قصاصة من مذكراتي في موريتانياـ فريد حسن

قصاصة من مذكراتي في موريتانيا رقم 61: هو نهاري الاول في نواكشوط استيقظت – استحممت بعد يوم متعب في المطارات وبعد ليلة حارة ذكرتني بليالي نواكشوط قبل ربع قرن او ليالي حلب الصيفية ولكليهما غلاوة خاصة بين البلاد – صليت الصبح رغم اني نمت متأخرا لكنني مع هواء نقي قادم من الصحراء او المحيط حسب اتجاه الرياح يشعرك بالاكتفاء من النوم بساعات ولو كانت قليلة –

ولا تنسى اني في غاية الشوق لأرى اصدقائي واهلي بل حتى معالم نواكشوط التي باتت في يوم من الايام جزءا من ذكرياتي او جزءا مني – خرجت من غرفتي متجها الى الخيمة المنصوبة في ساحة الفندق وكان صديقي احمد العبيد ايضا في انتظاري وقد اعد فطورا لا اقول انه موريتاني لان اكثر الموريتانيين لم يعودوا يتناولون فطورهم التقليدي – لكن وجود الشاي الاخضر يجعل الفطور كله موريتانيا فهو العنصر الوحيد الذي ما يزال قائما عند الافطار والغداء والعشاء – تبادلت اطراف الحديث على مائدة الافطار مع احمد وتحدثنا فيما يجب ان نفعله اولا بأول – وكان اول عمل نقوم به ان آخذ خطاً موريتانيا للموبايل واعلنه عبر الفيسبوك لجمهوري واصدقائي – كما اعلنت لهم في الفيسبوك اني وصلت بعون الله الى نواكشوط الليلة الماضية بخير – كما اني وصلت هاتفي وكومبيوتري المحمول ( الاورديناتور) على ويفي الفندق – واتصلت باسرتي واولادي في انحاء اوربا وفي سورية اعلمهم بوصولي بالسلامة الى ارض شنقيط – وبدأت وفود الزائرين والمهنئين على السلامة تتقاطر الى الفندق وكذلك الاتصالات بالهاتف او على صفحات الفيسبوك – وبدأت وسائل الاعلام تحجز مواعيد للايام المقبله – وكانت اول تلك الاقنية هي قناة الجزيره مباشر : واصدقكم القول اني ترددت كثيراً قبل الموافقه على تصوير مقابلة مع الجزيرة مباشر – ومع احترامي لكل من له رأي آخر – لكن الجزيرة واخواتها كانت محراك الفتنة التي ذهب ضحيتها ملايين الشهداء في سورية والعراق واليمن وليبيا – عدا ملايين المشردين وعدا عن الخراب والدمار ……الخ – كنت أميل الى الاعتذار عن الموافقه على المقابله – لكنني وزنت الامر منطقيا فوجدت ان فيه فائدة شخصية لي دون ان يكون فيه أي ضرر على قضية بلدي او على مبادئي الوطنية او القومية – تعودت ان اضعكم في صورة كل صغيرة وكبيرة حتى من مشاعري الداخلية حتى تصبحوا جزءا مني يعرف كنه أي تصرف أقوم به ودوافعه الحقيقية – واتفقت مع مندوب الجزيره مباشر ان يكون اللقاء مساء يوم 26 \11\2016م – وان يكون مكان اللقاء هو قاعة استقبال فندق الراحة حيث كنت أقيم – واتفقت مع الاخ المذيع ان لا نتطرق الى أي موضوع يقترب من السياسة حفاظا على مشاعري ومشاعر المشاهدين على اختلاف مشاربهم – وفي المساء وفي الموعد المحدد حضر مندوب الجزيرة مباشر مع المصور وكان اللقاء الذي دام اكثر من نصف الساعة قدمت فيه اكثر من اغنية وتحدثت فيه عن تجربتي الفنية وعن مسيرتي الفنية والثقافيه – وعن اقتدائي بالفارابي فنانا متميزا في عصره وفيلسوفا – بذلت قصارى جهدي لاتمثله حيث لحنت العشرات من الاغاني حازت العديد منها بالفوز كأجمل لحن في اذاعة حلب في الستينات واوائل السبعينات – ثم جاء دور اذاعة لنواكشوط لتكون كرسك ياغلانه اغنية خالدة وكذلك زين الشرك – وكذلك كتائب موريتان التي اختير لحنها مقدمة لنشرة الاخبار عدة سنوات واختير لحنها ولحن افريقين وعرب الاتنين كممقطوعات او مارشات عسكرية تعزف من قبل الفرقة العسكرية في المناسبات الوطنية ومراسم الحفلات والاستقبال – والعديد من الاغاني العاطفية والقصائد الوطنية ( فرحة العيد لاحمدو ولد عبد القادر – سمراء للمرحوم فاضل أمين – ومسرح المجد للخليل ولد نحوي – وتموز لفاضل امين – وصنهاجة لاحمدو ولد مياح ) المهم في الامر أني استطعت في مجال الفن ان اصل الى تسجيل ما يمكن ان يخلد في تاريخ الفن ؟ كما انني فعلت الشيء ذاته في مجال التربية ( مجموعة كتب كيف نربي اطفالنا ) وفي علم النفس الاجتماعي فقد نالت نظرية الايام المحيرة في الغضب والعدوان اعجاب جامعات دمشق وحلب واساتذة من جامعة بروكسل وبون ؟ والتي تاكدت من جدتها من عدم وجود موضوعها بين العناوين الموجودة في مكتبة الكونغرس بواسطة الدكتورة شاديه حبال الرفاعي ابنة استاذي وصديقي الدكتور نعيم الرفاعي – النظرية التي تمت برمجتها من قبل كلية الهندسة المعلوماتية في جامعة حلب وصار ممكنا باستخدام البرنامج ان تتوقع لعدة ايام مقبلة زيادة او نقصان نسبة الغضب والاعمال العدوانية من مشاجرات وقتل وانتحار عن المعدل العام له في أي بلد تمت تطبيق دراسة مماثلة لدراسة البرنامج ؟ اعود للقاء التلفزيوني مع الجزيرة مباشر – فقد بث التسجيل في اليوم الثاني أي في 27\11\2016م وتتالت بعده اللقاءات مع الاقنية الفضائية المحلية – وكذلك مع الاذاعات الحكومية والخاصة – والندوات وحفلات التكريم –

 

والى قصاصة قادمة استعرض فيها بعضا من تلك الأنشطة والى ذلكم الحين استودعكم الله على امل اللقاء بكم باذن الله – دمتم للفنان فريد حسن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى