودة على وجه الأرض في غير بلادنا؟
متى ستكون موريتانيا دولة إذا ظل حكامها في حل من المساءلة و المعاقبة و المشاورة و المشاركة في الرأي؟
لا نطلب من ولد الغزواني اليوم سوى تقديم المتهمين بالفساد و الإفساد للمحاكمة؟
فهل نحن فعلا أغبياء “كما يقولون”؟
هل هذا من حقنا ؟
هل هذا من واجبه؟
و إذا كان من حقنا و من واجبه ، لماذا يكون موضوع جدال؟ لماذا يكون موضوع خلاف؟ لماذا يكون موضوع نقاش؟ لماذا يكون موضوع تسويف؟ لماذا يكون موضوع اجتهاد؟ لماذا يكون موضوع انتظار؟
هل يمكن حقا أن يعتقد غزواني و نظامه اليوم أن الشعب الموريتاني سيقبل أن تظل ثرواته مهدورة على أيادي عصابات أنذال تحتمي في النفاق للأحكام المهزوزة؟
ما معنى تمسك نظام “رئيس الإجماع الوطني” بهذه العصابات المدمرة في مناصبهم ؛ وزراء، أمناء عامون، مدراء، مستشارون(…) ؟؟
هل يعي ولد الغزواني أن الأمناء العامين (و الأمين العام هو دينامو أي مؤسسة) في عهد ولد عبد العزيز(و لأسباب احترافية في النهب)، ليس من بينهم واحد (واحد فقط) يستحق أن يكون رئيس مصلحة في مؤسسته؟
يبدو واضحا أن النظام الجديد لم يلاحظ حتى الآن أن ما كان يمكن أن يحصل في الأسبوع الماضي لم يعد ممكنا في هذا الأسبوع: لقد تفرس الشعب الموريتاني. و إذا لم يتدارك النظام الأمر سيتمرغ في غضب الشارع الموريتاني و لن يستطيع مواجهته ، لا بالقوة القهرية و لا بالمفاوضات التسويفية.
ليس من بين مطالب الشعب الموريتاني اليوم أي تعجيز
ليس من بين مطالب الشعب الموريتاني اليوم أي قابل للتأجيل :
ـ حل هذا البرلمان القاصر ، الخائن، المزور، العاجز ، المخجل…
ـ إعادة مجلس الشيوخ (المؤسسة الوحيدة الخارجة عن سلطة الرئيس و الضامنة لأقل قدر من توازن في الحكم، و لو شكليا) و ليجدده بيوم واحد بعد اعتماده إن أراد.
ـ تنظيف الإدارة من المفسدين
ـ إعادة صلاحيات المسؤولين و احترام الإدارة
ـ إعادة هيبة الدولة من خلال احترام قوانينها و مصداقية التزاماتها و تخصصاتها
ـ فتح تحقيقات جادة و ذات مصداقية في قضايا الفساد الكبرى : سونمكس، إينير، المطار، اسنيم، الموانئ، اتفاقيات الصيد، اتفاقيات المعادن، رخص التنقيب، ظاهرة المصارف الأسرية، صفقات التراضي، جريمة الشيخ الرضا المحمية من قبل الدولة (…)
ـ على ولد الغزواني أن يفهم أننا لن نقبل أن نكون دولة المجرم عزيز : يجب إحراق هذا العلم المشؤوم و إلغاء هذه الأغنية المصرية النشاز في كلماتها و ألحانها و آلات عزفها و أسبابها …
ـ على النظام أن ينشر الجيش و الدرك و الحرس و الشرطة في كل شبر من العاصمة حتى يجتث هذا الإجرام الأعمى الذي عمل ولد عبد العزيز على تنميته و حمايته طيلة فترة اختطافه للبلاد ، لإرهاب المجتمع و إلهائه عن جرائمه.
ـ على النظام أن يهد أوكار الجريمة على رؤوس أصحابها : لقد أصبحت موريتانيا كولومبيا أخرى ؛ السطو المسلح في وضح النهار، الاغتصاب ، الاعتداءات على أعراض الناس ، القتل اليومي، التحايل، النصب، الابتزاز (…)
فما فائدة هذا الجيش و الأمن الذي لا نراه إلا حين نطالب بحقوقنا المهدورة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى