الرئيس في كرمسين

أعطى رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز صباح اليوم السبت من مقاطعة كرمسين، إشارة انطلاق عمليات شق قناة آفطوط الساحلي للري، كما قام بتفقد الرسومات البيانية الموضحة للمشروع واستمع إلى شروح من المختصين حول أهمية القناة ودورها بعد اكتمال الأشغال في محاربة الفقر وامتصاص البطالة وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء.

ويهدف هذا المشروع إلى استثمار أكثر من ستة عشر ألف هكتار عبر قناة طولها خمسة وخمسين كلم، بعرض يتراوح ما بين عشرين إلى ستة وعشرين متر بحسب طبيعة التربة. وتبلغ المساحات التي يمكن ريها بشكل مباشر 7700 هكتار. وقد تم منح 3700 هكتار لكنها لم تستغل بعد، اضافة إلى 4900 هكتار خاصة للاستثمار. وسيمكن المشروع أيضا بشكل غير مباشر من ري 260 هكتار في مزرعة “بلار” وعشرين هكتار لزراعة الخضروات بمدينة كرمسين و1800 هكتار في منطقة “الوسعة”. وتشرف على تنفيذ هذا المشروع الشركة الوطنية للاستصلاح الزراعي والأشغال، في مدة زمنية تصل إلى خمسة عشر شهرا. ويضم المشروع مكونات ابرزها مكونة التنمية الحيوانية التي ترمي إلى تحسين المراعي من خلال تحديد المساحات عن طريق دراسة التربة وبناء مصنع للألبان ومركز للتلقيح الصناعي وتوفير المياه لسقي الماشية والاستغلال السمكي للمياه المحجوزة. ونبه وزير التنمية الريفية السيد إبراهيم ولد أمبارك ولد محمد المختار في كلمة بالمناسبة إلى ان هذا الحدث يدخل في إطار التحولات الجذرية التي يعرفها قطاع الزراعة والتنمية الحيوانية والتي شكلت نقلة نوعية كان لها الأثر البالغ على حياة السكان بصفة عامة وعلى المزارعين والمنمين بصفة خاصة. وقال إن هذا القطاع بشقيه الزراعي والحيواني أراد له رئيس الجمهورية أن يلعب الدور المنوط به في عملية البناء الوطني خاصة في مكافحة الفقر والبطالة وفي تحقيق الأمن الغذائي، مشيرا إلى ان الحكومة بتعليمات من سيادته تقوم بجهود جبارة لتحقيق الأهداف المرسومة وفي الآجال الزمنية المحددة. وأوضح الوزير أن قناة آفطوط الساحلي والتي تنجز بغلاف مالي في حدود عشرة مليارات أوقية، تشكل سابقة في تاريخ الزراعة في بلادنا مقارنة بقنوات الري التقليدية نظرا لحجم المساحات التي سيتم ريها على طول هذه القناة وكذا حجم كميات المياه التي سبق ضخها من النهر والتي ستتيح فرصة استغلال ثلاث فتحات على طول آفطوط الساحلي بقدرة ضخ تبلغ 45 متر مكعب في الثانية. وأبرز الوزير أن هذا المشروع يمثل إلى جانب الساحلي وآفطوط الشرقي ومشروع اظهر وبرامج القضاء على أحياء الصفيح ومشاريع هيكلية أخرى ذات صلة بالطاقة والبنى التحتية ستساهم بشكل جوهري في تسوية إشكاليات التقري العشوائي وشح مياه الشرب ونقص الإنتاج الزراعي والعزلة كما يمثل أداة للقضاء على الفقر والتخلف. وبدوره أعرب إبراهيم ولد قدور رئيس الاتحادية الوطنية للمزارعين في كلمة بالمناسبة ان هذه الإنجازات هي أكبر دليل على اهتمام رئيس الجمهورية بالقطاع الزراعي من أجل الرفع من المستوى المعيشي للسكان خاصة الفئات الأكثر هشاشة في مناطق الإنتاج وامتصاص البطالة عبر دمج حملة الشهادات في الزراعة والحصول على الاكتفاء الذاتي في مجالي الأرز والقمح الذي تم إدخال مكونته بفضل تعليمات رئيس الجمهورية. وتعتبر مقاطعة كرمسين بحكم موقعها الجغرافي بين دلتا النهر والمحيط الأطلسي مقاطعة زراعية ورعوية بامتياز كما أنها تتوفر على منشآت سياحية متميزة كحظيرة جاولينغ وتجمع “أم كا تي” السياحي. بدوره رحب عمدة انجاغو النائب يبجل ولد هميد باسم سكان مقاطعة كرمسين بهذه الزيارة التي تتشرف بها المقاطعة بصفة عامة وبلدية انجاغو على وجه الخصوص. وقال إن إطلاق هذا المشروع يدخل في إطار العناية التي يوليها رئيس الجمهورية للسكان والأقل دخلا منهم على وجه الخصوص من خلال مشاريع تنموية هامة لصالحهم. واستعرض عمدة انجاغو بعض المشاكل التي تواجهها بلديته من ضمنها فك العزلة عن المنطقة وإنشاء ميناء للصيد التقليدي وبناء أحواض لسقي الماشية وتموين القرى المحاذية بالماء الصالح للشرب، مشيرا إلى ان حل هذه المشاكل يتيح للمقاطعة القيام بدور مركزي في تنمية البلاد، خاصة ان مقاطعة كرمسين تتوفر على إمكانيات هائلة. ورحب محمد ولد أحمد ولد لوليد باسم الشباب المؤجرين للأراضي والمستفيدين من الاستصلاحات الزراعية برئيس الجمهورية، مشيرا إلى ان هذا الاستصلاح ليس إلا محطة من المحطات الكثيرة لصالح هذه الفئة حيث يأتي بعد دمج حملة الشهادات في مجال الزراعة وإطلاق المشاريع الزراعية الكبرى وإلغاء ديون المزارعين المتراكمة وتسريع وتسهيل إجراءات الملكية العقارية وإنشاء صندوق التامين الزراعي وتخصيص آليات الحرث والحصاد بأسعار تفضيلية وإنشاء صندوق الإيداع والتنمية. وتعهد ولد لوليد بمضاعفة الجهود من اجل إرساء زراعة وطنية تجسد إرادة رئيس الجمهورية في النهوض بهذا القطاع الذي فجر نهضته لصالح شعب ظل إلى وقت قريب يستورد كامل احتياجاته الغذائية من الخارج. وأعلن تمسك الشباب المستفيدين من الاستصلاحات الزراعية بخيارات برئيس الجمهورية وتبنيهم لسياساته الزراعية الطموحة التي حولت قطاع الزراعة في بلادنا من قطاع هامشي إلى قطب من أقطاب التنمية في البلاد.

وما

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى