لمن أراد أن يعلم ويتفهم بحسن نية/عبدالفتاح ولد اعبيدنا

من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم:

الزمان أنفو- السيد الخال الفاضل المحترم حفظك الله و رعاك.

حرصت على التنبيه لبعض المرويات شبه المتواترة،و من وجه آخر كان مالك بن أنس،رحمه الله،إمام المدينة هنا،يعتذر عن نفسه ،و أجدد لكم التحية و التقدير و أرجو من الله أن يديم صلتنا فيه،و أما كلامكم عن بعض تفاصيل الصوتية محل الجدل،فقد قيل قدما “الشيطان يكمن فى التفاصيل”،فأعود بالله من الشيطان الرجيم،و أستعيد بالله منه.
و لا أظن مطلقا فى كلامي أي وجه للتوهم بالاستهداف لأي كان،لورود الكلام فى سياق جدل سياسي و انتخابي محلي ،لا وجه لارتباطه بالتشكيك ،فى نسب علوي رفيع متواتر،و ما سوى ذلك على منحى العرب العاربة و المستعربة ،كما هو معروف فى تاريخ العرب من أيام ورود إبراهيم ،عليه السلام بولده إسماعيل ،عليه السلام و أمه هاجر،رضي الله عنها،مأمورا بتركهم فى واد غير ذى زرع،و قدر الله و ما شاء فعل ،من انبلاج فجر النبوة الخاتمة،محمد بن عبد الله،من ولد إسماعيل تسلسلا،متقلبا بين الأطهار،و من قبل ذلك أحداث عظيمة ،من انفجار بئر “زم زم” بعد السعي بين الصفا و المروة ،و بناء الكعبة لاحقا،و قبل ذلك أمر الذبح و الفداء بكبش،ظل من بعد ذلك نسكا إلى يوم يبعثون.
فالأحداث و الأنساب محرجة فى بعض أوجه نقاشها و تمحيصها،لكن التاريخ يفهم فى سياقه،و لا مجال للتنافر مطلقا بين أخ شريف بزولي ،ينتسب للدوحة النبوية المقدسة،و بوجه خاص للحسن،لأبيه علي ابن أبى طالب،و لأمه فاطمة الزهراء،ابنة جدي،خير الخلق طرا، خاتم الأنبياء و المرسلين،عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم،و آخر علوي من ذرية آل البيت أيضا،من ذرية علي،عليه السلام،من غير ولديه ،رضي الله،من فاطمة ابنة،رسول الله،صلى الله عليه و سلم.

أخوان صنوان فحسب ،و لأمهما الكنتية،ميجه،رحمها الله،و هي التى جمعت بيننا ،أحياءً و أمواتا،حتى اشتهرت فى أطار ،غرب المدينة،على الطريق الرابط مع أزوكى،مدفن “أولاد ميجه”علما.

فرحم الله،أحمد و لد شمس الدين ،الشريف ،و أخيه لأم ،الشريف العلوي،ولد عبد المؤمن الشنقيطي الأصل ،و الموطن و منطلق المهجر القريب،المشترك مع أخيه المذكور،أحمد ولد شمس الدين،رحم الله الجميع،بينما اختار محمد فاضل،أخو أحمد لأب،التوجه للاستقرار و التعمير بأوجفت الصلاح و العلم و النخيل المبارك،على غرار أطار،شبرا بشبر،و ذراعا بذراع،ما شاء الله.

و لله الحمد و المنة،على هذه الصلات و الروابط الرحمية العميقة،التى ستبقى رحمة و مودة،مادامت السماوات و الأراضين،بإذن الله،على نهج واحد أوحد،قوامه التعايش و الصبر لذوى الارحام،و مهما اختلفت أو تناغمت لغة التعبير المتشنج أو الهادئ مع هذا المعنى التاريخي الراسخ الإيجابي.

فالمقصد واحد،غير قابل للتوظيف السلبي،ظاهرا أو باطنا،إلا عند من لا يعرف عمق الصلة و المودة،اما التفاضل نسبا فى الارتباط بسيد الوجود ،عليه السلام،فجوابه اختصاراو إيجاز،فى الحسم و القطع فى أمر شرف ذرية علي ،رضي الله عنه،من غير فاطمة الزهراء،و هذا جدل علمي مشروع،أرجح فيه على الأقل ،قياسا من باب أحرى،تأكيد شرف الجميع،و مع لزوم الاعتقاد فى حكمه ،صلى الله عليه و سلم،”سلمان منا آل البيت”.

فكيف نشكك فى أن عليا و ذريته كلها،من آل البيت،لله الحمد و المنة،و عموما و اختصارا أيضا،نذكر بحديثه،صلى الله عليه و سلم،من أبطأ به عمله،لن يسرع به نسبه.

و ختاما أسلم عليكم و أعتذر للجميع،إن تصور البعض غير هذا،فلا احتمال مطلقا لغير هذا المعنى،و ملخصه الشرف و الهجرة لأطار و أوجفت،تفاديا للتصارع مع الأهل و الأخوال العلويين،و ذلك بعد ان تولى خمسون من أبناء شمس الدين البزولي ،لأمه العلوية،الإمامة فى شنقيط،و توتر الوضع بعد عودة وفد ضم ممثلين لأبرز المجموعات القاطنة يومها فى شنقيط،و خصوصا إدوعلى، لقلال ،اسماسيد،فقرب الملك الإدريسي المغربي ابن عمه الشمسدي،و ربما أظهر بعض تقريبه زلفى،مما زاد الطين بلة،و ربما كان فى النفوس شيئا من قبل،فزادته وسوسات الشيطان لعنه الله،و أوقعهم فى فجوة حادة،كانت أقل خطورة،من صراع القوم فيما بينهم”ادوعلى الكحل و ادوعلى البيظ”،و لعل من صحب جدنا،أحمد ولد شمس الدين،من “آمكاريج”،من ادوعلى طبعا،و كان بوالده عبد المؤمن،حال تطلب الرقيا،من قبل والدنا إشريف بوبزول،مع اشتراط الزواج من أمه إن شفي .

و ظل هذا الحال النفسي الخاص،البعيد كلية من الجنون،محل تأثير متفاوت ،فى معشر من ارتبط بهم،خؤولة ،مثلي أو غيري كثيرون فى وسطنا العائلي المشترك،فمن باب أولى،عند المنحدرين من عبد المؤمن،رحمه الله،.

و عموما النسب ظني الثبوت،إلا ما حصل من تواتر مثل شرفنا و شرف أخوالنا،من أبناء عبد المؤمن.
و أما “الجذب”،فبمن تلبس أولا،و تطلب وضعه الرقيا،أم هو أفضل و أغمض ،و قدر لنا زرقا،ورثناه من أخوالنا،و ما ورد إلا كان على الأرجح عند البعض ،دليل صدق نسب و حال عقلي و روحي،يصعب فك رموزه،البتة،لله الحمد و المنة.

و قد عجبت من خال تزعجه “شطحات ابن أخت”،رضعها من أمه،و كانت مئنة ترابط نسبي و روحي أزلي،لا ينفع معه سوى الرضا بالقضاء و الاحتساب و التفاءل بذلك الحال كله،لعله عصمة مما هو أعظم و أدهى و أمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى