والد أشهر طفل مات غرقا يروي الساعات الأخيرة في «رحلة الموت»

روى والد الطفل السوري الذي غرق قبالة سواحل تركيا، وأثارت صورته صدمة في العالم، أن ولديه “انزلقا من بين يديه” حين انقلب المركب الذي كان يقلهم إلى اليونان.

وفقد عبدالله شنو طفليه أيلان (3 أعوام) وغالب (4 أعوام) وزوجته ريحانة في الكارثة.

وقال عبدالله شنو، متحدثا لوكالة دوغان للأنباء التركية، الخميس، “كنت أمسك بيد زوجتي لكن ولدي انزلقا من بين يدي وكان الظلام حالكا والجميع كانوا يصرخون” لحظة بدأ القارب يغرق، مضيفا: “حاولوا التمسك بالقارب الصغير، ولكن الهواء كان يخرج منه”.

وجلس عبد الله الذي بدا عليه الحزن الكبير، أمام المشرحة في بودروم الخميس وهو ينعم النظر إلى هاتفه النقال بانتظار نقل جثامين عائلته في عربة تابعة للبلدية، بحسب ما روى مصور وكالة «فرانس برس».

وكانت عائلة عبد الله من بين 12 مهاجرًا سوريا غرقوا ليل الثلاثاء الأربعاء بعد انقلاب المركب الذي كان ينقلهم من بودروم نحو جزيرة كوس اليونانية.

وأثارت صورة جثة الطفل أيلان ممددًا على بطنه على رمال شاطئ بودروم جنوب غرب تركيا لدى نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم على الصفحات الأولى للعديد من الصحف الأوروبية، صدمة حقيقية وموجة تأثر في العالم.

وكان عبد الله وعائلته يحاولون العبور مع ثلاثة سوريين آخرين من مدينة كوباني (عين العرب) السورية الكردية التي شهدت العام الماضي أشهرًا من القتال بين الميليشيات الكردية والجهاديين، بحسب الإعلام التركي.

وذكرت صحيفة “أوتاوا سيتزن” الكندية، أن عائلة عبد الله كانت تحاول الهجرة إلى كندا. وذكرت أن شقيقته وتدعى تيما وتعمل مصففة شعر في فانكوفر التي هاجرت إليها قبل 20 عامًا، قدمت طلبًا لإحضارهم كلاجئين إلى كندا، إلا أن السلطات الكندية رفضته في يونيو.

وروى عبد الله، كيف بدأت المياه تتسرب إلى القارب بعد أن بدأ رحلته في البحر في منتصف الليل؛ ما تسبب بانتشار الذعر بين اللاجئين. وقال “بدأت المياه تدخل القارب وعلى بعد 500 متر من الشاطئ.. ابتلت أقدامنا”.

وحاول أن يمسك بطفليه وزوجته بينما كان يمسك بالقارب الذي انقلب، إلا أنه سرعان ما سحبتهم المياه.

وأضاف الوالد، “كان الظلام مخيمًا والجميع يصرخون لذلك لم تتمكن زوجتي وولداي من سماع صوتي.. حاولت أن أسبح إلى الساحل مستهديا بالأضواء لكنني لم اتمكن من العثور على زوجتي وولدي حين وصلت إلى اليابسة”.

وتابع: “عندما لم أعثر عليهم في نقطة التجمع في بودروم حيث نلتقي عادة، توجهت إلى المستشفى وأبلغوني الأخبار السيئة”. مؤكدًا أن عائلته كانت ترغب في التوجه إلى كندا، ولكنه يريد الآن العودة إلى كوباني لدفن عائلته.

وصرح مصدر في مستشفى في بودروم، لوكالة فرانس برس، بأنه سيتم نقل الجثث جوًا إلى إسطنبول في وقت لاحق الخميس، وبعد ذلك إلى بلدة سوروتش التركية الحدودية قبل أن تنقل إلى محطتها الأخيرة في كوباني.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى