بين تل أبيب وطهران: هل يشعل التصعيد شرارة الحرب الكبرى في الشرق الأوسط؟
بقلم: عبدالله محمدالفتح

الزمان أنفو (نواكشوط) للمرة الأولى منذ عقود، تشهد المنطقة مواجهة مباشرة ومفتوحة بين إيران وإسرائيل، بعد أن ظلت سنوات من التوتر محصورة في العمليات السرّية والهجمات بالوكالة. الحرب التي دخلت يومها الرابع، تكشف ملامح تحوّل استراتيجي خطير، وقد تفتح الباب على أسوأ السيناريوهات في أكثر المناطق حساسية في العالم.
البداية: ضربة مفاجئة، وردّ صاروخي
فجر الجمعة الماضي، شنّت إسرائيل هجوماً جوياً وصف بـ”المباغت” على أهداف داخل إيران، استهدف منشآت عسكرية ومواقع حساسة، وأدى إلى مقتل عشرات الأشخاص، بينهم قادة في الحرس الثوري، و7 علماء نوويين، وأكثر من 40 مدنياً حسب الرواية الإيرانية، بينهم نساء وأطفال.
الرد الإيراني لم يتأخر كثيراً. فمع حلول ليل الجمعة، بدأت طهران بإطلاق موجات من الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة استهدفت مواقع إسرائيلية حساسة، من بينها قواعد عسكرية ومناطق سكنية في تل أبيب وأسدود، ما أسفر عن سقوط 41 قتيلاً في إسرائيل، معظمهم مدنيون، بالإضافة إلى مئات الجرحى.
الصور القادمة من البلدين كشفت عن دمار واسع في بعض المناطق، مع تصاعد في حدة الخطاب السياسي والإعلامي، وغياب شبه كامل لأي مؤشرات على التهدئة.
📊 حصيلة أولية للخسائر:
في إيران:
أكثر 200 قتيلاً (منهم 12 قائداً و7 علماء).
دمار جزئي في منشآت بحثية وقواعد عسكرية.
استنفار دفاعي وجوي في طهران وأصفهان.
في إسرائيل:
41 قتيلاً، وخلل في منظومة الدفاع رغم التصدي لمعظم الهجمات.
تضرر قطاعات اقتصادية، وتأثر قطاع الطيران والنقل.
إغلاق عدد من المنشآت الحيوية وملاجئ مفتوحة في معظم المدن الكبرى.
نحو الأسوأ؟ سيناريوهات كارثية تلوح في الأفق:
1. حرب شاملة: انخراط حزب الله والميليشيات العراقية والسورية الموالية لإيران في المواجهة قد يُدخل أطرافاً دولية كبرى على خط النار، بما في ذلك الولايات المتحدة ودول خليجية.
2. استهداف منشآت نووية: أي هجوم إسرائيلي على منشآت “نطنز” أو “فوردو” النووية قد يدفع إيران إلى رد استثنائي، وقد يعرض منطقة الخليج لمخاطر بيئية وعسكرية غير مسبوقة.
3. أزمة نفطية عالمية: تهديد الملاحة في مضيق هرمز سيشعل أسعار النفط عالميًا، وقد يعيد العالم إلى مشهد شبيه بأزمة 1973.
4. هجمات سايبيرية: الاحتمال وارد، وقد تطال أنظمة الطاقة، والاتصالات، وحتى المستشفيات، في إسرائيل أو إيران.
5. انهيار داخلي: الضغط الشعبي قد ينفجر في كلا البلدين، خاصة في ظل تصاعد الخسائر البشرية والاقتصادية.
🕊️ الدبلوماسية الغائبة:
رغم خطورة الوضع، تبدو القنوات الدبلوماسية مشلولة. فـ واشنطن منقسمة بين دعم الحليف الإسرائيلي ومنع تفجير إقليمي أوسع. أما أوروبا، فهي تتابع بقلق، دون فعالية واضحة. وحتى الأمم المتحدة، تكتفي بالبيانات الرمزية.
🔚 خلاصة: الشرق الأوسط على حافة الهاوية
إن ما يجري الآن ليس مجرد تصعيد عابر، بل مواجهة حقيقية بين قوتين إقليميتين بحجم إيران وإسرائيل، يمتد صداها من الخليج إلى البحر المتوسط. وإذا لم يتم احتواء هذا الصراع سريعاً، فقد يجد العالم نفسه.