إلى جنرالات الكرتون و حاشيتهم / سيدي علي بلعمش

الزمان أنفو_

لم أتصور في حياتي أننا يمكن أن نعيش في مرحلة أسوأ من فترة المجرم ولد عبد العزيز .

و لم أقتنع يوما بولد الغزواني ، لكنني لم أتوقع أن يكون على هذا المستوى من الترهل و الميوعة و الضعف و الاستهتار والبرودة و الخمول و عدم التوفيق:
لا رد الله بزمن عزيز و لا مد في زمن غزواني.
ترى ، أي ذنب ارتكبه شعبنا ليعاقبه الله بمثل هذه العصابات الغارقة في الترف و المجون؟
نحن الآن مثل من كان يطلب ربه أن يجد غبيا ينصب عليه و أصبح يطلبه أن يجد عاقلا يحل مشكلته معه.
منذ قدوم غزواني و نحن نعيش في حفل تَنَكُّري :
أصبح كل شيء مُقَنَّعا : أهذا ولد أجاي عزيز؟
هل يعقل أن يكون هذا وزير “صيد” غزواني ؟
هل يمكن لأي قناع أن يخفي بطن احميده ولد أباه و أقدام بيجل و لُحَيَّة ولد محمد خونه و كحل أعين ولد محم خيره و صلحة غزواني و قبعة لبرور؟
كنا في زمن عزيز نعيش نهبا ممنهجا و أصبحنا في زمن غزواني، نعيش نهبا مشرعنا..
كنا نفرق بين الحقيقة و الأباطيل و لم نعد نميز بين أي شيء و ضده ..
كنا نعيش بين الألم و الأمل و أصبحنا نعيش بين اليأس و الألم.
الآن وجد ولد لحويرثي “قَمْبَنْتُو”
الآن رقص ولد مرزوك على “گَمْبَرْتًُو”
الآن قطع حنن لسان “سدوم ولد انجرتو”
كم أنتم أبطال أيها الفرسان البواسل
نفذوا أوامر ولد النني ..
استقبلوا ولد أجاي بالنحائر..
ارتعدوا أمام احميده ولد أباه ..
لا تتركوا عميلا إلا و كشفتموه بتعيين..
لا تتركوا نذلا و لا ساقطا إلا و رميتم به في معترك التعيينات و القوادة ..
علموا أبناءكم السباحة و ركوب الخيل
فخيالكم في الفساد أعمق من كل بحر
و الحرائر الشهب صافنة جوعى، على كل دوار و منعطف
اركبوا آخر الماركات اليابانية، حَذْوَ المَرْخي
ارتخوا على طريقة قائدكم المفدى فالرخاء اليوم أن تَرْتَخِي
لا تشفقوا على وطن اذل الله أهله بأياديكم .. و حرمهم بجشعكم .. و أتعسهم بصغر نفوسكم ..
أنتم آخر أجيال التبجح و العربدة .
فاركلوا كل طوبة فيه بحوافر الهوارة الخشنة .
احرقوا كل نبتة فيه، فأنتم أبناء عقيدة الرازيا الفرنسية ..
أنتم أبناء ثعالب الصحراء و عقارب ساعة زمنها المعطل.
تراقصوا على جثث الجوعى، لكن تذكروا أن جوع أنفسكم أبشع
تباشروا بالانتصار على شعبكم .. تراقصوا .. تآمروا .. تآكلوا ..
انهبوا .. انهبوا .. انهبوا ..
لكن ، تذكروا مهما فعلتم أنكم؛
تستطيعون سلب حقوقنا (مؤقتا) لكن لن تستطيعوا سلب كرامتنا.
و حين لا تستطيعون سلب كرامتنا، تذكروا يا حثالة الجبناء،
أن بقاءكم مجرد مسألة وقت و غنائمكم لعنة بخت.
و تذكروا حين نجتركم في الأصفاد إلى المحاكم، أننا
نبهناكم .. و رجوناكم .. و حذرناكم ،
شفقة عليكم من صغر أنفسكم و انحطاط ممارساتكم
و جهلكم لتاريخ الشعوب و حتمية الزمن.
لم نعد نطلب منكم أن تعدلوا أو تنصفوا أو ترحموا..
اغتنموا فرصة بطشكم بشماتة ..
اشفوا غليل أنفسكم ظلما و قهرا و احتقارا..
تبتختروا أمام نسائكم بدلال البطاريق ..
وزعوا المواعيد الكاذبة على طوابير الجوعى و المظلومين..
و ادخلوا مكاتبكم من بواباتها الخلفية : أنتم محترفو مكر الثعالب و وفاء العقارب.
لكن، تذكروا و أنتم في أوج غمرة نشوتكم ..
تذكروا و أنتم تلهثون خلف غنج كل مومس ترفل في جهلكم بالنساء ..
تذكروا و أنتم ترتدون بزاتكم العسكرية المعرورفة بالأنواط و النياشين..
أنكم،
لم تُشرِّفوا الرجولة و لم تُكرِّموا الوطن .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى