ولد بوعماتو رغم تسهيلات ولد غزوانى يثير الزوابع فى وجه النظام

كتب عبدالفتاح اعبيدن:

الزمان أنفو _

من المثير للغضب، أن البعض يحتسب أن وظيفة الرئاسة فى موريتانيا و قيادة هذا الوطن،مجرد لقمة مستساغة و تجارة سهلة المنال،تباع و تشترى،و لعل محمد ولد بوعماتو،من فريق مغرور من تجار موريتانيا،يتصور أن الوصول لدفة حكم الجمهورية الإسلامية الموريتانية،مجرد نزهة و حملة تصرف فيها بضعة مليارات من الأوقية،ثم يتوج بعدها المترشح رئيسا،يصول و يجول و يتصرف هو، أو مرشحه بالوكالة،كما يشاء!.
إن الأمر أصعب و أدهى و أكثر تعقيدا و منعة،من هذه النظرة التبسيطية، لأمر كرسي الحكم فى موريتانيا.
فنحن هنا فى موريتانيا،نعانى من تحديات سياسية متنوعة،منبعها كثرة الخلافات و تشعبها بين طبقة ساستنا المدنيين،و من أسباب ذلك تخمر القبلية و الجهوية و الحساسيات العرقية و الشرائحية،و ربما لا يصلح لوظيفة الرئاسة فينا، سوى شخصية وازنة متمرسة،لقيت التربية العسكرية و عايشت المهام الأمنية، و الوسط السياسي بمختلف مستوياته.
أما طموح أي مدني لوظيفة الرئاسة، فى الآفاق الراهنة و حتى المنظورة ،و لسنوات قادمة مديدة،فلا أظنه مأمونا،اعتبار لتلك الوضعية السياسية و المجتمعية الهشة،و طبيعة الإقليم و تجاذباته،التى لا يمكن أن يتعايش معها إلا نظام سياسي متماسك،مسنود عسكريا و أمنيا بامتياز،و مدعوم من قبل التيار الغالب،من الشعب الموريتاني المسلم المسالم،و تلك فى الوقت الراهن،مواصفات نظام صاحب الفخامة،الرئيس الحالي و المستقبلي، بإذن الله،محمد ولد الشيخ الغزوانى،الذى ينبغى أن ندعمه من منطلق هذا الوعي الشرعي و السياسي و الواقعي،نشدانا و حرصا على الاستقرار و التنمية.
و قد لا يعنى هذا إهمال النصح و التوجيه الجريئ الودي، لصالح هذا النظام الغزوانى،قيد التشكل،و إنما الجمع بين الموالاة و النصح المتوازن.
أما طموح ولد بوعماتو أو غيره، لحكم البلد،بعقلية “الكعكة المستباحة”،فقد يكون مرغوبا فى نظره أو غيره،لكن عوامل متضافرة متنوعة،ستمنع باستمرار،تلك الرغبات المرضية الجامحة،الناجمة عن الأنانية المفرطة و جنون العظمة الوهمية، الخادعة.
و رغم أن الرئيس، محمد ولد الشيخ الغزوانى،حل لولد لولد بوعماتو و بعض المستهدفين معه، مشكلة منفاهم و إقصائهم،إلا أن ولد بوعماتو يثير الزوابع و الخلافات العقيمة،التى قد تشوش فعلا على أجواء الانسجام الراهن.
فمتى يأخذ ولد بوعماتو العبرة من ماضيه،قبل تلغيم حاضره المهزوز المضطرب؟!.
و تفاديا لثقة السيد الرئيس، محمد ولد الشيخ الغزوانى الزائدة، فى ولد بوعماتو،أذكر رئيسنا أن ولد بوعماتو سنة 1994،لم يكن يملك من المال ما يكفى لتفعيل رخصة بنكه GBM،الذى عمل المرحوم،شقيق معاوية،أحمد ولد الطايع،على استخراجها،و فى سنة 2005 خرج الملياردير المشبوه،من تحت عباءة الرئيس الأسبق معاوية،و هو يملك مئات ملايين الدولار،لكن هذا لم يمنعه لحظة واحدة من الانقلاب على الرئيس معاوية و ذويه!،و الترحيب و الدعوة بصور مختلفة لاستهدافهم و التضييق عليهم!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى