الوزير السابق أحمد مولاي أحمد يتحدث عن تجربته الثرية: الكفاءة أساس الإصلاح والإدارة مرآة الدولة

الزمان أنفو _ في إطار سلسلة “لقاء التجربة” التي تنظمها المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء، استضافت الحلقة العاشرة، صباح السبت، الوزير السابق والخبير الاقتصادي أحمد مولاي أحمد مولاي الزين، الذي يُعد من أبرز الأطر الوطنية ممن جمعوا بين العمق الأكاديمي والخبرة العملية في إدارة الشأن المالي والاقتصادي للبلاد.

شغل ولد مولاي الزين مناصب حساسة في القطاعين العام والخاص، من أبرزها وزارة المالية وإدارة قطاعات مالية واقتصادية رفيعة، فضلًا عن مساهماته في البنك المركزي، ما جعله من الوجوه البارزة في مسار الإصلاح الإداري والمالي بموريتانيا، خلال مراحل دقيقة من تاريخها الاقتصادي.

وفي حديثه أمام طلاب المدرسة، ركز الوزير السابق على أهمية العنصر البشري في إصلاح الدولة، معتبرًا أن التحديات الإدارية لا تبدأ من النصوص القانونية، بل من غياب الكفاءات وضعف الالتزام المهني. وأضاف أن محاربة الفساد الإداري تتطلب تفعيل قيم الأخلاق والجدارة بدلًا من التركيز فقط على سن القوانين.

وفي معرض حديثه عن الوظيفة العمومية، شدد على خصال أساسية ينبغي للموظف التحلي بها، كالصبر، والاستقامة، واحترام التسلسل الإداري، وتغليب المصلحة العامة، مع ضرورة تطبيق القانون بعدالة ودون تمييز. كما أبرز أن الموظف يمثل واجهة الدولة، وسلوكه المهني ينعكس مباشرة على صورة الإدارة لدى المواطن.

وتطرق الخبير الاقتصادي كذلك إلى تجربته داخل البنك المركزي، حيث استعرض أهم الإصلاحات التي أُنجزت، مشيرًا إلى أن التحديات في هذا المجال تتطلب تعاملاً حكيماً ومدروسًا، خاصة في ظل القيود المؤسسية.

وعلى صعيد الرؤية المستقبلية، دعا ولد مولاي الزين إلى تفعيل دور القطاع الخاص والدبلوماسية الاقتصادية، معتبرًا أن فرص النجاح لا تزال قائمة رغم الصعوبات، وأن الوساطة ليست دائمًا الحاسم في مسارات النجاح كما يُروّج لذلك. كما شدد على ضرورة تحسين نظام التقاعد وظروف العمل لضمان استقرار الموظف ورفع مردوديته.

وفي ختام اللقاء، ثمّن المدير العام للمدرسة، الدكتور محمد يحيى ولد السعيد، مضامين المحاضرة، داعيًا التلاميذ الموظفين إلى التحلي بالصبر والمثابرة في طلب العلم، والاستفادة من التجارب الوطنية الرائدة.

يذكر أن سلسلة “لقاء التجربة” تأتي ضمن رؤية المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء الهادفة إلى تعزيز القيم المهنية وغرس أخلاقيات الخدمة العمومية، عبر الاستماع إلى تجارب وطنية واقعية من قامات إدارية واقتصادية مرموقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى