رجاء، ألجموا هذا المزاج المأزوم /سيدعلي بلعمش

الزمان أنفو-

“حوار بلا تابوهات” ..
“دخول الماليين بلا شروط” ..
– ما هذه الطفرات المزاجية؟
– ما هذه اللغة المتوترة، المنفلتة من القيود ؟
– ما هذا المزاج المأزوم ، اللاقي الكلامَ على عواهنه؟

ارموا جثتها في الشارع و استريحوا و أريحونا ..
الكل أولى بها منا..
الكل أحق بها منا..
الكل أحوج إليها منا ..
الكل سيكون أرحم بها منا.

نحن الشريط الفاصل بين أوروبا و أكثر من خمسين دولة فقيرة بها مليار و نصف نسمة ، يحلم 90% منهم بالهجرة السرية و العلنية..

من يستعد للهجرة السرية في قارب متهالك ، يترنح بأضعاف حمولته، لن ينام في نواذيبو على الطوى من دون ارتكاب جريمة ، فكيف تشتكون من انتشار الجرائم و أنتم السبب الأول في صنع مناخها؟

في عهد المرحوم ولد داداه وقعت موريتانيا على اتفاقية حرية التنقل بين البلدان الإفريقية ببطاقة التعريف و كانت الإجراءات على الأرض دون ذلك بكثير ، على أيادي أمن مرتشي و أجهزة إدارية مستهترة، تحولت فيها بلادنا إلى دولة زنجية بنسبة مخيفة في ظرف قياسي..

اليوم تعلن السفارة المالية في نواكشوط عن السماح للماليين بدخول موريتانيا من دون ترخيص و هو بلد يعيش حربا أهلية و أخرى مع المنظمات الإرهابية و ثالثة مع فرنسا و رابعة مع فاغنير ، يبحث كل مواطن فيه عن أي مكان ينام فيه يوما واحدا بأمان ؛
فهل تعي سلطات بلدنا ما تفعله حقا؟

نحن بلد من أربعة ملايين نسمة ، لا نشكل أي خطر على قارة كاملة . و أكثر من 80% منا مميزين بألوانهم و لغتهم و لباسهم و هيأتهم و ثقافتهم و حتى أنشطهم.
ليس في بلدنا من يبحث عن جنسية مالية و لا سنغالية و لا غامبية و لا غينية و لا إيفوارية و لا مغربية، عكس ساكنة هذه البلدان المستعدة لدفع أي ثمن للحصول على الجنسية الموريتانية ، لأسباب سياسية و معيشية و تآمرية..

إذا كان هناك من يزعجهم ذكر مثل هذه الحقائق أو يعتبرونه عنصرية فليعتبرونا عنصريين حتى النخاع..

إذا كان في هذا الكلام ما يغضب البعض أو يسيء إلية فليتأكد أن ذلك ما نقصده بالضبط..

بهذا القرار فتحت السلطات الموريتانية كل أبواب الخراب على بلدنا : المخدرات ، الإرهاب ، الهجرة السرية ، الاجتياح المفتوح ..

  • هل ننسى أن مالي الدولة “الجارة ، الشقيقة”، كانت حتى أمس القريب تسلح و تأوي و تؤطر جبهة “أفلام” الإجرامية؟

  • هل ننسى أن مالي “الجارة ، الشقيقة” ، هي من وقفت ضد بلدنا بكل ثقلها في أحداث 89 ؟

  • هل ننسى دماء عشرات مواطنينا على أيادي الجيش المالي أو المليشيات التابعة له أو المواطنين الماليين العاديين الذين نفتح لهم اليوم أبواب موريتانيا على مصراعيها دون قيد أو شرط..؟

  • كل دول العالم ترسم خطوطا حمراء ، من يتجاوزها لأي سبب ، لا تعود العلاقة معه إلى صفائها أبدا، أبدا ، أبدا ..

لقد كنت أول من وقف مع مالي في أزمتها مع فرنسا. و ما زلت أتمنى أن تقف بلادنا مع مالي بكل ثقلها ضد الإرهاب الفرنسي و أذياله الخونة في المجموعة الإفريقية (cedao) و فرانس – آفريك ..

لكن ، لكل شيء حدود يا سلطاتنا المحترمة :
يجب مراجعة هذا القرار ..
يجب إلغاء هذه المهزلة..
يجب إعادة النظر في عواقبه و يجب حتى، أن تفهم سلطاتنا أن مثل هذا القرار ليس من صلاحيتها و لا من أفضل ما تقوم به ..

يجب على السلطات المالية و السنغالية و المغرببية، أن تتذكر دائما ، أبدا ، أن جرح وقوفها مع أعداء بلدنا ، سيظل مفتوحا ما تبقى من الدهر ، لا بما يمنع تعايشنا السلمي مع هذه البلدان و تجاوز الممكن لمصلحة الجميع في كل مجالات الحياة ، لكن بما يجعل سقفا ظاهرا و معلنا لكل تعامل و في أي مجال، مع أي من هذه البلدان ” الجارة و الصديقة”..

و تماما ، كما قالت المناضلة الغواتيمالية ريغو بيرتا مينشو : “يمكننا أن نغفر الكثير، لكن علينا أن لا ننسى أي شيء”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى