انواذيب:استفحال أزمة المحروقات ينذر بأزمة اجتماعية

الزمان أنفو – يعيش قطاع الصيد العديد من التحديات التي أصبحت تهدد كيان هذا القطاع الهام، من أبرزها أزمة المحروقات الأخيرة التي دفعت عشرات البواخر العاملة في صيد الأعماق للتوقف عن العمل ،إثر عجز مشغليها عن توفير الوقود بعد قفز تكلفته بشكل جنوني وفي ظرف وجيز بسبب المضاربات التي يشهدها سوق المحروقات.

وبعد الحديث عن نهب الثروة السمكية وضرورة تنظيم  القطاع ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات المختصة فإنه يبدو أن قطاع الصيد كتب له أن يعيش داخل دوامة من المشاكل.

ومن آخر المشاكل المطروحة الآن مشكل المضاربة في أسعار المحروقات الموجهة للصيد وعلى الرغم أنها مدعومة من الحكومة إلا أن أسعارها تجاوزت منذ أيام أسعار المحروقات غير المدعومة بما يناهز 100 أوقية قديمة.

واقع أسعار المحروقات أصبح تحديا حقيقيا وعائقا في وجه الفاعلين في القطاع وخاصة الصيد الصناعي الذي يشكل مصدر دخل هام للعملة الصعبة ولخزينة الدولة حيث يساهم بمئات الملايين في شكل ضرائب ومداخيل للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والصندوق الوطني للضمان الصحي ناهيك عن دوره في إمتصاص البطالة من خلال تشغيل مئات المواطنين الذين يعيلون آلاف الأسر.

بعض الفاعلين في مجال الصيد الصناعي الوطني وجدوا أنفسهم مرغمين على التوقف عن العمل وتسريح العمال وهو ما ينذرما بأزمة إقتصادية واجتماعية سببها المضاربة في أسعار المحروقات التي تشكل أزيد من40% من تكاليف تجهيز سفن الصيد الصناعي.

ويرى فاعلون في قطاع الصيد أن هذه الأزمة تتطلب تدخلا عاجلا من السلطات قبل استفحالها والضرب بيد من حديد على المتسببين في هذه المضاربات فموريتانيا لم تشهد لحد الآن أي ازمة في المحروقات والحكومة تبذل جهودا هامة لتثبيت أسعارها ..

فلماذا يسمح للمضاربين بخلق ازمة لقطاع هو شريان حياة إقتصاد الوطن سؤال يطرح نفسه بإلحاح أكثر من أي وقت مضى؟

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى