أقلام مسروقة في زمن الذكاء الصناعي: هل تنجو الكتابة الأصيلة؟

عن مقال للشيخ احمد امين

الزمان أنفو (نواكشوط): الزمان أنفو (نواكشوط): يتوقف الكاتب أحمد أمين عند إشكال يتسع يوماً بعد يوم: فوضى «الأقلام المسروقة» في زمن الذكاء الصناعي، حيث باتت النصوص تُنتَج وتُنقَل وتُنسب لغير أصحابها بسهولة غير مسبوقة، مما يطرح سؤالاً حاداً: هل يمكن للكتابة الأصيلة أن تصمد أمام هذا التغيير السريع؟

يعرض المقال قراءة لفيلسوف الإعلام الفرنسي مانويل سيرفيرا، الذي يرى أن الذكاء الصناعي ليس التهديد الأول الذي واجهته المعرفة؛ فكل ابتكار تقني — من الكتابة إلى الطباعة، ومن الإذاعة إلى الإنترنت — أثار مخاوف مشابهة، لكنه في النهاية وسّع آفاق الإبداع ولم يقضِ عليه.

يركّز الكاتب على أن المشكلة ليست في «الغشّ» وحده، بل في أن أنظمة التقييم الأكاديمي والصحافي لم تتكيف بعد مع واقع جديد تستطيع فيه الآلة كتابة نص مقبول في دقائق. ولذلك، فإن الاعتماد على المقالات التقليدية أو التقارير الجامدة لم يعد كافياً لإثبات الجهد الفكري أو الاجتهاد الشخصي.

ويقترح سيرفيرا، وينقل عنه أحمد أمين، رؤية متوازنة:
الذكاء الصناعي لا ينبغي أن يُحظر، بل يُعاد ضبط استخدامه. يمكن أن يكون أداة مفيدة في جمع المعلومات، وتنظيم الأفكار، وتحليل النصوص، لكنه لا يمكن أن يكون بديلاً عن التجربة الشخصية، والبحث الحقيقي، والصوت الإبداعي الصادق.

ويخلص المقال إلى أن الكتابة الأصيلة ستظل ممكنة، بل وربما أكثر ضرورة، شرط أن نعيد تعريف معنى «الإبداع» في عصر تتقاطع فيه مهارة الإنسان مع قدرة الآلة. المستقبل سيكون لمن يعرف كيف يستخدم التكنولوجيا دون أن يسمح لها بأن تكتب بدلاً عنه.

عبدالله محمدالفتح


 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى