هل تعيش الديمقراطية على غير دماء الأبرياء ؟ / سيدي علي بلعمش

الزمان أنفو _ الديمقراطية لمن لا يعرفونها و لمن يعتقدون أنهم يعرفونها و لمن لم يفهموا بعدُ أنهم غير معنيين بأمرها ، تتجسد منذ خلقت أو منذ خُلقنا على الأقل ، في ثلاث نسخ :

نسخة البورجوازية الغربية المتغطرسة ، المُفصَّلة على مقاس المصالح الغربية على حساب الآخرين : ظلمهم قدر و بطشهم قانون و رأيهم نبوءات مقدسة …
الرأي العام الغربي ، إما مؤدلج ، شريك في اللعبة و ضالع في تلميع بشاعاتها و إما مغيب يتم إلهاؤه بطرق احترافية و يتم قمع الأصوات النشاز بكل الطرق غير المُباحة و ترميم ما تخلف من تصدعات على جدار الديمقراطية المتوحشة بأي ثمن ..

# نسخة الديمقراطية الاحتوائية و هي أبشع جريمة ارتكبها الغرب في تاريخه الدموي ، للهيمنة على العالم الثالث و نهب خيراته و استباحة كرامة شعوبه و سد كل طرق الوعي و النمو في وجهه.
رؤساء العالم الثالث يتم اختيارهم “ديمقراطيا” لتكميل و تأكيد دور النخبة الغربية المؤدلجة بتواطؤ إجباري و تناغم مشروط !!

# نسخة الديمقراطية الافتراضية و هي يوتوبيا (أي ضرب من التأليف الفلسفي يتخيل فيه الكاتب الحياة في مجتمع مثالي لا وجود له) ، تُدَرِّسُها الجامعات لتدريب الشعوب على امتصاص الصدمات و تقبل حتمية الأكاذيب لقيادة العالم بالقهر و الطغيان ..

لا وجود لديمقراطية رابعة و لا حاجة للبحث عنها ؛ فالغرب راض عن الوضع و حكام العالم الثالث راضون عن تأدية واجباتهم الوطنية المقدسة و الشعوب الطيبة ، راضية بقدرها البائس ..
لهذه الأسباب تم حرق العراق و ليبيا و بوليفيا و فييتنام و اغتيال بومدين و جمال عبد الناصر و صدام حسين و باتريس لومومبا و اتشي غيفارا و ياسر عرفات و الملك فيصل و توماس آنكارا و غيرهم ..

و بينما تصلكم الحقيقة (حقيقة الديمقراطية) ، ستكون أكاذيبها قد قطعت نصف العالم ، على وقع رائعة بوب مارلي (No Woman, No Cry)”لا توجد امرأة لا تبكي” ..

و كما على النساء أن تستسلم لهذا القدر المرير (!) ، على شعوبنا المستباحة أن ترضى بقَدَر بؤسها و حرمانها ، فلا وجود لشعب من العالم الثالث لا يعاني ..!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى