حي الشجاعية في قطاع غزة

يعتبر حي الشجاعية المفتاح الشرقي لمدينة غزة، وكان له دور في كثير من الحروب التي مرت على المنطقة بدءًا من الحروب الصليبية ومرورًا بالحرب العالمية وانتهاءً بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وهو حي يفكر الإسرائيليون كثيرًا قبل التوغل فيه بريًا.

 

حي الشجاعية واحد من أكبر أحياء مدينة غزة، والحارس الشرقي للقطاع. بني في عهد الأيوبيين وسمي بهذا الاسم نسبة إلى “شجاع الكردي” الذي استشهد في إحدى المعارك بين الأيوبيين والصليبيين عام 1239م.

ينقسم الحي الذي تبلغ مساحته ثمانية ملايين متر مربع، إلى قسمين: جنوبي (حي التركمان) وشمالي (حي الأكراد)، ويقطنه نحو مائة ألف نسمة وفق إحصائيات بلدية غزة لعام 2013.

يمثل العرب أصل سكان الحي، ويعيش فيه إلى جانبهم أكراد وتركمان، وهو مسقط رأس شاعر الثورة الفلسطينية معين بسيسو.

يوجد بالحي أكبر سوق للملابس والسلع المنزلية في غزة ويعرف “بساحة الشجاعية”، ويقام به سوق أسبوعي يسمى سوق “الجمعة” الذي يرتاده غالبا مربو الأغنام.

 

معالم

يعتبر جامع أحمد بن عثمان أو “الجامع الكبير” الذي يقع عند مدخل المدينة القديمة، أكبر جوامع الحي، وهو يضم قبر أحد مماليك السلطان برقوق ويدعى “يلخجا”. ويوجد بالحي عدة مساجد تاريخية أخرى منها مسجد “الهواشي” ومسجد “السيدة رقية” ومسجد “علي بن مروان”.

 

وتبعد مقبرة الحرب العالمية الأولى مسافة ألفي متر شمال الحي، وإلى الشرق تقع مقبرة “التونسي”. ويوجد بالشجاعية قبر يقال إنه لشخص “شمشمون” الجبار الشهير

 

كتسب الحي أهميته الإستراتيجية من وجود تلة “المنطار” به، وهي تلة ترتفع بنحو 85م فوق مستوى سطح البحر، وتعتبر مفتاحًا لمدينة غزة. وقد عسكرت قوات نابليون بونابرت على هذه التلة، وقد قتل فيها آلاف من جنود الحلفاء أثناء الحرب العالمية الأولى، ودفنوا جميعًا في مقبرة “الحرب العالمية الأولى” الواقعة شمال الحي.

وكان للحي دور كبير أثناء معارك عام 1967. وقبيل اندلاع الانتفاضة الأولى وتحديدًا في أكتوبر/تشرين الأول 1987، تحول الحي إلى ساحة مواجهات مسلحة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، وأسفرت الاشتباكات آنذاك عن مقتل ضابط إسرائيلي واستشهاد أربعة من أعضاء المقاومة الفلسطينية. ويطلق على هذا اليوم اسم “معركة الشجاعية”.

كان الحي هدفا لغارات جوية إسرائيلية متكررة في عدوان 2008 على قطاع غزة، وشهد مواجهات بين قوات الاحتلال وأفراد المقاومة من حركتي حماس والجهاد الإسلامي بعد تعرضه لاجتياح بري إسرائيلي.   وفي صبيحة الأحد 20 يوليو/تموز 2014 تعرض الحي لقصف إسرائيلي أوقع عشرات الشهداء، وألحق دمارًا كبيرًا فيه.

 

نقلا عن الجزيرة نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى