قصة لوستيج الشهير “بالرجل الذي باع برج إيفل”

altتحول فيكتور لوستيج الشهير “بالرجل الذي باع برج إيفل” إلى مادة خصبة للحوار وتبادل المعلومات عبر عشرات من صفحات الأعضاء على موقع فيس بوك، والمناسبة خبراً نشرته مجلة “هوليوود ريبورتر” عن تحويل قصة النصاب الساحر إلى فيلم جديد يلعب بطولته النجم براد بيت .

اهتمت النقاشات بشخصية الرجل الذي يجهله كثيرون لرحيله مبكراً (1947) وبدلاً من الحديث عن العمل السينمائي اتجهت لمحاولة التعرف إلى شخصه خاصة أن أفكاره للنصب كانت “سابقة لعصرها” حتى لقب “بالنصاب عابر البحار” لتوزع ضحاياه بين نيويورك وواشنطن .

أول عملية للوستيج كانت بيعه صندوقاً صغيراً قال عنه للزبائن إنه ماكينة طباعة نقود يمكنها نسخ 100 دولار خلال 6 ساعات، واقتنع الطامعون ووافقوا على دفع مبلغ كبير من المال نظير شراء الصندوق ليكتشفوا بعد ذلك أنه يطبع أوراقاً بيضاء بعد نفاد مخزون الأوراق ذات المئة دولار التي وضعها بداخله .

أما أشهر عملياته فكانت بيعه لبرج إيفل في العام 1925 بعد خروج فرنسا من الحرب العالمية الأولى . استغل لوستيج مقالاً بإحدى الصحف يناقش مشاكل المدينة ومنها برج إيفل الذي يحتاج إلى ملايين الفرانكات لطلائه وإجراء عمليات إصلاحه داخلياً . وروج لوستيج بعد ذلك إلى شائعة مفادها أن البرج على وشك الانهيار مستغلاً المقال الصحفي، وزور بطاقة عمل ادعى فيها أنه نائب مدير عام وزارة البريد والتلغراف، ودعا ستة من كبار تجار المعادن إلى اجتماع سري في فندق كريلون وهو احد فنادق باريس العتيقة، رفيعة المستوى .

لم يساور الحاضرون شكاً في الرجل الذي كان لبقاً، ساحراً، يتحدث عدة لغات بطلاقة، وأخبرهم أن الحكومة تعتزم بيع البرج سراً حتى لا يتسبب هذا الخبر في إثارة المشاكل والبلاد مازالت تعاني آثار الحرب، وبعد اصطحابهم في جولة إلى البرج الذي كان يعرف كل شبر به، سألهم إذا كانت لدى أحد منهم الحماس لشرائه على أن تقدم العطاءات سريعاً وفي سرية كاملة له شخصياً .

استهوى العرض احد التجار المغمورين ويدعى أندري بويسون ورغب أن تضعه الصفقة في دائرة الشهرة، وعلى الرغم من الشكوك التي ساورت زوجته في الأمر إلا أنه لم يستمع لها، وسارع بتقديم عرضه ودفع عشرات الآلاف من الدولارات التي تسلمها دان كولينز سكرتير النصاب لوستيج وغادرا فوراً إلى فيينا .

وعندما اكتشف بويسون أنه راح ضحية عملية نصب، فضل ابتلاع الإهانة وعدم إبلاغ الشرطة خوفاً من الإذلال والفضيحة وأن كان عانى بعدها أزمات قلبية متتالية قضت على حياته .

بعد أشهر عدة عاد لوستيج إلى باريس محاولاً تكرار نفس العملية مع تجار آخرين ونجح بالفعل في اصطياد احدهم والحصول على أموال طائلة منه، إلا أنه أبلغ الشرطة التي فشلت في إلقاء القبض عليه .

اختار لوستيج التوجه إلى مدينة نيويورك لممارسة نشاطه هناك، وبعد عمليات تزوير ونصب ألقي القبض عليه وحكم عليه بالسجن 20 عاماً وقضى بالسجن عام 1947 .

 

نقلا عن صحيفة “الخليج”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى