تقييمي لمهرجان “الصمود والتحدي” /ماموني ولد مختار

اتصل بي في وقت متأخر من ليلة البارحة قيادي بارز في الحزب الحاكم وبعد السلام قال لي: “ماموني نحن هنا جماعة من مختلف أطياف الأغلبية، اختلفنا في تقييمنا لمهرجان التكتل مساء اليوم واتفقنا علي أن نسألك عن تقييمك له وأن نعتبره حكما نرضي به ونتبناه لما عرفناه عنك من موضوعية وتجرد في تقييمك للأمور السياسية”.

 فقلت له: “لقد تابعت باهتمام خلال السنوات الماضية، جميع المهرجانات التي شهدتها نواكشوط، سواء في ساحة بن عباس او خارجها وسواء كانت مهرجانات جماعية أو ينظمها فصيل سياسي بمفرده في  المعارضة أو الموالاة وقد فاجئني أن مهرجان التكتل هذا المساء، كان في قمة جميع المهرجانات التي عرفتها نواكشوط خلال العقدين الماضيين، من حيث الكم والتنظيم والكيف.

  من حيث الكم والتنظيم: فقد غصت ساحة بن عباس وجميع محيطاتها بجماهير الحزب دون ان تحدث فوضي، رغم هذا الكم الهائل من البشر، حيث ظل الجميع منضبطا يتفاعل بحماس مع جميع كلمات المتحدثين علي المنصة ويتناغم مع وصلات الانعاش بحماس.

  وعلي مستوي الكيف: فقد كان المهرجان لوحة معبرة عن الشعب الموريتاني بجميع اعراقه وفئاته وطبقاته وأجياله، وقد برز في المهرجان حضور لافت للشباب وللطبقات الوسطي من الموظفين والمتقاعدين.

 وخلاصة تقييمي للمهرجان، هي أن حزب تكتل القوي الديمقراطية، اثبت من خلال مهرجانه، أن مازال الحزب الأول في موريتانيا وأنه حزب يجد فيه الشيخ السبعيني نفسه وكذلك الشاب الذي لم يبلغ سن العشرين سنة، كما أثبت المهرجان أن زعيم الحزب أحمد ولد داداه، ما زال في الصف الأول من السياسيين المقنعين في موريتانيا وأنه لايمكن تجاوزه ولا تجاوز حزبه في أي مشروع جاد يراد منه اخراج البلاد مما هي فيه من أزمات.

 وأري أن المهرجان كان مناسبة ضرورية لإظهار حقيقة التكتل ومدي قوته بعد سنوات من الميعان في تحالفات المعارضة والانسحابات منه، مما خلق نوعا من الشك في قوة الحزب وتماسكه وهي الشكوك التي بددها المهرجان، الذي أعاد التكتل الي الواجهة السياسية وأظهر ان ما زال كما ظل خلال العقدين الماضيين، نهر تنهل منه روافده الأغلبية والمعارضات باصنافها دون أن ينقص ذلك من معينه الذي ينفع الناس ويسقي ساحات النضال لتخضر وتنبت المناضلين التكتليين، الذين يزعجون الطواغيت”.

 هذا باختصار هو تقييمي لمهرجان “الصمود والتصدي” للتكتل بكل موضوعية وتجرد.

 طلب مني المتصل بي أن أتكتم علي رده علي تقييمي وهو ما تعهدت له به.

 ما رأيكم أنتم؟

 ماموني ولد مختار

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى