الإسلاميون وإنعاش الذاكرة/محمد الأمين محمودي

تجريد الاسلاميين من مختلف اسلحتهم هو مايقوم به الجنرال هذه الأيام في خطوة مفضوحة ومكشوفة يريد عبرها الوصول الى قلوب السادة في الغرب، فعبر اضعاف اسلاميي بلده او على الأقل عبر المحاولة طويلة الأمد سيحصل على صك غفران عن كل خطاياه المُحتملة و اكبرها الخطيئة التي نتوقعها جميعا ويقول بعضنا ببراءة الأطفال وسذاجة القرويين انها لم تعد ممكنة..

الخطيئة التي لامناص منها هي بقاء ولد عبد العزيز في السلطة لفترة ستكون مفتوحة ووحده الأجل من سيعلن نهايتها، هذا هو مسعى عزيز وهذه هي طريقته للوصول اليه، فتماما كما اعتقد ولد الطايع انه باقامة علاقات دائمة مع اسرائيل سيكون بمنأى عن الانقلابات، يجزم عزيز في قرارة نفسه ان محاربة المد الاسلامي هو الدرع الواقي وحصانه الذي سيدك به حصون طروادة وبهدوء. و ما الحرب مع الاسلاميين عادة لدى الغرب الا المشهد الأخير من تدمير كل بلد مسلم. والأكيد انكم تتفقون معي على ان الرجل اكمل المشهد قبل الأخير بإتقان فقد حارب الحركات المسلحة وزاد رطلين هدية من عنده. زاد من عنده لأنه يسهر ومنذ سنوات على بقاء بلاده في حرب لم تعد تعنيها مُذ توقفت الهجمات الارهابية عن موريتانيا وبالمناسبة فهي هجمات ولدت ردة فعل على خطة البقاء الطائعية المشابهة والمعتمدة في الأساس على شقين لا ثالث لهما: اقامة علاقات مع اسرائيل ومضايقة الاسلاميين او مضايقة كل من يتصدى للشأن العام ويكون مستحضرا في ممارسة عمله اوامر الله ونواهيه. فاتورة بناء الجيش كما يسميها عزيز هي “توكة ام الف نفع” فعبرها يسوق للسذج من المواطنين انه حامي الديار من الأعداء، وعبرها يقول للغرب انا شريك قوي لايمكن تجاهله في محاربة الارهاب، وبالتالي فماذا سيكون لو حل محلي ذات يوم شخص “غير متعاون” في هذه الحرب التي سيعتبر انهاانزاحت عن حيزنا الجغرافي؟ و طبعا من نفع هذه الحرب وتجهيز الجيش ايضا ان المبالغ التي تصرف في مثل هذه الجهود لاتكون معلنة ولا احد يسأل عنها لأنها من “سر الدولة” الذي يجب ان لايكشف ابدا ابدا. التحرك هذه الأيام ضد بعض المراكز والمحاظر يدخل في اطار سلسلة من الأنشطة يجب ان لاتتوقف فلأن الذاكرة الغربية تماما كالطبيعة لا تقبل الفراغ في مثل هذه الحالات، فيجب بالتالي انعاشها بصفة يومية بتحرك يستهدف الاسلاميين خاصة ان ردة فعل هؤلاء مأمونة ولن تكون عنيفة، فماداموا لم يحملوا السلاح حين تعرضوا لشتى انواع المضايقات خلال فترة ولد الطايع الطويلة فالراجح انهم لن يحملوه “ضدي لأنني في النهاية لا استهدفهم بصفة شخصية، انما اريدهم مطية للسلطة لا غير كما انني لن اصل الى العلمأء فهؤلاء خطيرون ولهم اتباع واشياع ومريدون”،،،هكذا يحدث عزيز نفسه ثم يضيف: في النهاية هم لايريدون الخراب للبلد وسيتعاملون مع المتاح انطلاقا من تجنبهم الدائم لكل مامن شأنه ادخال البلاد في دوامة من العنف لن تكون مبررة من الناحية الشرعية..سيصبرون كما يفعل احمد ولد داده وولد مولود ومسعود وغيرهم من المعارضين الميالين الى السلم واستقرار البلاد.سيسعى عزيز بهذا الفهم وذاك المنطلق وتلك الغاية سيسعى الى ان تتواصل أنشطة الانعاش،وهي الأنشطة التي ستنتهي باعلانه الفوز في الانتخابات المقبلة حيث سيطلب بعدها مصالحة وطنية وحوارا مع المعارضة للدخول في البرلمان وطي صفحة الماضي وساعتها ربما يكتب رسالة يستسمح فيها ويعتذر ويصرح فيها بفتح كل المحاظر والمراكز المغلقة منذ مدة، سيتحجج في اعتذاره للاسلامييين بان الغرب كلفه بأكثر من ذلك لكنه رفض حينها وداهن وفضل اغلاق بعض المراكز والمحاظر مؤقتا بدل ارسال ابناء موريتانيا الى سجون “النصارى”.. صدقوني ان مشروع انعاش الذاكرة هو استراتيجية حقيقية تبناها عزيز وكلف بتنفيذها خلصه ومؤتمنيه في الجهاز الأمني، وسيشارك فيها علماء واعلاميون وساسة وشعراء،لكن فقط حين تصلهم الأوامر فالخطة تقضي بأن لايكشف عن العمل الا وقت تنفيذه،تأتي الأوامر من العزيز فتنفذ دون تفسير او مداولات، فقد يستيقظ اليوم ويطلب منهم اغلاق محل تجاري تعود ملكيته لأي مواطن، لايهم، فالمهم هو التقرير الذي سيرسل الى فرنسا وآمريكا عن الواقعة وعن صاحبها،ستسجل الواقعة يوما بعد واقعة مماثلة ويوما قبل اخرى تحضر. سيحتار العلماء والشعراء وقادة الآحزاب والفنانون وصحافة النظام بعد ايام من العمل بإنعاش الذاكرة، ماذا نحن فاعلون ماهو دور كل منا في هذا المشروع؟ لا احد يملك الجواب فمخطط العمل لم يخرج بعد من ذاكرة عزيز الا لمن كلفوا بالجزء الأول من الفصل الأول من الخطة،لكن ثقوا انهم سيتصلون بكم لأنهم سيحتاجون الشعر ونوعا من الفتاوى والمقالات والأغاني اذ ان حربهم ضد الاسلاميين لايمكن ان تتوقف

 

شطحات محمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى