صراع النفوذ في منطقة الساحل إلى أين ؟

يعقد هذه الأيام مجلس رؤساء أركان الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر،اجتماعا بمقر قيادة الناحية العسكرية السادسة بتمنراست، في إطار تقييم الوضع الأمني السائد بمنطقة الساحل ومسايرة التدابير المتخذة في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.

ويهدف الاجتماع الى تبادل سريع للمعلومات والتدخل المشترك وتوظيف إمكانات الدول البشرية والتقنية العسكرية وإنشاء خلية اتصال استخباراتية لرصد حركة أموال القاعدة، قصد تجفيف منابعها والقضاء على الإرهاب . لا شك أن الدول الأربعة الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر مقصودة بالإرهاب وتعاني من تنفيذ مخطط دولي ارهابي على اراضيها.

 

ولذلك سيهدف الاجتماع الرباعي الى ردع الارهاب وتمدد نفوذ الجماعة الارهابية في الساحل من جهة ومن جهة أخرى مواجهة المخطط الدولي الذي يريد السيطرة على المنطقة ” غنية بالموارد الطبيعية من نفط وغاز, ومعادن كثيرة وعديدة و نفيسة مثل الذهب والماس .

هذا وإن الصراع من أجل القضاء على الارهاب في المنطقة بدأ بصفة واضحة بين المخابرات الفرنسية وهذه البلدان الأربعة ، وإن اجتماع مجلس رؤساء أركان ربما سيغير الوضع القائم . وهكذا فان القوة الحقيقية لهذه البلدان تتمثل في الحضور المستمر للعمل المخابراتية في الأماكن المضطربة .

فينبغي إذن الإسراع في وضع هذه القوات حتى لا يتدهور الوضع ، و في هذه الحالة سيؤدي بالدول القوية على رأسها الولايات المتحدة إلى إنشاء قواعد عسكرية، بحجة عدم قدرة هذه الدول على حماية الرعايا الأجانب، بحجة التسهيلات العسكرية التي تتطور إلى قواعد عسكرية . وهنا لا يجب أن يغيب عن الأذهان أنه إذا فشل التنسيق المخابراتية بين هذه الدول فإن الرابح الأكبر هو فرنسا ” انشاء قواعد عسكرية جديدة في المناطق المضطربة ” ضف الى هذا الخطر المسلط على المنطقة .. الأعمال الشيطانية التي تقوم بها بعض الدول القريبة من المنطقة واسرائيل الغرض من ذلك استفزاز الجزائر وبيع الأسلحة والمخدرات ! ! . إن السلطات الفرنسية لا تقاوم الارهاب في منطقة الساحل بصفة جدية، إنها تريد أن يبقى الوضع على حاله ، ولذلك يظهر أن الدول الأربعة أصبحت مقتنعة بالأكاذيب بحيث صاروا يدركون أن الحلول المقترحة حاليا من طرف الغرب لا تقود الى الحل, بل الى الفوضى المنظمة الخلاّقة.      

       رابح بوكريش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى