ولدحدو الرجل الذي فرش الخضرة الخصبة على الصحراء المجدبة
عن مؤسس مبادرة موريتانيا خضراء

الزمان أنفو _ في قلب الصحراء الموريتانية، حيث تمتد الرمال بلا نهاية، ينبثق أملٌ أخضر من عزيمة رجلٍ عصاميٍّ اسمه سيدي ولد حدو. هذا الشاب الطموح، الذي قضى عقدين من الزمن في الغربة، عاد إلى وطنه حاملاً معه خبراتٍ واسعة في مجالي الصيد والزراعة النموذجية، ليحول حلمه إلى واقعٍ ملموس.
خلال جائحة كورونا، حين أُغلقت الأبواب وتوقفت الرحلات، وجد سيدي في العزلة فرصةً للتأمل والتخطيط. قرر أن يطلق مبادرة “موريتانيا خضراء”، مستهلاً مشروعه بمزرعة نموذجية في نواذيبو، حيث استخدم المواد المحلية في البناء وجلب شبكة التظليل من المغرب، معتمداً على بذورٍ مهجنة لتحقيق مردوديةٍ عالية. نجاح هذه التجربة لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة لتطبيق معطياتٍ علمية وتجارب مدروسة .
لم يتوقف سيدي عند هذا الحد، بل نقل تجربته إلى مناطق أخرى مثل تكانت وازويرات، بالتعاون مع السلطات المحلية، مما أثمر عن إنشاء مزارع نموذجية جديدة. جهوده لاقت دعماً وتشجيعاً من شخصياتٍ بارزة، مما ساهم في تعزيز روح المبادرة بين الشباب الموريتاني .
سيدي ولد حدو ليس مجرد مزارعٍ أو خبيرٍ في الزراعة، والصيد، بل هو رمزٌ للإصرار والإبداع، ومن خلال تجاربه وعمله مع الشباب يجسد مقولة “لا تعطني سمكة، بل علمني كيف أصطادها”. من خلال مبادرته، ألهم الشباب الموريتاني للعمل الخلاق والاعتماد على النفس، مساهماً في بناء مستقبلٍ أخضرٍ ومستدامٍ لموريتانيا.