إيران تحذر دول الخليج: “انسحبوا من الخزانة الأمريكية قبل فوات الأوان”
فاطمة م ب
الزمان أنفو _ لا تزال الضربات الأمريكية التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية في إيران حديث العالم، وسط ترقب دولي شديد لما ستقدم عليه طهران في ردها، وهو ما انعكس بوضوح في أبرز الصحف العالمية الصادرة اليوم. فقد تصدّرت التحذيرات الإيرانية لدول الخليج واجهات التحليل، خصوصاً فيما يتعلق باستثماراتها في سندات الخزانة الأمريكية.
ففي افتتاحية نارية، كشفت صحيفة طهران تايمز عما وصفته بـ”الحقيقة المرعبة” خلف الحملة العسكرية الأمريكية، مشيرة إلى أن جزءاً كبيراً من تمويل هذه العملية مصدره الاستثمارات الخليجية في الاقتصاد الأمريكي. وطالبت الصحيفة هذه الدول بـ”الانسحاب قبل فوات الأوان”، محذرة من أنها “ستدفع ثمن الدمار” في حال واصلت دعمها المالي غير المباشر لما تعتبره إيران “عدواناً سافراً”.
التحذير الإيراني لم يقتصر على التلميح، بل كان صريحاً وموجهاً إلى مؤسسات مالية خليجية محددة، من بينها صناديق الثروة السيادية والبنوك المركزية وشركات الاستثمار الكبرى، متهمة إياها بتمويل الحرب عبر حيازتها لسندات الخزانة الأمريكية.
وفي نبرة تصعيدية، أشارت الصحيفة إلى أن الرد الإيراني المحتمل لن يقتصر على الجانب العسكري، بل قد يتجه نحو استهداف ما أسمته بـ”شرايين الحياة الاقتصادية” لتلك الدول، مع التأكيد على أن المؤسسات المالية ستكون “أول من يدفع الثمن”.
من جهتها، تناولت صحف أمريكية كبرى هذه التحذيرات بقلق، متسائلة عن مدى قدرة واشنطن على احتواء الأزمة ومنعها من التحول إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط، في وقت بدأت فيه بعض الأصوات في الكونغرس الأمريكي تنتقد إدارة ترامب بسبب “التسرع في التصعيد دون رؤية استراتيجية واضحة”.
وفي هذا السياق، سلط مقال في إحدى الصحف الأوروبية الضوء على ما وصفه بـ”تناقض الخطاب السياسي الغربي”، حيث يتم الحديث عن حماية الاستقرار الإقليمي في الوقت الذي يتم فيه شن ضربات قد تؤدي إلى انفجار شامل.
وفي ظل هذا المشهد المعقد، يبدو أن العالم يقف على حافة مرحلة خطيرة من التوتر المتصاعد، حيث لم تعد الخطابات وحدها هي التي تحرك السياسة، بل أصبحت الاستثمارات والاقتصاديات العابرة للحدود أدوات ضغط ووسائل تهديد مباشر في صلب الصراعات الجيوسياسية.