رسالة للعلماء والدعاة
القاضي : سيد محمد محمد الامين باب

الزمان أنفو _
بسم الله الرحمن الرحيم ‘
وبعد : فإني أعزي أمة الاسلام في الشيخ ولد فتي هذاالرجل الذي ما شهدت العاصمة جنازة اعظم من جنازته باتفاق ‘ وهذا إن دل علي شيء فإنما يدل إن شاءالله علي فضل الرجل’ نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي علي الله أحدا ‘ لسنا مبتدعة باطنيين نقطع بالجنة لأحد إلا من ثبت ذلك في حقه ‘ من العشرة ونحوهم ‘كما أجمع علي ذلك أهل السنة كما نقله ابن حجر في الفتح والنووي في شرح مسلم . رحل هذا الداعية الذي لم يداهن في كلمة الحق ونصرة التوحيد والسنة حاكما ولا محكوما ‘ لم يزكي المبتدعة ولم يحضر مجالسهم ولم يمدح أعيانهم’ ولم يسجل له أي موقف مداهنة في السنة ‘لم يجامل لم ينافق لم يسكت عن الحق لأنه يغضب فلانا أو الطريقة الفلانية ‘ بل كان صريحا ‘ وسئاتي بأمثلة من ذلك ‘ ففي هذا المقطع ناقش وحذر من التمائم و لحجاب وغيرها ‘
https://youtu.be/O8bKJJXE3sY?si=MHwiCgx1jUBqUexP
وفي هذاالمقطع تكلم عن أهمية الالتزام بالسنة ونبذالبدعة وتكلم عن بدعة المولدhttps://www.facebook.com/share/v/1LvK4b8Hq6/
وفي هذااالمقطع تكلم عن الاستغاثة والدجل
https://www.facebook.com/share/v/1AJiLFcf6x/
لقد كان الرجل صريحا في الحق ‘ فعلي العلماء والدعاة أن يعلموا أن
السكوت علي أهل البدع
مداهنة في الدين و غش للمسلمين’
لأن السكوت عن أهل البدع والمحدثات، مصادم لما دلت عليه النصوص الشرعية من وجوب ردها وإبطالها، كما في قوله صلى الله عليه وسلم( إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) رواه مسلم. وقوله : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق عليه .
فالسكوت عن أهل البدع فيه غش للأمة، وخيانة لها، لأن البدع من موجبات غضب الله وسخطه، لقوله صلى الله عليه وسلم (وكل ضلالة في النار). ولقوله صلى الله علي وسلم في شأن الذين يذادون عن الحوض يوم القيامة (فأقول يارب أمتي أمتي!! فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول : سحقاً، سحقاً) متفق عليه . إن السكوت عن البدع والمحدثات ومداهنتهم والرفع من شانهم وتزكيتهم ‘ ومدحهم وإطراءهم هوالسبب في هوان هذه الأمة الإسلامية، وضعفها، وتسلط عدوها عليها، لأن الله وعد الأمة بحفظها من العذاب والهلكة ما دام فيها المصلحون قال تعالى: (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) وأي إصلاح إذا سكت أهل العلم عن إنكار البدع والحوادث؟!. وقال تعالى (وأن لو استقموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً) فهل من ركب البدع، وتنكب السنن ممن استقام على الطريقة التي أمر بلزومها، وإذا سكت أهل العلم فمتى سيعلم الناس أنهم على غلط في دينهم.وقال تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً) والمجتمع الذي تسوده البدع والمحدثات وتنتشر فيه الشركيات لم تتوفر فيهم شروط التمكين في الأرض. قال تعالى (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) فهل الساكتون عن إنكار البدع أو من يحارب إنكار البدع ممن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر؟!
وحين استقام الصحابة رضوان الله عليهم والتابعون لهم بإحسان على السنة فلم يبدلوا ولم يحدثوا ولم يقروا ما ظهر من البدع ورثهم الله مشارق الأرض ومغاربها كما وعدهم في زمن قصير، وأمد وجيز في عمر الفتوحات، ومن عرف مدى انتشار البدع والمحدثات العقدية والقولية والعملية في الأمة اليوم لا يتعجب من ذلها وهوانها وتفرقها وتسلط عدوها عليها، نسأل الله أن يرفع الكربة، ويكشف الغمة، وأن يوفق ولاة أمر المسلمين إلى مافيه صلاح أحوالهم ومعادهم. إن السكوت عن أهل البدع والمحدثات ومداهنتهم وتز كيتهم وحضور مجالسهم والثناء عليهم و تقبيل أيديهم والا نحناء لمشايخهم هو أعظم جرم’ و نقض صريح للميثاق الذي أخذه الله على أهل العلم من البيان وعدم الكتمان وتوعدهم بأشد العقوبات إن كتموا ما لم يتوبوا ويصلحوا ويبينوا قال تعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ، إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم) فمن عقل هذه الآية وأمثالها لا يمكنه أن يتجاسر على كتمان الحق مع القدرة على البيان ‘ أو يدعو إلى السكوت عن البدع والمحدثات مداراة للناس ومراعاة لخواطرهم.
إن أكبر الغش للمسلمين، السكوت على أهل البدع وعدم بيان بدعهم هذا من الغش للمسلمين، فإذا انظاف إلى هذا أنه يمدحهم ويثني عليهم فهذا أشد وأنكر والعياذ بالله، فالواجب على من عنده علم أن يُبَيِّن البدع والمحدثات وأن ينهى عنها ويُحذِّر منها ولا يسكت،السكوت هذا من الكتمان قال الله : ﴿إِنَّ الذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ(159) إِلَّا الذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾
والله اعلم .