حين أجلت السفر لأشاهد “الموريتاني” لأول مرة..

عرض الفلم،المقتبس من قصة مؤلمة،بحضور المخرج وكاتب "يوميات غوانتنامو" محمدو ولد صلاحي وكبير سجانيه"وود" وممثلين موريتانيين، لعبوا أدوارا ثانوية كالمخرج بابا ولد ميني

  ـ 22 مايو 2021_ من يوميات مسافر ـ عبدالله محمد الفتح

أجلت السفر اليوم، لأحضر مساء السبت بقصر المؤتمرات القديم  في نواكشوط عرض فيلم “الموريتاني” الذي لاقى نجاحًا باهرا، بسبب اعتماده على قصة واقعية  كتبها محمدو ولد صلاحي من سجنه  بخليج غوانتانامو، الذي خصصته أمريكا للمتهمين بالوقوف خلف أحداث 11 سبتمر2001.. نشرت القصة بتشجيع من محامية السجين محمدو عام 2015  تحت عنوان “مذكرات غوانتانامو” وراجت بشكل لافت قبل ان يتم إطلاق سراح بطلها الحقيقي من السجن سيء الصيت..
.
الفلم الذي طال انتظاره،وتوافد المئات من المدعوين لحضوره،وتسمَروا في المقاعد لساعات   في انتظار وصول وزراء ودبلوماسيين،ليبدأ أول  عرض له في موريتانيا قبل منتصف الليل ـ ليل السبت 22مايو 2021ـ بساعتين تقريبا.

وبدأ الحدث بالتصفيق الحار لمخرج الفلم ، كيفن ماكدونالد،الذي قال إن الفلم حقق ثان أكبر ريع خلال الأسبوع الماضي،قبل أن تلقي وزيرة التجارة والصناعة والسياحة الناها بنت  مكناس كلمتها قائلة “إن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني أوعز خلال تصوير بعض مشاهد هذا الفلم ببلادنا، بمواكبة جادة للحدث إدراكا من فخامته لنبل وجسامة رسالة الفن عامة والسينما خاصة.”

وأضافت أن ” موريتانيا اليوم تحتفي بضيوفها الذين بذلوا جهدا رائعا لتحويل إحدى أكبر قصص المعاناة الإنسانية في العصر الحديث إلى فرصة لبلادنا، للإنسانية، لروح التسامح، ولإعلاء قيم النبل والشجاعة والتعالي على الجراح”..

وقالت:”إننا نحتفي اليوم بفلم الموريتاني وبمخرجه المبدع ذي الصيت العالمي كيفن ماكدونالد، وبملهم القصة وبطلها الحقيقي في بلادنا محمدو ولد صلاحي”.

واضافت أن “إنتاج هذا الفلم وعرضه يجب أن يمثل بطاقة عبور لبلادنا العزيزة للتعريف بصورتها الناصعة السمحة على كل شاشات العرض ومنصات التواصل عبر العالم ليتعرف العالم أكثر على موريتانيا معدن الطيبة والتسامح وبيئة الإنسان المبدع.”

و ركز الفلم على  ما مرّ به السجين من تعذيب قاسٍ، خلال أكثرمن عقد من الزمن قضاه دون محاكمة، لمجرد أنه التقى بعض منفذي هجمات 11سبتمبر2001 على أمريكا والتي استخدمت فيها الطائرات المدنية، ك “مروان الشحي” و”محمد عطا” و”زياد جراح” وتكررت التحقيق مع البطل حول  ذلك وكان يرفض الكذب، رغم أصناف التعذيب التي تعرض لها فقط لانه التقى أشخاصا بألمانيا وزارافغانستان،قبل ذلك،واستقبل حوالة مالية من ابن عمه محفوظ ولد الوالد الملقب بأبي حفص الموريتاني..

وتحدث لنا عبر تقنية الفيديوكونفرانس الممثل الجزائري الفرنسي طاهر رحيم -المرشح لجائزة “بافتا”- الذي لعب دور ولد صلاحي، شاكرا الشعب الموريتاني في كلمة موجزة  معبرا من خلالها عن شعوره بوجوده بيننا، فيما تحدت الأميركية الحاصلة على جائزتي أوسكار “جودي فوستر ” مطلة علينا من شاشة العرض عبر التقنبة نفسها، جودي لعبت  دور المحامية العجوز نانسي، وعكس وجهها ألما،عكس ملامح البشر والسرور التي ظهرت على وجه الجزائري طاهر من خلال البسمة المرتسمة على محياه طيلة إطلالته.. ولاكت جودي كلاما بصوت خافت لم أتمكن من سامعه .

إلا أن جودي وفقت بشكل كبير في لعب دورها بحيوية وأداء غير متكلف، وشاركتها في ذلك الممثلة الشابة شايلين وودلي المرشحة لجائزة غولدن غلوب في دور المساعدة تيري.

وتحدث ولد صلاحي المعتقل السابق الذي عكس الفلم معاناته المريرة بالقاعدة البحرية الأمريكية الواقعة في خليج غوانتانامو بكوبا،معربا عن شكره ل”البطل الحقيقي للفلم وهو الشعب الموريتاني ” شاكرا القائمين على العمل الذين اعتمدوا عليه، لتقديم التفاصيل اللازمة لتصوير المشاهد، بدقة متناهية.

وقد وفرت السلطات حراسة مشددة لمكان الحدث،نظرا لحضور شخصيات أجنبية ودبلوماسية ووزراء إلى جانب سيدة موريتانيا الأولى حرم الرئيس ، الدكتورة التي درست الطب بسوريا قبل أن تصبح ضابطة بالجيش الوطني برتبة نقيب حين كان زوجها،الرئيس غزواني، قائدا عاما للجيش،ومالبثت أن عينت بمنصب في سفارة موريتانيا بأمريكا..

عادت بي الذاكرة الحرون إلى زمن بعيد، حين كنا نتردد على دور الشباب ودور العرض ونمارس التمثيل بشغف منقكع النظير..فقلت في قرارة نفسي: “ومتى كنت أجلس لساعات لمشاهدة أناس يمارسون هوايتهم ويعملون من خلالها على كسب قوتهم؟!.. لم أسأل الأصدقاء دائما نفس السؤال وإن بطريقة أخرى: ” لم لاتمارسون الرياضة هل يعقل أن يشاهد الناس أحد 22شخصا يلعبون الكرة ويمارسون عملهم ؟! إنكم كمن يأتي للمسجد لمشاهدة الناس يصلون على رأي ذلك الزعيم العربي الراحل..التمست لنفسي عذرا ” أنا هنا لتغطية الحدث أولا والكتابة عنه لصحيفة “الزمان” أليس كذلك؟..لنضرب عصفورين بحجر واحد كما يفعل بعض المدونين الذين غصت بهم القاعة.بعضهم شرع في التصوير حين قال المنظمون إنه يحظر تصوير الفلم..رد الشاب الذي يجلس قربي بأنه سبق أن شاهده على أحد المواقع وبدأ يريني العنوان،لم أنتبه طبعا فقد كنت ألتهم كلمات الترجمة التي تظهر وتختفي سريعا على شاشة العرض..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى