اليوم الأخير من سنة 2023/ عبد الفتاح ولد اعبيدن

الزمان أنفو – يوم أحد شتوي لكنه ليس باردا جدا،بل أقرب للمناخ المتوسط،مجموعات الواتساب تتداول صوتيات لولد احمين أعمر يتحدث فيها عن سجن ولد عبد العزيز مستنكرا ،و فى سرده عن المحاكمة يتحدث عن إسقاط أغلب التهم،لكني أقول فى نفسي لعل موريتانيا تعيش صراعا خفيا على السلطة،و لعل بعض منظرى الواقع القائم يتمثلون بالحالة السودانية فى سياق تبرير سجن الرئيس السابق عزيز ،مفضلين توقيف رجل واحد بدل إطلاق سراحه و فتح الصراع السلطوي على مصراعيه،و من الملاحظ ان نتائج مكافحة الفساد فى هذه المحاكمة كانت نتائجها المادية نسبية،و اقتصر الأمر سجنا على ولد عبد العزيز،ربما فى إشارة لعدم التصعيد،على رأي البعض،و إن هو التزم بذلك،فربما تتجه الأمور أكثر للحلحلة.

و فى هذا اليوم الأخير من سنة 2023،مازال الناس ملزمين بالتوجه للسوق لشراء المستهلك اليومي،مع صعود بعض الأسعار و و محدودية السيولة لدى الكثيرين،لأمن موريتانيا كانت فقيرة و ما زالت و ربما تبقى ردحا من الزمن كذلك،إلا أن تتحسن فرص تسيير المال العمومي،و رغم جهود الدولة فى الركن الاجتماعي و ما تبذله ” تآزر “من جهد متنوع مشكور،إلا أن الوضع الاجتماعي المعيشي صعب و معقد ،فى كثير من أكواخ الفقراء و تحت مساكنهم المتواضعة ،فى أغلب التراب الوطني.

فموريتانيا منذ اليوم الأول من الاستقلال تزخر بمقدرات معتبرة و أراضى زراعية شاسعة ،لكن يسكنها شعب كسول ،و من بعد ذلك تسلطت عليه نخبة أنانية،و رغم زيارات الرئيس غزوانى و تدشيناته فى الكثير من بقاع الوطن و توجيهاته و دعواته لتقريب الإدارة من المواطن ،مازال الامر يحتاج للمزيد .

و من خلال الوضع القائم فى هذااليوم ،الأحد،31/12/2023،يمكن تقييم باقى السنة المنصرمة باختصار ،دون حاجة للكثير من التشاؤم أو التفاؤل المفرط،فتغيير واقع المجتمعات و الدول يحتاج للكثير من الجهد و التجرد و رسم الخطط الجادة و تنفيذها حرفيا،و إلا ضاع الوقت و بقي الحال على حاله.

و ربما من أفضل ما يمكن أن نفتخر به الاستقرار و الأمان،رغم مناوشات اللصوص و إرباكهم لهذه الحالة الهادئة،مهما حصل ذلك لأي دوافع أو تحت تأثير الحبوب المهلوسة و المخدرات،المنتشرة استعمالا لدى بعض الشباب الضائعين.

و لعلنا جميعا بحاجة لاحتساب النعم و حمدها،فالحمد لله رب العالمين،على كل حال.

قد نعدد الكثير و نتفلسف فى ادعاء واقع وردي أو ضمن محاولة إقناع بارتكاس حالتنا و توجهنا نحو مصير معتم،لكن الأمثل الأحكم فى التحليل هو الوسطية و الواقعية.فواقعنا صعب و لكنه أفضل من واقع الكثيرين فى هذا العالم المزدحم بالتحديات،و فى المقابل نستطيع تغيير واقعنا نحو الأحسن،لكن بشرط الإخلاص و العمل و تقوى الله رب العالمين.

اقتصرت على يوم واحد،و هو اليوم الأخير من السنة الحالية،عسى أن يكون يوم الحصيلة،فمن خلال نظرة ثاقبة يمكن تقييم ما مضى من السنة الحالية و استشراف ما يمكن أن يحصل فى السنة القادمة ،بإذن الله.

و باختصار الحمد لله على السلامة،و نرجو لبلدنا المزيد من الاستقرار و النماء و نرجو لإخواننا فى غزة الحفظ و النصر ،و ما ذلك على الله بعزيز.

و بعد ساعات قليلة سنتحول لمطلع العام الجديد،يوم الإثنين المبارك،1/1/2024،بإذن الله،و هي سنة انتخابية بامتياز،و من المفترض على الأقل لمصلحة الدولة و النظام فى الأجندة الانتخابية المرتقبة ،22/6/2024،أن يبذل الجهد المضاعف للتمهيد الإيجابي لهذا الحدث الكبير المرتقب.

أجل ستسمر التدشينات و التعيينات و التغييرات لتمهيد الطريق لانتخابات 2024 الرئاسية،و فى هذا السياق قد نسمع و نرى الكثير،نرجو الله أن يكون خيرا و نفعا عميما لدولتنا و مجتمعنا.

و ما بين اليوم الأحد،و غدا الإثنين ،فاتح السنة الجديدة ،قد نفكر فى سياق الجرد التحليلي للسنة المنتهية للتو و السنة القادمة،بإذن الله،عسى أن نضاعف الإيجابيات و نهجر التقصير و التفريط،فالوقت يمر و من الأفضل استغلاله فى ما ينفع العاجلة و الآجلة.

و أستغفر الله العظيم و كل عام و أنتم بخير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى