ولد الدين بناقش اطروحته” تمثلات الآخر في نصوص الجاحظ”

الزمان أنفو _ تناولت أطروحة الدكتوراه التي ناقشها الإعلامي والروائي الموريتاني أحمد فال ولد الدين موضوع “تمثلات الآخر في نصوص أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ”، مسلطة الضوء على كيفية تصوير الجاحظ للآخر في عصره، سواء كان قومياً، دينياً، أو جغرافياً.
تتكون الأطروحة من أربعة أبواب، تبدأ بتحديد مفاهيم أساسية مثل مفهوم “الآخر” عند الجاحظ، وتستعرض كيف عبّر الجاحظ عن رؤيته للآخر المختلف عن الذات العربية أو الإسلامية.
يرى الباحث أن الجاحظ كان مثقفاً إمبراطورياً محكوماً بشروط زمانه ومكانه، مما جعله ممزقاً بين الانفتاح الإنساني والتعالي الإمبراطوري. ويشير إلى أن الجاحظ، رغم إيمانه بتساوي البشر جينياً وحقوقياً، إلا أنه أظهر تعالياً على الآخر في بعض كتاباته، مما يعكس “الحربائية النصية” في مؤلفاته.
تتناول الأطروحة في أبوابها الأربعة موضوعات متعددة:
1. الجاحظ في قلب المصهرة الثقافية الإسلامية: يستعرض هذا الباب تأثير البيئة الثقافية الإسلامية على تكوين مزاج الجاحظ السردي ومواقفه وتأملاته حول الأمم والأقوام والأديان.
2. الآخر القومي: الأمم بين الذكر والنسيان: يتناول تقسيم الجاحظ للأمم إلى مذكورة لها منجزات حضارية، وأخرى همجية منسية لم تساهم في التاريخ البشري.
3. الآخر الديني: التدين خارج سلطان العقل: يركز على رؤية الجاحظ للعقل والدين، وتصويره لأصحاب الملل والنحل من يهود ونصارى ومجوس وزنادقة ومانوية.
4. الآخر الجغرافي: العقل الإنساني منتوج بيئي: يناقش السرديات السائدة لدى الجاحظ وغيره من أدباء المسلمين وجغرافييهم عن البلدان والأقاليم البعيدة.
تهدف الأطروحة إلى فهم كيفية تصوير ثقافتنا التاريخية للآخر، والاستفادة من ذلك في تصحيح نظرتنا لماضينا وحاضرنا، خاصة في عصر التواصل والهجرة الحالي.