منتدى كرانس مونتانا جعل من مدينة الداخلة مرجعا علميا اقتصاديا وسياسيا في التخطيط لتنمية القارة الإفريقية (باحث أكاديمي)

(الزمان): قال الباحث الأكاديمي والمتخصص في قضية الصحراء والشؤون الإفريقية، عبد الفتاح الفاتحي، إن تنظيم منتدى كرانس مونتانا بالداخلة للمرة الثانية على التوالي جعل من المدينة مرجعا علميا واقتصاديا وسياسيا في التخطيط لتنمية القارة الإفريقية.

 

وأضاف الباحث الأكاديمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه بانعقاد دورة المنتدى مجددا بالداخلة، تصبح المدينة ملتقى للتأكيد على حتمية مساعدة القارة الإفريقية على تجاوز تحدياتها وترشيد خيراتها الاقتصادية في أفق جعلها فضاء آمنا ومستقرا يمتلك القرار الحكيم والقدرة على تجاوز مختلف التحديات المستقبلية. واعتبر أن تنظيم النسخة الثانية من كرانس مونتانا بالداخلة يعد تأكيدا أيضا على مصداقية المغرب وعلى أنه لا يمكن الرهان على الفوضى في منطقة الساحل والصحراء، مضيفا أن احتضان المدينة لهذا الموعد الدولي يعد بحق اعترافا بالرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لاسيما بعد المشاريع التنموية المهيكلة التي أعلن عنها بالأقاليم الجنوبية وانفتاح هذه البنيات التحتية على العمق الجيواستراتيجي الإفريقي، وذلك في تناغم كبير مع أهداف منتدى كرانس مونتانا. وشدد الباحث الأكاديمي على أن كرانس مونتانا نجح في اختيار مدينة الداخلة دون غيرها لاجتماعاته السنوية للمرة الثانية على التوالي، لأنه، من جهة، مؤمن بأن ما تزخر به المدينة ينسجم ورؤية جهازه التنفيذي، ومن جهة أخرى لأن المغرب يمتلك تصورا استراتيجيا حول التعاون جنوب جنوب، بل ويعتبر هذا المبدأ جوهر شراكته مع بلدان غرب إفريقيا على الخصوص.  وأبرز أن المشاريع التنموية التي أطلقت بالأقاليم الجنوبية تجعل من مدينة الداخلة الأقدر على تفعيل رؤية للتعاون جنوب – جنوب، لاسيما أن المغرب قد خصص غلافا ماليا بقيمة 77 مليار درهم يستهدف النهوض بالبنيات التحتية الكبرى كالموانئ والطرق والسكك الحديدية. وأضاف أن مدينة الداخلة، وقد تحولت إلى قبلة للمستثمرين ورجال أعمال واقتصاديين وإعلاميين وباحثين، أضحت بفضل إمكاناتها المتنوعة قادرة على الاستجابة لحاجيات الجميع، ومؤهلة لاحتضان المزيد من المواعيد الدولية، مشيرا إلى أن المدينة، التي توفر الأمن والأمان لزوارها، تعطي صورة نموذجية غير مألوفة عما يسمعه المشاركون الأجانب من أخبار عن منطقة الساحل والصحراء. وقال الباحث الأكاديمي إن جمع نخب فكرية لتبادل الخبرات والتجارب بمدينة الداخلة يعكس روح التآخي والتسامح التي يجب أن تسود في فضاء إقليمي كثيرا ما تتسبب في توتره جماعات إرهابية وعصابات انفصالية تعمل على خلق بيئة محتقنة وفاسدة لتكثيف أنشطتها في الأعمال غير المشروعة، كالتجارة العابرة للحدود والمتاجرة في البشر والهجرة السرية والتعاون مع الجماعات الإرهابية في بيع الأسلحة ومدها بالمجندين. وخلص إلى أن المنتدى يجد في المغرب شريكا يتقاسم معه الكثير من الاهتمام بإفريقيا بتخطيط استراتيجي متبصر، معتبرا أن منتدى كرانس مونتانا بالداخلة يؤكد على متانة التعاقد مع المغرب من أجل العمل سويا على إنجاح رؤية تعاون جنوب – جنوب في إفريقيا.

 

وم ع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى