حول اتهامات الراحل أحمد زويل بالتبرع بنصف جائزة نوبل لإسرائل

الزمان أنفو _
🔬 جدل متجدد حول أحمد زويل: بين جائزة إسرائيلية ومزاعم دعم القبة الحديدية
مع تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، عادت إلى الواجهة شائعات قديمة تطال اسم العالم المصري الراحل أحمد زويل، الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999، وتدّعي أنه تبرع بنصف الجائزة لإسرائيل، وأن أبحاثه ساهمت في تطوير نظام الدفاع الإسرائيلي المعروف بـ”القبة الحديدية”.
ورغم أن هذه المزاعم تفتقر لأي أدلة موثقة، فإنها تستند إلى واقعة حقيقية لم ينفها زويل، وهي قبوله “جائزة وولف” الإسرائيلية في الكيمياء عام 1993، وهي جائزة مرموقة يمنحها معهد وايزمان للعلوم، وتم تسليمها له من طرف وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، والذي أصبح لاحقًا رئيسًا للدولة.
عند سؤاله المتكرر عن قبوله لهذه الجائزة، أجاب زويل بأنه يرى أن “العلم لا وطن له ولا دين”، وهو تصريح أثار الجدل حينها وما زال يتردد إلى اليوم.
وفي هذا السياق، نشر الدكتور عبد الرحمن ياسر، الأستاذ المساعد في الفيزياء بجامعة القاهرة، منشورًا مطولًا عبر صفحته على “فيسبوك”، أعرب فيه عن رفضه لقرار زويل قبول الجائزة، لكنه أكد في الوقت ذاته رفضه لتشويه صورة العالم المصري أو إلصاق التهم به دون أدلة. وقال:
> “في النهاية هذا قراره الشخصي الذي سيحاسب عليه أمام الله، لكن خلافي معه لا يبرر أن أكذب عليه أو أتهمه زورًا”.
وأضاف الدكتور ياسر موضحًا طبيعة أبحاث زويل:
> “من يروّجون لتورطه في تطوير الأسلحة لا يفهمون تخصصه. أبحاث زويل كانت ترتكز على رصد التفاعلات الكيميائية باستخدام نبضات ليزر قصيرة جدًا تُقاس بوحدة الفيمتوثانية، وهو ما مكن البشرية لأول مرة من رؤية تكوّن وتفكك الروابط الكيميائية أثناء حدوثها”.
وختم بالقول:
“زويل لم يكن عالم ليزر بالمعنى العسكري أو الهندسي، بل استخدم الليزر كأداة علمية في مجال الكيمياء الفيزيائية، ومن غير المنطقي أن تستعين إسرائيل به لتطوير صواريخها، متجاهلة علمائها المتخصصين مثل آشر فريسم”.
يُذكر أن أحمد زويل (1946-2016) هو أول عربي يحصل على جائزة نوبل في الكيمياء، وقد سُمي بأب “علم الفيمتو”، ونُظر إليه كأحد رموز التفوق العلمي في العالم العربي. ورغم الجدل حول بعض اختياراته، فإن إرثه العلمي لا يزال محل احترام عالمي.