مداخلة غير موفقة

كتب عبدالفتاح اعبيدنا:

الزمان أنفو – قدم النائب محمد بوي ولد محمد فاضل مداخلة غير موفقة،لأن محاولته الافتراضية مشوبة بقوة بنقل الإساءة لرسول الله ،صلى الله عليه و سلم،أمام قبة البرلمان،و هذا غير لائق بمقام رسول الله ،صلى الله عليه وسلم.
فمن غير مبرر ضاغط لضرب مثل توضيحي ،لا داعي إطلاقا،لتلاوة و تقديم مثل هذه الإساءات لسيد الخلق طرا،خاتم الأنبياء و المرسلين،محمد بن عبد الله،عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم،خصوصا أن هذه الامة الموريتانية كلها،رسميا و شعبيا،لم تتهاون و لم تهمل الرد على الإساءات للدين و لرسول الله،صلى الله عليه و سلم،فصاحبة الباكلوريا،قيد الاعتقال و التحقيق،و المستهزئ بالجمعة و الصلاة عموما،المسمى سعد بوه،أوقف و أحيل للسجن،و أما تضمين الإساءات للرئيس،محمد ولد الشيخ الغزوانى،و تعمد بثها،فقمة فى الإساءة لصاحب الفخامة و قمة البذاءة و عدم الحياء،و فى الحديث النبوي الشريف:”إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستحى فاصنع ما شئت”.

إن الإساءة للسيد الرئيس ليست إساءة لشخص واحد،و إنما إساءة مرفوضة لدولة و شعب بكامله،و استهداف السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى فى عرضه،بأساليب تمثيلية مكشوفة،إساءة تستدعى الرد الملائم الرادع،و كان أحرى بالنائب محمد بوي متابعة دوره البرلماني المعارض،إن شاء،لكن بعيدا عن هذا الأسلوب البذيئ المقزز.

و قد يفهم من مثل هذه المداخلات البرلمانية الساقطة تحكم الحقد بدل النقد الموضوعي،و للتذكير يا محمد بوي ،المعارضون تحت قبة البرلمان كثر،و من مختلف الأحزاب المعارضة،ينتقدون و يقدمون أحيانا مداخلات معارضة مسؤولة،لكنهم لا يسيؤون.

فحري بك وقف هذا النزيف من التردى و الإساءة البالغة،بحجة ضرب المثل و النصرة لسيد المرسلين،صلى الله عليه و سلم.

نصرة سيد المرسلين ،صلى الله عليه و سلم،مطلوبة بإلحاح،لكنها لا ينبغى أن تكون طريقا لإساءات اخرى بالمجان و على المفتوح،و بأعلى مستويات الاستفزاز السلبي المغيظ.

و قطعا مثل هذه المداخلات المثيرة للجدل لن تحظى بالمباركة،فقد قرأت هذا الصباح ردا حازما كتبه المدير العام لإذاعة موريتانيا،الزميل،محمد الشيخ ولد سيد محمد ،كما طالعت رد رئيس حزب الإنصاف،ماء العينين ولد أييه،الذى كتبه على صفحته فى فيس بوك.

النائب،محمد بوي ولد محمد فاضل جدير بمراجعة هذا الأسلوب الغوغائي،فلا هو مضرب مثل إيجابي،و إنما كلام أريد منه صب سيل من الاتهامات و التشويهات المقرفة ضد رئيس الجمهورية،محمد ولد الشيخ الغزوانى.

البرلمان ينبغى أن لا يكون فرصة للإساءة ،و إن عبر كل متدخل عن رأيه بحرية،إلا أن ذلك لا يعنى فتح الباب للتنطع و رمي الحمم الهوجاء فى كل اتجاه ،بلا حساب و لا حذر.

لقد أخطأ النائب محمد بوي ولد محمد فاضل فى محاولة تقديم رئيسنا بأنه متورط فى فضائح أخلاقية،و مجتمع الغرب الكافر يعتبر مثل هذه الأمور شنيعة،فأحرى مجتمع المسلمين،و الادعاء بأن الأمر مجرد تمثيل افتراضي ،لن ينطلى على أحد.

و فى أمريكا و غيرها سقط رؤساء على إثر مثل هذه الإثارات الإعلامية،فالأمر ليس بسيطا البتة،و للقصة خلفيات و أغراض غير مطمئنة إطلاقا.

ففى هذه السنة،قبيل الانتخابات الرئاسية بحوالي إثنى عشر شهرا،قد يحاول بعض المناوئين للسيد الرئيس غزوانى بث أجواء تحريضية منفرة،و فى مثل هذا المنحى غير الموضوعي،دخل على الحلبة النائب محمد بوي،لكنه فشل لأن أسلوبه مفعم بالتحامل و الأذى.

فمن أراد خدمة مرشح خفي فليسلك سبيلا مقبولا يمكن استساغته على الأقل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى