سجال ولدمحمدي وولد الشيخ سيديا

القصة المنقولة عن الوسيط في تراجم أدباء شنقيط ل محمد الأمين الشنقيطي:

الزمان أنفو _
“….وما وقع بينه وبين سيدي محمد بن الشيخ سيدي رحمهما الله، ذكره اكثر منه. كان محمد هذا رحمه لله في غاية الآداب، ولا يلاحى الناس، ولم تزل الفتن تقه بواسطة أهل الوشاية، ونقل الأخبار على غير وجهها، فاتفق أن أحد الأدباء من تلامذة الشيخ سيدي، أنشد أبياتا لسيدي محمد المذكور وأولها:
يا معملين قلاصا حاكت الحرفا … صارت وصارت لها أنواعه حرفا
فتوقف محمد المذكور في جمع حرف على حرف، وهو في الحقيقة غير مقيس، ولم ينكر، فابلغ ذلك الأديب سيدي محمد المذكور، أن ابن محمد لحنه، فكتب إليه:
يا منكرا جمعنا حرفا على حرف … لتتئد لا تكن للمرتمي هدفا
إنكار من ليس يدرى اشدد به غررا … إذ هو من جرف الألحان فوق شفا
ينهار من هذر والصمت يثبته … والفر قبل اللحاق للجبان شفا
لو خضت لجة قاموس وجدت به … درا جلا جلوه مصباح الدجى السدفا
حرف الكدى لا سزاه جمعه حرف … وزانه عنب والجمع قد عرفا
ثانيه طل ولم يجمع على فعل … فعل سوى ذين قد كانا به اتصفا
والعلم ذو كثرة في الصحف منتشر … وأنت يا خل لم تستكمل الصحفا

فلما وصلته الأبيات، استغرب ذلك، لأنه لم يتكلم بما يمس كرامة صاحبها، فأمر رجلا كان معه أن يكتب، فأملى عليه ارتجالا أربعين بيتا في ذلك البحر والروي. وكان يملي بيتا فيكتبه بسرعة، فيأتي بغيره قبل تمام نسخه. ولما بلغت باب
المتقدم الذكر، محا بعضها وأقسم عليه أن لا يتفوه به، حفظا لكرامة ابن الشيخ المذكور. والقصيدة هذه:
منى إلى ابن كمال الدين من خلفا … بين الورى أحمد المختار والخلفا
أزكى سلام يحاكي حسن سيرته … وطيب شيمته لا روضة أنفا
سيدي قطب رحا أهل المعارف من … أمسى يجدد رسم الدين حين عفا
ما زال مذ عقدت منه الإرار يد … صبا مشوقا بأبكار العلى كلفا
فنال منزلة تعلو السعود إلى … أن صار للناس من داء القلوب شفا
اعلم أيا خل أني لست حاسد كم … وأن مني لكم محض الوداد صفا
لا تسمعن ما وشى بعض الوشاة به … واسمع مقالي فليس الأمر ما وصفا
إذ قد حكى البيت راويه على حرف … فقلت مستفهما لا منكرا حرفا
وهل سمعتم بحرف جمعه حرف … قد كان ذاعن قياس الجمع منحرفا
ما كان من شيمتي نكر على أحد … يأبى لي النكر طبع منه قد أنفا
ولا مجاناة أرباب الجفا شغلي … مثلي إذا ما جفا حلف الجفا صدفا
وإن أتى صائلا ذو الضعف يوعدني … فالله يعصمني من صولة الضعفا
قد سره جريه في الفقر منفردا … فظن سرعته فيه وقد دلفا
أقصر بطرفك لا تطمح إلى به … فشأن من ليس يدرى الجري أن يقفا
ومن يخض لجة القاموس ليس له … فلك تقيه من الألحان قد تلفا
أهدى إلى من الأشعار مضحكة … للخلق أودعها من لحنه كسفا
إذ صير الهمز همز القطع متصلا … وقال جلوي وجلوا ثم ما ألفا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى