وكالة التنمية الحضرية…مجرد زيارة خاطفة / عبد الفتاح ولد اعبيدن

كانت وكالة التنمية الحضرية  قلعة حصينة لا يدخلها إلا عدد قليل  من ذوى الرواتب المعتبرة  والاختصاصات المحددة ، مع عدد محدود  سنويا من الزوار، ولابد من للولوج  إلى مكاتبها  من مواعيد وإجراءات ، وهذا مهم ، لكن الاقتراب  من المواطن  والانفتاح  على معاناته>>

  يتطلب أسلوبا  آخر،يجمع بين النظام  والليونة والفعالية في التعامل مع هموم هذا المواطن . أعرف أن الشكاوي كثيرة  ومتعددة من أي منشط ومرفق له مهام حساسة  وكثيرة وكبيرة ، لكن إغلاق  الباب  أمام ذوي الحاجات  المشروعة  الطبيعية  في مرفق عمومي ، أمر مشين  وكثير في بعض الإدارات  البيروقراطية ، خصوصا  عند  بعض التنوكراط  المتكبرين  على الضعفاء  من المواطنين ، رغم  أنهم  يسيرون مالهم وشأنهم العام . ترددت ضمن زيارات  خاطفة   في فترات مختلفة  على وكالة التنمية  الحضرية  بعدما تولى أمرها  اعل سالم ولد مناه ، فلاحظت  وجود مختلف  الوجوه ، خصوصا في المستويات  الدنيا ، ومن مختلف الأعراق  والمشارب ، ورغم ما يطرحه  بصدق  وموضوعية  أو بتحامل  بعض  ذوي الشكاوي  أو بعض الإعلاميين ، إلا إني فضلت  التحري  في شأن هذه الوكالة  الحضرية ، بعدما لاحظت من انفتاح وحضور   دائم  في المكتب  وسماع  لمعاناة المعنيين ، خصوصا  من أهل “أتراب ”  ،الذين تصعب عادة فض نزاعاتهم   والسلامة من قضاياهم ، حتى وربما في الآخرة ، اللهم سلم… سلم ، إلا أني أنوه بهذا الأسلوب   المنفتح على شكاوي  المواطنين   ومطالبهم  ،  بصبر  وأناة  وطول نفس،  مثل ما يمارس  الإداري  المسؤول عن الوكالة  اعل سالم  ولد مناه . فليت مسؤولينا  يتخذوه  قدوة على الأقل  في فتح  أبواب المكاتب  والاستماع لذوي الملفات  المعلقة  والإستعجالية، مع بذل  ما أتيح من جهد  ملموس نافع  لحل ما أمكن  حله  من معضلات كثيرة ، لا أستغرب وجودها  ولا طرحها ولا العجز أحيانا  عن فض إشكالها بحسم نهائي . لكن   الأهم الاهتمام والمتابعة وبذل ما أمكن ،لتجاوز مظالم الناس وتلبية  حقوقهم  المشروعة (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ). لقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طلب الولاية لتولي شيء من الشأن العام، لكن إن ولي أحدكم  ، فليعلم أنها تكليف قبل أن تكون تشريفا . ولنتذكر  قول عمر  العادل  رضي الله عنه ، إني أخاف إن عثرت بغلة  على شاطئ الفرات  أن يسألني الله عنها لما لم تسو لها  الطريق يا عمر؟! . ويقول ربنا جل شأنه( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) . كلما زاره زائر  قابلته البسمة  والاحترام  وسعة  الباع ،  ، فإن  كان هذا الرفق  مع جميع المتمردين ، فكيف نقول على وجه التعميم ، بغض النظر  عن طبيعة  الموقف  السياسي  الاختياري  ، مثل موالاة اعل سالم  للنظام  القائم  ، إن في الأمر  سوء تسيير  لشأن هذه  الوكالة الحساسة  الوظيفة  والمجال ورغم تشعب  وصعوبة   مسؤوليتها  وصعوبة الوفاء والقيام  بها على أحسن وجه ، إلا أن حسن الخلق  مع خلق  الرحمان  جزء كبير من النجاح   الصعب البعيد المنال  . راجع سلبياتك  ونواقص  عملك   الصعب   يا مدير الوكالة  اعل سالم  ولد مناه ،  وتمسك وعزز  نقاط  نجاحك ، مثل  الانفتاح  على ذوي  الحاجات  وشكاوى المواطنين   المعنيين بالوكالة  المذكورة ، وواصل دربك  وميدان  ابتلائك واختبارك من الله  ببعض  حقوق  الناس، وأحذر العاقبة (والعاقبة للمتقين ). ولو علم الناس حق العلم ما في تولي أمر الناس من حسرات يوم القيامة،

لفروا فرارا من التولي والتعيين ،إلا من علم في نفسه الكفاءة ،مع الحاجة الماسة لدوره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى