بيان حول حكومة الظل الشبابية

على الرغم من مرور عام كامل علي بروز فكرة لقاء الشباب بالرئيس ،وعلى الرغم من النتائج الايجابية التي تمخض عنها ذلك اللقاء ،وفي مقدمتها الإعلان عن تأسيس مجلس أعلى للشباب ،وعلى الرغم من تزايد الدعوات الرسمية والشعبية المطالبة بتجديد الطبقة السياسية ……

….الخ ،علي الرغم من كل هذه المناخات الايجابية الآنفة الذكر مازال ملف الشباب يراوح مكانه وما تزال القضايا الشبابية الكبرى (كالبطالة،والهجرة، والتطرف ،والمخدرات ……الخ) خارج إطار البحث وبعيدة كل البعد عن المعالجة والحل.

وتأسيسا على ما تقدم وانطلاقا منه فإننا في التيار الوطني التقدمي – وبعد أن كنا أول من طالب باستحداث مجلس أعلى للشباب قبل ثلاث سنوات – ندعو اليوم كافة نشطاء الساحة الشبابية إلى التنادي لمناقشة الملفات العالقة والقضايا الحقيقية التي تؤرق الشباب الموريتاني دون رقابة أو وصاية من احد ،كما نقترح عليهم البدء فورا في مشاورات جدية من اجل تشكيل حكومة ظل شبابية ،وذلك للأسباب والاعتبارات التالية :

1.       لأن أي محاولة لتجديد الطبقة السياسية لن تؤتي أُوكلها ما لم تسبقها عملية تأهيل سياسي للشباب أنفسهم ،تساعد في تثقيفهم حول القضايا الوطنية الكبرى ،وتدريبهم على المتابعة اليومية للشأن العام.

2.       خلق سلطة شبابية – ولو رمزية – قادرة على الدفاع عن مصالح الشباب وتعزيز مشاركتهم في الحياة العامة وتأثيرهم في صناعة القرار.

3.       تعزيز الرقابة الشعبية على العمل الحكومي عبر المتابعة والمواكبة والنقد ،كما يمكن لحكومة الظل الشبابية (الموازية) أن ترفع السقف على الحكومة الأصيلة ،وان تظهر أخطاءها ،وتكشف للرأي العام الوطني عيوبها ونواقصها.

4.       المساهمة في وضع إستراتيجية شبابية وطنية يمكنها إخراج الشباب الموريتاني من مأزقه الحالي ،وتسخير طاقاته وإمكاناته لخدمة التنمية.

5.       نشر ثقافة تحمل المسؤولية والتطوع لخدمة الصالح العام ،وإعطاء الأولوية للعمل الوطني علي حساب العمل السياسي.

6.       يمكن لهذه الحكومة أن تساهم في حماية الثوابت الوطنية ،وتمتين اللحمة الاجتماعية ،وان تكون أداة لجسر الهوة بين الأغلبية والمعارضة نظرا لكونها ممثلة للشباب الوطني المتسامي علي الصراعات السياسية الصغرى.

7.       بعد أن تنضج هذه التجربة سيصبح لدينا جيلا من الشباب الموريتاني المتمرس سياسيا ،والمتمكن من أساليب الإدارة والتسيير العام ،والمحيط بواقع مجتمعه وقضايا أمته.

في الختام نذكر أن تجربة حكومة الظل الشبابية تم تطبيقها في بعض الدول ،وقد جرت العادة أن تتشكل من شباب متطوعين يكونون من أصحاب الكفاءات العلمية أو الخبرات المهنية والنقابية.

وتضم هذه الحكومة نظيرا لكل وزير من وزراء الحكومة الأصيلة (القائمة) تكون مهمته متابعة ملفات وشؤون قطاعه الوزاري بشكل يومي وتقديم آرائه ومقترحاته حولها ،كما يجب التأكيد علي ضرورة حياد حكومة الظل الشبابية اتجاه الصراع القائم بين الفرقاء السياسيين.  

 

نواكشوط 25 دجمبر 2014

اللجنة الإعلامية للتيار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى